إعداد: علي نجم

يقف منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم على بعد خطوتين من تحقيق الحلم الكبير ببلوغ نهائيات كأس العالم قطر 2022، حين يخوض في العاشرة مساء اليوم لقاء الملحق الآسيوي أمام نظيره الأسترالي على أرض ملعب أحمد بن علي في الدوحة.

يدرك لاعبو منتخبنا الوطني أنها مباراة للتاريخ، وأنها فرصة العمر من أجل تجاوز هذا الامتحان الصعب، وضرب موعد مع البيرو في الملحق العالمي في الثالث عشر من الشهر الحالي في الدوحة أيضاً. ويمثل بلوغ نهائيات كأس العالم حلم جيل وأمة بالنسبة إلى لاعبينا، خاصة مع تطلعات كبيرة لاستغلال الفرصة التي تجددت بخوض الملحقين الآسيوي والعالمي، وإن كانت المهمة صعبة للغاية، لكنها ليست مستحيلة.

ويتطلع الجيل الحالي بقيادة الهداف علي مبخوت إلى ضمان التأهل ونيل فرصة شرف تمثيل اسم الدولة في المحفل الكروي الكبير في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويأمل لاعبونا في تكرار مشهد إنجاز «جيل 90» الذي كان له شرف بلوغ النهائيات العالمية التي لعبت في إيطاليا، وإن كان يدرك أن التفكير اليوم يجب أن يقتصر على 90 دقيقة قد تكون هي بوابة الأمل لبلوغ العرس الكروي الكبير.

وتمثل مباريات الملحق فرصة للمنتخبات التي تعثرت في رحلتها في التصفيات، فكان المنتخب الويلزي يكتب تاريخاً جديداً أمس الأول، بعدما تأهل من الملحق الأوروبي على حساب أوكرانيا، ليعود إلى المسرح العالمي بعد غياب 64 عاماً.

موعد مع التاريخ

يدخل لاعبونا مباراة اليوم بعزيمة الرجال لتحويل الصعب إلى ممكن، ولصنع ملحمة العبور إلى الملحق العالمي الذي قد يقربهم من الخطوة الأخيرة.

وخاض منتخبنا برنامج إعداد داخلياً في دبي عقب نهاية الموسم، فغاب الدوليون عن الجولة الأخيرة من عمر دوري أدنوك للمحترفين، حتى يتسنى للمدرب رودولفو خوض التدريبات وإجراء «بروفة» ودية وحيدة أمام غامبيا انتهت بالتعادل 1-1.

ولم تكشف التجربة الودية عن جاهزية المنتخب، أو عن فكر وأسلوب المدرب الذي قد يراهن عليه في مواجهة اليوم، وإن استفاد من خوض تجربة مع منافس يمتاز بالقوة البدنية.

الأوراق الرابحة

ويمثل علي مبخوت هداف منتخبنا الورقة الهجومية الرابحة التي سيعول عليها «الأبيض» من أجل ضرب حصون المنافس الدفاعية، وبلوغ شباك «الكنغارو» من أجل تحقيق الفوز الأغلى في رحلته إلى الدوحة.

وسيكون منتخبنا الوطني اليوم بأمس الحاجة لأن يكون «الطلياني الصغير» في ليلته وفي فورمته الفنية والتهديفية حتى يعزز من حظوظ منتخبنا في تحويل الحلم إلى حقيقة.

ويمثل بلوغ المونديال ليس حلم مبخوت وحده، بل لجيل كامل من اللاعبين، خاصة مع القائمة التي تضم حراس مرمى بقيمة وخبرة علي خصيف وخالد عيسى، إلى جانب قائد الدفاع وليد عباس وعبد العزيز هيكل ومعهم عدد كبير من الوجوه الواعدة التي تتمثل في حارب سهيل صاحب الهدف التاريخي في مرمى الشمشون الكوري، وعبد الله حمد دينامو وسط فريق الوحدة.

