القاهرة: «الخليج»
أكد المشاركون في مؤتمر التطرف الديني، الذي نظمه مركز سلام التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المواجهة الأمنية تكون لمن تلطخت أيديهم بالدماء، وأن تكون المواجهة الفكرية لمن تم تضليلهم من الشباب. وطالبوا بالتعاون وتبادل الخبرات بين المراكز البحثية العاملة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب وخاصة في ظل دعم الأمم المتحدة لمكافحة التطرف.
وأعلن الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التَّوصِيَات وأهمها أن يصبح المؤتمر الدوري لمركز سلام لدراسات التطرف ملتقًى عالميًّا سنويًّا لسائر المراكز البحثية المتخصصة، في مجال دراسة ومكافحة التطرف والإرهاب، يعمل على تنسيق الجهود وتحديد الأولويات وتوزيع الأدوار والربط بين كافة المؤسسات الدينية وصناع القرار والمراكز البحثية والأكاديمية المحلية والإقليمية والدولية والأممية لزيادة الفاعلية والتأثير، والخروج بمبادرات مشتركة في مجال مكافحة التطرف وقاية وعلاجاً وتأهيلاً.
وشدد على أن تجديد الخطاب الديني عملية أصيلة في التشريع الإسلامي، نطقت بها نصوصه ودعت إليها مبادئه، وهي عملية لها ضوابطها التي تتلاءم مع وسطية الدين وعالمية الرسالة الإسلامية، وهي قضية منوطة بالمؤسسات الدينية العريقة والوطنية في العالم الإسلامي تتعاون فيها مع العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والفكر من مختلف المجالات، الذين لديهم قدم راسخة في العلم الشرعي أو العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة؛ إيماناً بأن تجديد الخطاب الديني يسهم بشكل فعال في مكافحة التطرف وقاية وعلاجاً.
وطالب المؤتمر بوضع ضوابط واضحة حول المتصدرين للخطاب الديني في الداخل والخارج بالتعاون مع المتخصصين وصانعي القرار والأجهزة المعنية في الدول، لضمان تصدُّر المؤهلين، وتقليل الفرصة أمام انتشار خطاب الكراهية والتشدد، والخطاب الجامد الذي قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى توسيع دائرة التطرف. مع العناية بتنظيم ندوات ودورات مباشرة وإلكترونية تقوم بها المؤسسات الدينية الوطنية لنشر الوعي بين الشباب بمخاطر التطرف ومناقشة منطلقاته الفكرية وتفكيك منظومة أفكاره والعمل على دمج الشباب في عمليات الوقاية والمكافحة.
وحث المؤتمر على تنشيط وزيادة حجم المواد المترجمة حول مبادئ التعايش بين الأديان وبيان صحيح الأديان، من خلال المؤسسات المعنية، مع بذل المزيد من العناية والجهد في مشروع التحول الرقمي للمؤسسات الدينية، وتوفير الإرادة الحقيقية نحو ذلك التحول بإنشاء وحدات مختصة بمتابعة التحول الرقمي في تلك المؤسسات وعمل لجان تُشرف عليها جهات دينية وتعليمية وتربوية للنظر في استراتيجية إعداد المناهج التعليمية وآلياتها ومخرجاتها ومراجعة المناهج لضمان تنقيتها من كل ما من شأنه تعزيز خطاب الكراهية ورفض الآخر.
وشدد المشاركون في المؤتمر على الاهتمام بالرعاية الوقائية والتحصين المبكر للأطفال.