دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تناول حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني موضوع وصولة سفينة يونانية “تموضعت على مقربة من حقل كاريش الواقع على الخط 29 بالمنطقة المتنازع عليها” بين لبنان وإسرائيل على حد تعبيره.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب نصرالله وفقا لما نشرته قناة المنار التابعة لحزب الله:
حديثي هذه الليلة يرتبط بموضوع واحد، هو المستجد في الأيام الأخيرة وما يتعلق بمسألة النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية والاستحقاق الكبير أمام لبنان وأمام اللبنانيين جميعاً المُقبلون عليه والذي أصبحنا في داخله الآن.
لبنان دخل هذه الأيام في مرحلة جديدة، وأصبح أمام استحقاقٍ كبيرٍ ومهمٍ وداهمٍ بعد وصول السفينة اليونانية التي مُهمتها ليس الحفر والتنقيب، في الأيام القليلة الماضية هناك أناس صرحوا وأناس كتبوا مقالات وأناس أخذوا مواقف وأناس غردوا على مواقع التواصل واختلفت الآراء حول دور هذه السفينة، هل ستنقّب أو ستحفر أو ستستخرج؟ الجماعة انتهوا، استكشفوا ونقّبوا وحفروا وهذه السفينة أتت من أجل الاستخراج والانتاج والمراحل المتبقية، يعني الذهاب إلى التصدير والبيع. وتموضعت هذه السفينة على مقربة من حقل كاريش الواقع على الخط 29 يعني في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان والكيان الغاصب، العدو الإسرائيلي من خلال هذه الخطوة المتقدمة جداً هو يقول للبنانيين وللعالم خلال فترة وجيزة – هناك من يقول شهر أو شهرين أو ثلاثة، هذا كله يجب أن يُسأل عنه الاختصاصيون – أنه سوف تبدأ هذه السفينة التي هي بمثابة منصة عائمة، سوف تبدأ باستخراج النفط أو الغاز من آبار حقل كاريش إلى السفينة وتقوم بالمعالجة المطلوبة والتخزين وإعادة الإنتاج ومن ثم النقل وما شاكل، وأن هذا هو حقه الطبيعي ولا نقاش فيه ولا جدال حوله.
بعد الإعلان عن هذا التطور الميداني الجديد والمهم سمعنا تصريحات وبيانات التي تعبر عن موقف الدولة اللبنانية، يعني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دولة رئيس مجلس الوزراء، دولة رئيس مجلس النواب، بالتعابير المختلفة، مثلاً، فخامة الرئيس وصّف هذا العمل “عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازاً وعملاً عدائياً”، رئيس الحكومة على نفس السياق اعتبر “وفرض أمرٍ واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها… أمر في منتهى الخطورة ومن شأنه إحداث تطورات.. إلى آخره”، دولة رئيس مجلس النواب “أن هذه التجاوزات لا يستطيع لبنان أن يقف مكتوف الأيدي أمامها”. .
إذاً نحن أمام مستجد جديد، واقع جديد، مرحلة جديدة، خلاصتها أن ما جرى في الأيام القليلة الماضية هو اعتداء على لبنان واستفزاز للبنان وتجاوز على لبنان – يمكننا أن نعبّر كما نريد – ووضع لبنان أمام موقف صعب يجب أن يختار خياره بشكل نهائي وواضح وإن كنا نتحدث عن منطقة متنازع عليها من وجهة نظر المسؤولين الرسميين اللبنانيين، يعني من وجهة نظر الدولة اللبنانية، نحن كحزب وكمقاومة لا نتحدث لا عن الحدود ولا عن الخط 23 ولا عن الخط 29 ولا عن منطقة متنازع عليها أو منطقة غير متنازع عليها، هذا الأمر تُعبر عنه الدولة من خلال رؤسائها ووزرائها ومسؤوليها.
