طالب ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا بأجوبة حيال طريقة التعامل مع الجماهير في نهائي المسابقة القارية الأم الأسبوع الماضي، مؤكداً انه يتوجب على السلطات تحمل المسؤولية تجاه المشاهد القبيحة في باريس والتي اعتبرها «بعيدة كل البعد عن قيم وأهداف» الرياضة، فيما تقدم الاتحاد الأوروبي «ويفا» باعتذار للمشجعين عما حصل في تلك الأمسية.
وتساءل ريال مدريد في البيان المنشور «دفاعاً عن الجماهير» لماذا تم اختيار «ستاد دو فرانس» في ضواحي باريس لاستضافة النهائي ضد ليفربول الذي انتهى بإحرازه لقبه الرابع عشر في تاريخه، ومن «كان المسؤول عن ترك الجماهير عاجزة ومن دون حماية».
وأكدت بعض جماهير ريال أنها كانت ضحية لجرائم بعد نهاية المباراة السبت الماضي، في حين أفاد العديد منهم أنهم تعرضوا للاعتداء والسرقة خارج الملعب.
وقبل المباراة التي تأخر انطلاقها أكثر من نصف ساعة، اضطر عدد كبير من جماهير ليفربول من حاملي التذاكر الانتظار لساعات طويلة للدخول إلى الملعب، في حين استخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على الحشود.
وقال بعضهم إنهم كانون يخشون من أن يتم سحقهم بعد استخدام فتحات صغيرة للسماح لبعضهم بالمرور.
وتابع ريال «نتفهم أن ما كان ينبغي أن يكون احتفالاً كبيراً بكرة القدم لجميع المشجعين الذين حضروا المباراة تحول إلى أحداث مؤسفة أثارت غضباً شديداً في جميع أنحاء العالم».
وأضاف «اضطر بعضهم إلى قضاء الليل في المستشفى بسبب إصابتهم بجروح. لقد نقلت كرة القدم للعالم صورة بعيدة كل البُعد عن القيم والأهداف التي يجب أن تسعى دائماً لتحقيقها».
وختم «يستحق متابعونا والمشجعون الرد وأن يتم تحمل المسؤوليات والقضاء على حالات كتلك التي اختبرناها إلى الأبد من كرة القدم والرياضة».
لا ينبغي وضع أي مشجع في هذا الموقف
وبعدما قال في بادئ الأمر إنه اتخذ قرار تأجيل انطلاق المباراة بسبب تأخر وصول المشجعين، خرج الاتحاد الأوروبي «ويفا» في بيان يتحدث فيه عن بطاقات مزورة في موقف يتطابق مع الرواية الرسمية الفرنسية.
لكن كما فعل الأربعاء وزير الداخلية الفرنسية، توجه الاتحاد القاري الجمعة باعتذار للجماهير الذين عاشوا تجربة «مخيفة ومحزنة»، مضيفاً «يود ويفا أن يعتذر بصدق لجميع المتفرجين الذين واجهوا أو شهدوا أحداثاً مخيفة ومحزنة قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا في استاد فرنسا… لا ينبغي وضع أي مشجع لكرة القدم في هذا الموقف، ويجب ألا يحدث مرة أخرى».
والأربعاء، اعتذر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن التنظيم الكارثي لنهائي دوري الابطال ما يمهد لتقديم تعويضات لمشجعي ليفربول الذين أطلقت عليهم غازات مسيلة للدموع، لكنه تمسك بروايته المثيرة للجدل حول عدد البطاقات المزورة التي قدمت عند مدخل ستاد فرنسا.
وقال دارمانان خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي «من الواضح أن الأمور كان يمكن أن تكون أفضل تنظيماً» مبدياً أسفه ل«إفساد احتفال رياضي» ول«تجاوزات غير مقبولة في بعض الأحيان».
وقدم «اعتذارات صادقة» إلى مشجعي ليفربول عن «الأضرار الجسيمة ولا سيما على أطفال» الناجمة عن استخدام الغاز المسيل للدموع.
ولا يزال الجدل قائماً حيال النهائي الفوضوي لدوري أبطال أوروبا، مع مطالبة رئيس نادي ليفربول الأمريكي توم فيرنر باعتذار من وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا لتوجيهها أصابع الاتهام نحو مشجعي الريدز بإثارة الفوضى واقتناء تذاكر مزورة، مندّداً ب«استراتيجية إلقاء اللوم على الآخرين».
وكلف «ويفا» بإعداد تقرير مستقل حول ما حدث في المباراة، فيما طالب ليفربول بتحقيق مستقل وليس بتقرير.