مع اقتراب موعد تجديد التفاوض الممنوح للأمم المتحدة وشركائها لإدخال مساعدات دولية عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في العاشر من الشهر المقبل، تتواتر التكهنات بشأن الموقف الروسي من التجديد أو استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن، خصوصاً وأن موسكو تصر على احترام السيادة السورية، ووجوب أن تمر المساعدات كافة عبر الحكومة السورية في دمشق، بإشراف الأمم المتحدة، وهو ما يضفي الكثير من الشكوك حول تساهل روسيا في هذه المرة كما كان يحدث في المرات السابقة. كل شهر، كانت الشاحنات تصطف في طابور طويل وسط أشجار الزيتون والأرض المغطاة بالحصى على الطريق الذي يربط محافظة هاتاي التركية بشمال غرب سوريا وتمر عبره 800 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة. هذا المعبر، وهو الأخير الذي يسمح لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى محافظة إدلب، آخر معقل للتنظيمات المتطرفة والفصائل المسلحة في سوريا، قد يغلق في 10 تموز/ يوليو، وهو ما قد «يفاقم معاناة» ثلاثة ملايين شخص يعيشون فيها، وفق ما أكدت الخميس من الجانب التركي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد. وأعربت توماس غرينفيلد لدى زيارتها جنوب تركيا للوقوف على حجم الأزمة المحتملة عن قلقها بشأن تدفق محتمل للاجئين السوريين، في الوقت الذي تقول فيه أنقرة إنها تستعد لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم من بين أكثر من 3.7 مليون سوري على أراضيها. لا بديل وقال مارك كاتس، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا في إدارة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من مركز إعادة الشحن التابع للأمم المتحدة الواقع قرب منطقة الحدود؛ حيث يتم تحميل وتفريغ شاحنات على مدار اليوم «نحن نتجه نحو كارثة إذا لم يتم تجديد القرار» بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وقال عمار السلمو، عضو ما يُسمى «الخوذ البيضاء» التي تنشط في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية «لا بديل عن هذه الآلية… ليس من الوارد إدخال المساعدات عبر الخطوط الأمامية» التي تسيطر عليها القوات السورية.في شمال غرب سوريا، يعتمد أكثر من 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية، مقابل 3.4 مليون شخص العام الماضي، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، وهذا يجعل إيصالها أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وعند نقطة الحدود التركية السورية في باب الهوى؛ حيث تخضع شاحنات المساعدات الإنسانية للمسح واحدة تلو الأخرى، قال محافظ هاتاي أورهان أكتورك بلهجة مطمئنة للسفيرة الأمريكية الخميس «جمعياتنا غير الحكومية المحلية ستستمر في تقديم المساعدات في مطلق الأحوال» لأن هذه الجمعيات لا يشملها قرار الأمم المتحدة الذي تهدد روسيا بنقضه. كارثة وقال عامل إغاثة يتابع القضية من كثب، طالباً عدم ذكر اسمه، إن الهلال الأحمر التركي عرض على الأمم المتحدة ضمان مرور جميع المساعدات إلى الجانب السوري، معتبراً بالتالي أن من غير المحتمل حدوث أزمة وتدفق أعداد أخرى من اللاجئين. وتقوم الجمعية التركية بإدخال نحو 500 شاحنة مساعدات إنسانية إلى سوريا كل شهر منذ عام 2011، وفقاً لرئيسها كريم كينيك، ما يجعل دورها رئيسياً على الأرض. من جانبها، قالت سارة كيالي الباحثة في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن «هناك عدداً قليلاً جداً من البدائل القابلة للتطبيق لآلية الأمم المتحدة عبر الحدود»، موضحة أن حجم عملية الأمم المتحدة عبر الحدود والثقة التي تتحلى بها لدى الجهات المانحة، تجعل من الصعب استبدالها.(أ ف ب)
أخبار شائعة
- كيف غيّر الذكاء الاصطناعي عالم الموضة والجمال في 2024؟
- سلوك نادر لرئيس أميركي.. ترامب قد يطلب تسليم قناة بنما
- بعد هجوم قازان.. زاخاروفا تتحدث عن "أسامة بن زيلينسكي"
- أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام
- أوكرانيا تواصل هجمات المسيرات على مقاطعات روسية
- الجيش الأميركي يعلن عن سقوط طيارين فوق البحر الأحمر
- السجن المشدد لروسي "نقل" معلومات إلى "إف بي آي"
- ترامب يعين المنتج "المبتدئ" مبعوثا خاصا إلى بريطانيا