أصبح اللبنانيون الآن أمام السؤال الكبير – الآن نشرح أكثر ماذا يعني ما أقدم عليه الصهاينة – السؤال الكبير: ماذا يجب أن يفعلوا؟ كيف يجب أن يتصرفوا؟ يتزامن هذا التطور الكبير مع الذكرى السنوية لإجتياح العدو الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، يعني في مثل هذه الأيام، والذي أدى إلى احتلال الجنوب، كل الجنوب، وخط الساحل والبقاع الغربي وراشيا وجزء كبير من جبل لبنان وصولاً إلى العاصمة بيروت، في ذاك الوقت أيضاً هذا الاجتياح وضع لبنان أمام تحديات واستحقاقات خطيرة جداً وكبيرة جداً، وأنا أود أن أذّكر بذاك الاستحقاق لأن هذه التجربة بهذا الحدث – يعني الاجتياح – لأن هذه التجربة أيضاً يجب أن نستفيد منها في مواجهة التحديات الجديدة. أول ما أُريد أن أقوله للبنانيين هذه الليلة، هو أننا جميعاً أصبحنا أمام مسألة أو قضية أو ملف أو موضوع، أَسموه كما تريدون، يجب أن يتحول إلى قضية وطنية كبرى، يعني عندما نتحدث عن الحدود البحرية، عن المياه الإقليمية، عن المنطقة الاقتصادية الخالصة، عن الثروة الموجودة في هذه المياه من النفط والغاز والتي هي ملك للبنان، هي ملك لكل الشعب اللبناني، يجب أن تكون هذه القضية قضية تعني كل لبناني بمعزل عن أي تفصيل أو أي توصيف، يعني أياً تكن منطقته، أياً تكن طائفته، أياً يكن مذهبه، أياً يكن خطه السياسي، انتماؤه السياسي، أياً تكن الانقسامات الموجودة في البلد، هذه يجب أن تتحول وأن تكون قضية وطنية مُسلّمة ومحسومة عند كل لبناني يعتبر نفسه ينتمي إلى هذا الوطن وإلى سيادته وإلى مصالحه، يعني من هنا يجب أن نبدأ، وهذه هي القضية التي يجب أن تتكون، كان يجب أن تتكون منذ وقت طويل، اليوم لماذا نقول هذه قضية وطنية؟ أولاً لأن هذه ثروة كبيرة جداً، بالنسبة للبنان طبعاً هي ثروة كبيرة جداً، البعض يتحدث في الحد الأدنى عن 200 مليار دولار، البعض يتحدث عن 300 مليار دولار، البعض يتحدث عن 500 مليار دولار، البعض يتحدث عن أكثر من ذلك، إذاً نحن أمامنا ثروة هائلة موجودة في هذه المياه، هذا الذي أسميناه الكنز الموجود في جوارنا، وهذه الثروة هي ملك كل الشعب اللبناني ولا أحد يقول أن هذا الحقل أو هذا البئر عندما يُستخرج منه النفط أو الغاز هذا ملك للمنطقة أو للمحافظة أو للقضاء أو للبلدية المجاورة أو الواقعة على خط هذا الحقل وهذا البئر، هذه ملك كل الشعب اللبناني، وثانياً لأن هذه الثروة الموجودة في هذه المياه – النفط والغاز – هي الأمل الوحيد والكريم والمتبقي لإنقاذ لبنان من وضعه الصعب، من الانهيار الذي يتجه إليه أو الذي أصبح في داخله، هو الأمل الوحيد لمعالجة كل هذه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والحياتية والمالية والنقدية، وهو الأمل الوحيد لغدٍ أفضل، إذاً هذه قيمة هذه الثروة الآن. وبالتالي هذه قضية وطنية بحق.
من هنا يجب أن نضع أمامنا هدفاً بمستوى هذه القضية، وهنا لا نريد أن نتحدث لا حزبياً ولا بالإنقسام السياسي ولا 8 و 14 آذار وجدد وقدماء ومنظومة وخارج المنظومة وسلطة ومعارضة، هذا موضوع فوق كل هذه الحسابات. الهدف ماذا يجب أن يكون في هذه القضية الوطنية؟ أولاً حماية هذه الثروة، حماية هذا الكنز العظيم، الحماية – لاحقاً نتحدث عن المخاطر – ثانياً، ليس فقط الحماية، الاستخراج، العمل من أجل إنجاز مراحل الاستكشاف والتنقيب والحفر ولاحقاً الاستخراج. وثالثاً، الاستفادة القصوى عندما يتم الاستخراج لمعالجة الأزمات الموجودة في البلد. إذاً هذا هو هدف هذه القضية الوطنية.
هذه القضية تُواجه مجموعة من المخاطر، يعني مياهنا الإقليمية، ثرواتنا، ثروات لبنان من النفط والغاز تواجه مجموعة مخاطر، الأول هو – وهذا كلام ليس بجديد، هذا منذ بداية الحديث عن وجود نفط وغاز ومنذ بداية الحديث عن ترسيم الحدود البحرية – الخطر الأول هو السعي الأميركي والإسرائيلي الدؤوب لسلخ مساحة كبيرة من هذه المنطقة عن لبنان، أنه أنت هنا ليس لك وهنا ليس ليس لك وهنا ليس لك وهنا ليس لك.. أنت هذه هي حدودك ، بهذا القدر يَطلع لك، سلخ مساحة كبيرة جداً، وهذا النقاش الذي أُسمه الخطوط وترسيم الحدود والإسرائيلي ماذا يقول والأميركي ماذا يقول واللبنانيين ماذا يقولون؟ إذاً الخطر الأول هو سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان وبما تحويه من حقول وثروات.