الحوار الخامس

ستحمل مباراة اليوم الرقم 5 في سلسلة مواجهات منتخبنا الوطني ونظيره الأسترالي الذي انضم إلى عائلة الاتحاد الآسيوي في العقد السابق بناء على اتفاقية «تجارية- تسويقية- كروية».

وكانت كفة المنتخب الأسترالي هي الأرجح على حساب منتخبنا الوطني في المواجهات الأربع السابقة التي لعبها، حيث حقق فيها الكنغارو الفوز في 3 مباريات، مقابل فوز وحيد لمنتخبنا الوطني تحقق على أرض العاصمة أبوظبي في نهائيات كأس آسيا 2019 التي لعبها المنتخب تحت قيادة المدرب الإيطالي زاكيروني.

الروح الكورية

ويتوجب على منتخبنا خوض مباراة اليوم ب«الروح» التي خاض بها المواجهة الكورية، حين صمد أمام سون ورفاقه ودافع عن مرماه ببسالة، حتى نال ما أراد بتحقيق الفوز التاريخي الذي عبر من خلاله إلى الملحق.

وسيكون الانضباط والالتزام الدفاعي السلاح الأهم في مواجهة اليوم التي ستلعب على ملعب مكيف، خاصة أن المنافس يمتاز بالقدرات الكبيرة على حسن استغلال الكرات الثابتة التي تعتبر أحد أبرز أسلحته الفنية، وهو ما وضح في تجربته الودية الأخيرة أمام المنتخب الأردني قبل أيام.

ويراهن المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا على الروح العالية ورغبة اللاعبين الكبيرة في تحقيق الهدف المنشود، وضمان البقاء في الدوحة حتى الثالث عشر من الشهر الحالي.

ويمتلك المدرب ثقة كبيرة في الحارس خالد عيسى الذي قد يكون اليوم هو حامي عرين الأبيض، في الوقت الذي يمتلك فيه أكثر من خيار على مستوى هوية الرباعي الدفاعي، خاصة مع إمكانية اللعب والرهان على وليد عباس في الجانب الأيسر، وترك قيادة محور الدفاع لخليفة الحمادي.

وسيحتاج المدرب إلى أدوار متعددة من الثلاثي الهجومي كايو وحارب سهيل وعلي مبخوت، خاصة أن التراجع ومساندة ثلاثي الوسط، وتأمين الدعم للظهيرين قد تشكل تفاصيل صغيرة غاية في الأهمية على مستوى الحد من خطورة المنافس، وتقليص الخطورة على مرمى منتخبنا.

وقد يجد المدرب في حيوية وخبرة علي سالمين ونشاط واندفاع عبد الله حمد الخيار الأنسب من أجل قيادة محور عمليات وسط الميدان وتعزيز الشق الدفاعي بما يساعد في تخفيف الضغوط على ثنائي محور الدفاع.

ويمثل عبد الله رمضان عقل الفريق في مباراة اليوم، من أجل لعب دور لاعب الوسط المتقدم، وإن كان عليه أن يسترد المهارة ودقة التمريرات التي جعلت منه موهبة يشار إليها بالبنان، ونجماً ثابتاً في تشكيلة منتخبنا الوطني رغم التغييرات التي طرأت على هوية الجهاز الفني.

وكان الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني قد أعاد عموري بعد غياب 4 سنوات عن قائمة الأبيض بسبب الإصابة.

ويدرك لاعبونا اليوم أن المباراة ستلعب على جزئيات صغيرة، وأن الهدوء والتركيز وضمان تقليص عدد الأخطاء قد تمثل عاملاً أساسياً في حسم المواجهة الصعبة، خاصة أن اللعبة بكتلة واحدة وبتوازن قد تشكل عنصر قوة في مواجهة خصم بدا «أقل فنياً» من السنوات الأخيرة، لكنه لا يزال يمتلك المواصفات الفنية وعناصر القوة التي تساعده على حسم المباريات.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version