اقتحم مئات المستوطنين، أمس الإثنين، لليوم الثاني على التوالي، المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية، التي شنت أيضاً حملة اعتقالات واسعة شملت 13 فلسطينياً من الضفة بعد عملية دهم وتفتيش، فيما حذرت السلطة الفلسطينية من أن اقتحامات الأقصى اليومية أصبحت «غزواً» وهي مقدمة لحرب دينية، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إسرائيل تختبر جدية المواقف الأمريكية عشية زيارة جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط محاولة تهريب أسلحة على الحدود الأردنية.
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 333 مستوطناً اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة. وكان من المقتحمين الحاخام يهودا غليك، ومدير منظمة «بيدنيو» المتطرفة. وأدى المئات من المستوطنين الصلوات داخل الأقصى خلال اقتحامه. وفرضت الشرطة الاسرائيلية المنتشرة على أبواب الأقصى قيودها على دخول الأقصى للمسلمين، باحتجاز الهويات ومنع العديد من الشبان من الدخول ومطالبتهم بالعودة بعد الساعة الثانية والنصف «بعد انتهاء فترة الاقتحامات الثانية». واعتقلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين في القدس بدون تصريح إقامة منتحلين صفة شخصين آخرين، وأوضحت أن الشابين في العشرينات من العمر (من سكان رام الله وأبو ديس)، وتم توقيفهما على حاجز شمال القدس.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الاقتحامات اليومية للمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، أصبحت «غزواً» وليست زيارة، وهي مرفوضة ومدانة. وأكد أبو ردينة ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، محذراً من أن استمرار هذا الغزو سيحول الصراع إلى حرب دينية لا تبقي ولا تذر.
ومن جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن «اسرائيل تختبر جدية المواقف الأمريكية عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة». وأوضحت الوزارة، في بيان، أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يسابق الزمن لتسريع عمليات الضم التدريجي للضفة، لإغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية».
من جهة أخرى، قال عضو لجنة الدفاع عن الأراضي في بلدة ترقوميا سليمان جعافرة، إن السلطات الاسرائيلية وبهدف توسيع حدود مستوطنتي «دورا» و«تيلم» غرب الخليل، وضعت قبل نحو ثلاثة أيام إخطارات بالاستيلاء على أكثر من 600 دونم في منطقة الطيبة «فرش الهوا» من أراضي مواطنين يعيشون في بلدة ترقوميا. وأشار الى أن أصحاب الأراضي شرعوا خلال الخمس سنوات الماضية بعمليات استصلاح وتأهيل لأراضيهم وزراعتها بأشجار الزيتون واللوزيات ومحاصيل شتوية وصيفية. وأضاف: «يبدو بأن هذا الأمر لم يرق للمستوطنين، حيث قامت السلطات بإصدار أمر الاستيلاء».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في «تويتر»: «الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع شرطة إسرائيل أحبطا محاولة تهريب أسلحة على الحدود الأردنية، حيث رصدت القوات يوم الأحد آثار أقدام قرب قرية العوجا في الأغوار وتابعتها حتى تمكنت من كشف ومصادرة حقيبة تحتوي على 10 مسدسات». وأضاف أدرعي: «تم نقل الأسلحة لمواصلة تحقيق الشرطة». (وكالات)