الخطر الثاني، له علاقة بالترسيم وليس له علاقة بالترسيم، هو منع لبنان من التنقيب ومن الاستخراج، يعني من الاستكشاف والتنقيب والاستخراج، لبنان ممنوع، هذا يجب أن نعرفه لأن هذه مشكلة يجب على اللبنانيين أن يفكروا بطريقة لحلها، يعني هناك شركات مُنعت من أن تُقدم، رغم أنه فُتح الباب عدة مرات ومُدد الوقت، وحتى الشركات التي تقدّمت وصار تلزيم لها هي ممنوعة من العمل، المشكل ليس مشكلاً فنياً الموضوع موضوع سياسي، الأميركيون والاسرائيليون هددوا هذه الشركات، ويكفي أن يُقال لها إذا عملتم في المياه اللبنانية حتى غير المتنازع عليها، يعني حتى في المنطقة التي لا يدعي الُسرائيلي أنه له علاقة بها، مع ذلك ممنوع على هذه الشركات أن تعمل، ممنوع، وتُهدد بالعقوبات. طبعاً المنطقة كلها عندما نأخذها بنظرة واحدة، يعني البحر الأبيض المتوسط، كل الخبراء – هنا يجب أن يتحدثوا الخبراء عن ذلك بالتفصيل لأنني لست خبيراً – لكنهم يتحدثون عن حوض أو أحواض التي هي تحت الحقول وتحت الأبار وما شاكل، والكل يريد أن يأخذ من الكل، يعني قبرص لها حق تستكشف وتنقب وتستخرج! واليونان له حق! وتركيا لها حق! والعدو الإسرائيلي له حق! ومصر لها حق! كل هؤلاء لهم حق! ويعملوا كذلك ويستكشفون وينقبون ويستخرجون. هنا يوجد اثنين فقط ممنوعين، هما لبنان وسوريا، سوريا علناً بشكل واضح لأنه أي شركة إذا الآن الحكومة السورية تريد أن تفتح امام الشركات باب التنقيب في المياه السورية، سواءً في المياه الاقليمية أو في المنطقة الاقتصادية أو.. أو..، لن تأتي هذه الشركات لأن هنالك قانون قيصر، هنالك عقوبات، لبنان لا يوجد عليه قانون قيصر معلن ولكن عمليًا هناك قانون قيصر غير معلن إنّ أيّ شركة تأتي وتلتزم أو إذا التزمت ممنوع أن تعمل، وإلا سينفّذ عليها عقوبات، هذا الخطر الثاني حتى لو حمينا هذه الثروة فهي ستبقى في الماء وستبقى في الأرض ستبقى تحت لن نستطيع ان ننقب أو أن نستكشفها ولا أن نستخرجها ولا أن نستفيد منها بسبب المنع، هذا الخطر الثاني.
الخطر الثالث له علاقة بالوقت أيضًا وهو إفراغ هذه الحقول، اليوم كل هذه الدول تستخرج نفط وغاز والآن الإسرائيلي جاء إلى كاريش أصبحنا في المنطقة المتنازع عليها وبتنا قريبين إلى حقل قانا وإلى بقية الحقول. إذا بقي لبنان سنة سنتين ثلاثة أربعة خمسة بعد ما زال يفاوض، وما زال ينتظر وبعده “ما بعرف شو” ولم يجد حل لكل هذه المشكلات والمعضلات معنى ذلك أنّه لن يستخرج. من سيستخرج هذا النفط؟ هذه الدول، العدو وبقية الدول يمكن أن يأتي وقت عندما يؤذن للبنان أو يسمح للشركات أن تستكشف وأن تنقب لتستخرج قد لا نجد شيئًا، أو قد نجد الفتات، هذا الخطر الثالث إفراغ الحقول التي تمتدّ إلى مياهنا والتي تحيط بنا. هنا عامل الوقت يصبح مهمًا جدًا، هناك سنوات طويلة لبنان أضاعها ولا أريد الدخول بهذا التفصيل. لكن الآن لم يعد هناك وقت سنة وسنتين وثلاثة وأربعة يمكن هناك أسابيع، وربّما شهر شهرين ثلاثة هذا الوقت المتاح الذي يقال أنّ السفينة اليونانية تحتاجه للبدء باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش. وطبعًا عندما يبدأ هذا الاستخراج سوف تصبح الأمور أصعب وأخطر وأقصى بالنسبة لكلّ هذا الاستحقاق الذي يرتبط بلبنان.
أمام هذه المخاطر يجب أن يشعر الجميع، كلّ اللبنانيين بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية والدينية ويبدأ العمل. نحن أمام قضية هنا عندما قلت أودّ العودة للتشبيه لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل، كلّنا نتذكر بعد الـ 82 بعد الاجتياح صار هناك مقاومة في لبنان من فصائل متنوعة ومتعدّدة وبمختلف المناطق والمدن التي كان فيها احتلال، وفرض على العدو الإسرائيلي أن ينسحب بالـ 85، وانسحب وقام بإنشاء شريط. وللأجيال الغير مطلعة او ناسية عمل شريط حدودي، وبقي فيه داخل هذا الشريط الحدودي اختبأ خلف قمم الجبال والتلال العالية، كان له تقني عسكري وبقيت مدن مدينة بنت جبيل، مدينة مرجعيون، مدينة حاصبيا، مدينة جزين وعدد كبير من البلدات التي بقيت ضمن الشريط الحدودي المحتلّ. في عام 85 طرحت قضية وطنية كبرى اسمها تحرير الشريط الحدودي المحتل المنطقة الحدودية من لبنان التي يحتلها العدو الإسرائيلي وحولها إلى حزام أمني لحماية الكيان. وهنا كان مشروع المقاومة والفصائل المتنوعة وخلال 15 عامًا قدّمت كثير ن التضحيات تحدّثنا عنها في الأيام الماضية إلى أن وصلنا للتحرير عام 2000 كانت قضية مهمّة جدًا، وتحمّل لبنان الشعب اللبناني والمقاومة والجيش وكل الأطياف تحمّلوا على طريق تحرير الشريط الحدودي المحتل الكثير من الأعباء والكثير من التضحيات شهداء وجرحى وأسرى ومواجهات ومجازر… الخ.
اليوم هذه القضية الوطنية الكبيرة التي اسمها المياه الاقليمية، والمنطقة الاقتصادية، الغاز والنفط المياه هذه القضية لا تقلّ أهمية عن تحرير الشريط الحدودي المحتل. الآن لا أودّ القول أنّها لا تقل أهمية ولا تقل المسؤولية فيها عن المسؤولية في قضية تحرير الشريط أبدًا، بل أكثر من ذلك هذه القضية قد يكون فيها مميزات يجب أن تشكل دافعًا وحافزًا لتحمّل كل الشعب اللبناني وكل الدولة اللبنانية المسؤولية بشكل أكبر عن تحرير الشريط الحدودي. من هذه المميزات، أنّه يمكن أيام الشريط الحدودي والقتال لتحريره كان البعض في لبنان يعتبر أنّ المستفيد الأول من تحرير الشريط هو أهل بنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون وجزين والبلدات الذين هم سكان الشريط أولًا والقرى المحاذية التي كانت على خط التماس والجنوب. لكن بقضية الثروة النفطية والغازية والمائية المستفيد الأول هو كلّ الشعب اللبناني من أقصاه إلى أقصاه، ليس أهل منطقة وليس أهل مدينة وليس أهل محافظة هذا ماء وغاز ويجب أن يشكل دافعًا وحافزًا قويًا ليتحمّل الجميع المسؤولية.
أيضا في هذا السياق يجب أن ألفت إلى فارق مهمّ وأنا أقول دائمًا يجب أن نستفيد من التجربة السابقة، نحن ذاهبون لنواجه هذه المخاطر أو نتحمّل مسؤولية في هذه القضية يجب أن نعرف أن عامل الوقت هنا ليس لمصلحة لبنان بتحرير الأرض والله بنت جبيل موجودة، إذا تأخر تحريرها سنة سنتين ثلاثة وتأخّرت سنوات إلى 2000 إذا تأخر تحرير جزين، وإذا تأخّر مثلًا تحرير مزارع شبعا هي موجودة المدينة موجودة، البلدات موجودة، الجبال والوديان والتلال كلّها موجودة يمكن إذا تأخرنا سنة سنتين ثلاثة ما تروح. لكن فيما نحن فيه الآن التأخير كل يوم وخصوصًا عندما يبدأ الاستخراج من حقل كاريش، كل يوم يعني الله أعلم ممّا هو حق للبنان مفترض بالحد الأدنى لأنّنا نتحدّث عن منطقة متنازع عليها، هذا سذهب. كلّ يوم سيسجل أنّ هناك مال وثروة للبنان وللشعب اللبناني ستضيع من أيديهم، وبالتالي الوقت هنا في هذا الملف لا يلعب لمصلحة لبنان. في مسألة تحرير الأرض يمكن الوقت لا يؤذي، وقد يكون الوقت لمصلحة المقاومة لأنّه بالنهاية المقاومة لم تكن تخوض حرب كلاسيكية، كانت تخوض حرب عصابات حرب استنزاف للعدو طبيعة حرب الاستنزاف تحتاج إلى زمان ووقت.
هنا الموضوع مختلف اليوم والساعة صار لها أهمية بالغة الخطورة، وهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. إذا اعتبرنا أنّ هذه القضية الوطنية هذه أهدافها الحماية حماية هذه الثروة والعمل على استخراجها والعمل على الاستفادة منها بأقصى سرعة لأنّه أيضًا البلد وضعه الاقتصادي والمالي والنقدي والمعيشي والحياتي هو ذاهب وليس معنا ترف وقت، حتى بهذا. يعني إذا كان هناك مليار دولار يمكن أن يحصل عليه لبنان بعد ستة أشهر أو هناك مليار دولار يمكن أن يحصل عليه بعد سنة من واجب كلّ المسؤولين وكل اللبنانيين أن يعملوا ليحصل عليه بعد ستة أشهر، هذا موضوع مصيري بات بالنسبة للبنان وبالنسبة للشعب اللبناني. إذا أردنا وضع هدف مباشر له علاقة بالحدث الحالي، نحن نعتقد ونفترض أنّه يجب أن يكون هدفنا جميعًا في سياق خدمة هذه القضية الوطنية. الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش منع العدو، ووقف هذا النشاط الذي سيبدأ ويمكن أن يكون قد بدأ. السفينة تحتاج لمواكبة معلوماتية بدأت الخطوات الإجرائية لأنّهم يقولون أنّه تمّ مد أنابيب، ولا اعرف ما الذي ستفعله تفاصيل فنية مهنية. يجب منع العدو من القيام بهذا العمل الذي ينوي القيام به قبل بدء عملية الاستخراج من حقل كاريش.
وهنا أحب أن أقول بين هلالين ليس مهمًا السفينة أين وقفت لأنّه صار كلام بالبلد أنّها وقفت جنوب خط الـ 29 ويخرج أحد ويقول لك هي خرقت الخط 29 وجاءت شمال الخط 29 وبعض الناس دخلوا بالمزايدات خصوصًا على المقاومة. الموضوع ليس موضوع أين رست أصلًا هذه السفينة، هي غير محتاجة لتأتي إلى جنوب خط الـ 289 أي لجهة لبنان حتى لا نبقى نقول جنوب شمال. هي المهمّ أن تقف في منطقة قريبة من حقل كاريش وحقل كاريش هو حقل واحد هو حقل مشترك حتى لو الخط قطعه، وجاء إلى نصفه. هو خط وهمي تحت تحت الماء بالأرض في المكان الذي حفر هذا حقل واحد سواء نزلت له من هذه الجهة أو من تلك الجهة. ما ستستخرجه هو موضع نزاع هو حق ليس لك لوحدك إن كان له حق طبعًا ليس لديه حق هذا نفط وغاز الفلسطينيين والشعب الفلسطيني باعتقادنا. ليس المهم أين الخط، وأين يحفر، ومن أين سيستخرج، والسفينة أين وقفت، الخطير في الموضوع أنّ هذا الحقل المشترك الحقل الواحد الحقل الواقع في منطقة متنازع عليها العدو سوف يبدأ بالاستخراج ولبنان واقف لبنان واقف لبنان ليس فقط واقف لبنان ممنوع عليه حتى في مناطقه والبلوكات التي هي خارج النزاع أصلًا ممنوع عليه أن ينقّب وأن يستكشف وأن يستخرج. ولذلك الهدف يجب أن يكون وقف هذا العمل.
ماذا يملك لبنان في هذه المواجهة بالنهاية؟ هذه مواجهة وهذه نقطة خلاف وصراع ونزاع مع العدو ماذا يملك لبنان في هذه المواجهة؟ أولًا يملك الحق وهذه حقوق طبيعية قانونية للبنان، طبعًا قلنا وأعيد القول نحن لا نتدخّل لا بالخط ولا بالترسيم أنّه هنا أو هنا أو هنا. الآن هناك بعض الناس يقولون نحن لم نفهم موقف حزب الله. نحن أنا شرحت أنا وإخواني شرحنا هذا الموقف شرحنا الحيثيات، وشرحنا الأسباب وقلنا هذا موضوع عند الدولة. الآن إذا جاء يوم وسيعاد نقاش هذا الموضوع في مجلس الوزراء، في مجلس النواب مثلًا واحتاج الأمر أن نعطي رأيًا نحن، أو نتخذّ موقف قابل للدرس، وهذا الأمر ليس مقفلًا ممكن قد يأتي وقت وإذا أعيد البحث بشكل أو بآخر في مجلس الوزراء، أو في مجلس النواب أنّه نعم نحن وزراؤنا نوابنا حزب الله يقدّم رأي في هذا الموضوع. وأنا أتمنّى أنّ من يطالبنا بالإعلان عن رأينا بالخط أن يتريثوا قليلًا، طبعًا نحن لم نجرِ دراسة كاملة، لكن بالحقيقة يبدو على ضوء بعض الدراسات يمكن الواحد يذهب إلى إيمان أو اعتقاد أو إلى خط يجعل الوضع معقّدًا أكثر ويربك الموقف الرسمي. نحن نريد أن نبقى الآن مبتعدين نحن من الـ 2000 قلنا ترسيم الحدود مسؤولية الدولة لتتحمّل الدولة هذه المسؤولية.
على كلٍّ ماذا يملك لبنان في هذه المواجهة؟ أولًا يملك الحق، ثانيًا يملك وهذا يحمّله مسؤولية أكبر يملك الدافع والحاجة القسوة لأنّه مرة هناك وضع أنت لديك حق لكنّك غير مستعجل وغير مضطر، وليس محشور في الزاويا يمكنك أن تأجّله سنة سنتين ثلاثة أربعة لا تذهب لافتعال مشكل بالمنطقة، والبلد والعالم من أجله.
تارةً لا أنت لديك استحقاقات خطيرة جدًا مثلما نتحدّث عن الوضع الاقتصادي والانهيار في لبنان، وثالثًا يملك القوة قوة القوة ليس فقط الحق يملك القوة تحت عنوان الجيش وتحت عنوان المقاومة الجيش تستطيع قيادة الجيش أن تتحدث عن قوة الجيش وما يستطيع أن يقوم به الجيش. لكن فيما يتعلّق بالمقاومة، اسمحوا لي أن أقول لكم أيضًا في هذا السياق لأننا نتحدّث عن مواجهة وطنية أنّ المقاومة أولًا قطعًا هي تملك القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجستية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش تملك القدرة لمنع العدو كيف ما كيف بات تفصيل له علاقة بالتقنيات نحن نملك هذه القدرة.
أقول للبنانيين بوضوح وللعدو أنّه اليوم أنتم سمعتم الإسرائيلي يقول أنّه أرسل غواصات، وأرسل سفنًا حربية وجاء بالقبّة الحديدية البحرية، ووضعها على مقربة من الحدود في شمال فلسطين، وأنّه هو مستعدّ لمواجهة أي خطر قد يستهدفه. أنا أقول لكم كلّ إجراءات العدو لن تستطيع لا أن تحمي هذه المنصة العائمة التي اسمها السفينة اليونانية ولن تستطيع أن تحمي عملية الاستخراج من حقل كاريش، لا أتكلم لا بكلام حماسي ولا معنوي ولا شيء، انا أعرف كل هذا ومع ذلك قبل أيام كان لدينا جلسة مع الأخوة المعنيين “وشيّكت” معهم بدقة، انه لنفترض بأن الإسرائيلي قام بكيت كيت كيت.. نحن نلتزم أمام الشعب اللبناني أن المقاومة قادرة عسكرياً ومادياً لمنع العدو من إستخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه، وكل إجراءات العدو لن تحمي هذه السفينة ولا هذه المنصة العائمة ولا هذه العملية، بدأ الإسرائيلي بالتهويل، نضرب ونفعل وندمر ولا نبقي حجر على حجر، هذا تعودنا عليه وهذا ليس بجديد، وعلى كل حال الإسرائيلي، قادة العدو يعرفون عندما يتحدثون عن الحرب ويهددون بالحرب أن ما ستخسره إسرائيل في اي حرب تقوم بها هو أكبر بكثير مما يمكن ان يخسره لبنان، وهم يعلمون ذلك بالارقام والتفاصيل، بل أستطيع أن أدّعي أن ارتكابهم لحماقة من هذا النوع وذهابهم لخيار من هذا النوع ستكون تداعياته ليس فقط استراتيجية على الكيان الغاصب المؤقّت بل تداعيات وجودية وليس معلوماً أن تبقى المشكلة فقط مع لبنان ولذلك هذا التهويل لا يجوز أن يُخيف أحداً على الاطلاق، إذاً لبنان يمتلك مجموعة من عناصر القوة المهمة جداً، هناك عنصر إضافي يجب أن نعمل على تكوينه وهي مسؤولية الشعب اللبناني الذي أخاطبه الان والتي هي قوة الموقف الشعبي، الان هناك الكثير من الناس عبروا عن موقفهم سواءً بشكل هادئ ومنطقي وعاقل ومسؤول أو حتى في إطار المزايدات، أي على سبيل المثال هناك من قال أين المقاومة، لماذا لم تضرب، لماذا كذا وكذا وكذا، طبعاً نحن لا يزعجنا هذا الكلام بالعكس انتقدونا وطالبونا واتّهمونا، يسعدنا هذا الكلام ليس هناك مشكلة، اليوم لبنان بحاجة، هذه القضية الوطنية هي بحاجة الى موقف شعبي موحّد وكبير، هناك قوى سياسية ما زالت صامتة حتى الان، هناك كتل نيابية هناك نواب ما زالوا ساكتين حتى الان، حسناً هذا الموضوع انا لا اتكلم عن رد الفعل وشكل المعالجة، دعوه، هذا ممكن ان نختلف عليه، لكن على أصل القضية، انا قديماً تكلمت وأعود واكرر انه نعم تحرير الشريط الحدودي المحتل، حتى تحرير الشريط الحدودي المحتل لم يكن موضع إجماع وطني، كان هناك من لديه رؤية مختلفة لوجود العدوّ في الشريط الحدودي المحتل ولوجود جيش أنطوان لحد، حسناً في هذه القضية ما هي المشكلة؟ أيضاً هذه مصلحة وطنية كبرى وهذا خيره للبنانيين جميعاً وهذا خير منقذ للبنانيين جميعاً وهذه ثروة اللبنانيين جميعاً، عندما يرى العدو كل الشعب اللبناني أو الاغلبية الساحقة من الشعب اللبناني وقواه السياسية وبالأخص القوى التي تقول بأنها سيادية يرى ان الجميع موقفهم موحّد، الكل متمسّك بهذه الحقوق، الكل يطالب بحماية هذه الثروة، الكل يطالب باستخراجها، والكل يريد ان يدافع عنها، ثقوا تماماً أن حسابات العدو الاسرائيلي تصبح مختلفة عندما يهدد وعندما يفاوض لأنه أصبح أمام شعب، هو دائماً يتوقع أنه أمام انقسام وأمام اختلاف لبناني وانه يستطيع ان يستفرد بالمفاوض اللبناني أو بالمقاومة أو بفصيل من المقاومة أو بمنطقة من مناطق لبنان، بذلك هو يستضعف لبنان، أما عندما يجد أن كل الشعب اللبناني قواه السياسية، نوابه، وزرائه، رؤسائه، نخبه، عامة الشعب، كله عنده كلهم لديهم موقف حاسم وواضح واجماعي في هذا الامر هذا من المؤكّد أنه من نقاط قوّة لبنان!
حسناً هذه نقاط القوة إذاً نحن لسنا ضعفاء، لبنان ليس ضعيفاً، لبنان ليس 1982 كي يأتي الإسرائيلي ويجتاح ويفعل ما يريد أو ليأتي الإسرائيلي لينهب الثروات نفط وغاز ويتعدّى ويمارس استعلائه وعدوانه ولبنان غير قادر أن يفعل شيء، لا لبنان ليس ضعيفاً! حسناً في الخيارات، نأتي للعنوان الذي يليه، اليوم الدولة تقول أنها تريد أن تفاوض أن تستكمل مفاوضات لا أحد يستطيع أن يقول لا، الان ممكن البعض قد يكون لديهم موقف مبدئي من التفاوض في الأصل، موقف مبدئي من الوسيط الذي هو وسيط بالتأكيد غير نزيه وغير عادل وهو يعمل لمصلحة العدو، الوسيط الامريكي هوكستين أوغيره ليست مشكلة هذا تفصيل، لكن نحن علينا ان نكون واقعيين لا نريد أن نًشكل على مبدأ ولا على الوسيط ولا نريد أن نُشكل على أي تفصيل آخر، الدولة تريد ان تفاوض فلتتكل على الله، بحسب الدستور والقانون مسؤولية التفاوض هي مسؤولية فخامة رئيس الجمهورية المعروف بقوّته، بثباته، بشجاعته، والذي يقول أنه يمكن أن تسحقوني ولكن لا تستطيعوا أن تأخذوا توقيعي، هذا تاريخ العماد ميشال عون! حسناً هذا خيار أن تذهب الدولة نحو المفاوضات، ويبدو أنه يوجد إحتمال بحسب ما يقولون انه أحد، اثنين، ثلاثاء ستحصل مفاوضات وتواصل في هذا الموضوع، بالتأكيد توحيد الموقف الرسمي، اي اذا اتفق الرؤساء الثلاثة على موقف موحد ورؤية موحّدة بمعزل عن التفصيل وأنا لم أدخل بماهية الرؤية وعلى ماذا سيتفقون، ليتفقوا على الذي يريدونه ومن خلفهم الدولة، الحكومة، مجلس النواب هذا يعطي قوّة للمفاوض اللبناني، أيضاً الموقف الشعبي، الان ليس وقتاً للمزايدات ولا وقتاً للمهاترات ولا وقتاً للاتهامات ولا وقتاً لتسجل الناس نقاط على بعضها البعض ولا حتى وقتاً لفتح الملف، الان اذا اردتم ان تفتحوه لاحقاً افتحوه بأنه ماذا فعلت الدولة خلال 10 سنوات لا يوجد مشكلة، لكن الان، هذه اللحظة، هذه الايام والساعات هي وقت التعاضد والاجماع والتعاون والوقوف صفاً واحداً، عندما يشعر فخامة الرئيس والمفاوض الرسمي اللبناني أن الدولة كلها معه، المقاومة معه، الجيش معه، الشعب اللبناني معه، لم يأتي أحد ويطعنه خنجراً من خصره اليمين وآخر من ظهره وذاك في قلبه، من المؤكّد أن مشاعره، معنوياته، إرادته، صلابته، مسؤوليته بالدفاع عن حقوق لبنان ستكون عالية جداً هذا طبيعي كل البشر هكذا، إذاً هذا أوّلاً بالخيار الأوّل، في المعركة الوطنية الكبرى يجب ان يرتقي الجميع الى مستوى هذه المعركة، في هذه المعركة علينا أن نخرج من الزواريب ومن المشكل في القرية والبلدية والقضاء والادارة والوظيفة والنائب ونبقى نعد من نوابه أكثر زمن نوابه أقل ومن أكثرية ومن أقلية ومن معارضة و..و..و..، هنا توجد معركة تعني مصير البلد، مستقبل البلد، تعني ثروة البلد التي يملكها كل الشعب اللبناني.
النقطة الثانية بحجم التوقعات – لأني رح خلي المقاومة للآخر – او الخيارات او الاجراءات يجب ان نكون أيضاً واقعيين أي أن لا نعطي للناس توقعات أو نتائج هي غير واقعية بالاستفادة من كل التجارب السابقة، على سبيل المثال عندما قام العدو باجتياح 1982 واحتل ما تحدثنا عنه، لبنان لم يكن لديه مشكلة ترسيم حدود برية، الحدود البرية مرسّمة ولبنان أصلا كان قبل الاجتياح الـ 78 فيه قرار دولي، اولاً حدوده البرية مرسّمة وثانياً هو يستند الى قرار دولي صادر عن المجتمع الدولي، عن مجلس الأمن، عن الأمم المتحدة ، بتاريخ 11 آذار 1978 وقرار واضح، من جملة بنود القرار يقول:
- يدعو الى الاحترام التام لسلامة لبنان الاقليمية وسيادته واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دولياً.
يعني ان الحدود مرسّمة وهنا عادة يحدث خطأ عندما يُقال ترسيم الحدود البرية لا، الحدود البرية مرسّمة، الان يمكن أن يكون هناك نقاط قد يكون حولها اختلاف تقديم – تأخير لكن الحدود مرسّمة.
يقول ثانياً، من؟ مجلس الأمن الدولي:
- ويناشد إسرائيل أن توقف فوراً عملها العسكري ضد السلامة الإقليمية للبنان وأن تسحب على الفور قوّاتها من جميع الأراضي اللبنانية.
هذا من 78، فكان الاسرائيلي بدل ان يسحب من المناطق التي احتلها في الـ 78 أتى في الـ 82 ووصل الى العاصمة بيروت، هذا قرار دولي. لذلك اليوم مثلا بعض المهتمين والحريصين والمؤكد أن بعضهم مخلص وحريص وصادق ممن يدعون الى توقيع المرسوم الذي يقضي بأن يُثبّت خطّ الـ29، هنا أنا لا اريد أن اناقش ما إذا كان هذا مفيد أو غير مفيد، صحيح أو خطاً، يجب أو لا يجب، لكنهم يبنوا عليه توقعات غير صحيحة بناءً على التجربة، أنه حتى لو الان افترضنا على سبيل المثال أن دولة الرئيس نبيه بري ماذا قال: انه إذا لم يأتي المفاوض أو أتى المفاوض وحصلت مفاوضات ولم نصل الى لنتيجة فلتذهب الحكومة وتجتمع وبالإجماع فلتعدّل المرسوم، حسناً هذا مطروح، لكن أيضاً للذين يتكلمون فيما إذا عدّلنا المرسوم، إذا عدّلت الدولة نحن ليست لنا علاقة، إذا عدّلت الدولة المرسوم معناه – انو مشي الحال؟ لا ما مشي الحال – هذا يمكن ان يكون جزءاً من المعركة، لم ينتهي الأمر، الحدود كانت مرسّمة وكان المجتمع الدولي يعترف بها ويوجد قرار من مجلس الامن الدولي اسمه 425 وإسرائيل تابعت، إذاً يجب أن نفكّر بالوسائل الأخرى، نحن أمام عدو اليوم في موضوع حقل كاريش في موضوع المياه والحدود البحرية والنفط والغاز أمام عدو لا يعترف لا بقانون – هلق في ناس بيجو بقولولنا القانون والقانون الدولي ومدري شو – هذا إذا كان الإثنين يعترفون بالقانون، لكن إذا كان هناك عدو لا يعترف بقانون دولي ولا يعترف بقرارات دولية ولا يعترف بشيء ويضرب ظهرها عرض الحائط والمنطق الوحيد الفاعل عنده هو منطق القوة والاستعلاء هذا كيف تواجهه؟ وحتى الان بالتجربة هو لم يستجب لأي قرار دولي وإذا أراد لاحقاً ان يقول أنا استجبت فلأنه كان تحت الضغط والاستنزاف، بالضغط وبالاستنزاف وبالقتال وبالمقاومة انسحب عام 85 الى الشريط الحدودي وانسحب عام 2000 من الشريط الحدودي وبعدها انسحب من قطاع غزّة، لكن لا بمجتمع دولي ولا بقرارات دولية ولا بقانون دولي ولا بشيء من هذا النوع، لذلك هذا الموضوع بمعزل نؤيّده أو لا نؤيّده لا نعرف لاحقا الى أي حد ممكن أن تصل الأمور لكن لا أحد يبني عليه إذا أتينا وقلنا أنه رسمياً حدودنا بشكل مطلق ومجمع عليه 29 وانه انحمت الثورة النفطية والغازية، قد يكون هذا الامر مفيداً وقد لا يكون لا أريد أن أناقش لا أريد أن أعطي رأي بهذا الموضوع، لكن لا نبني عليه آمال بهذا الحجم.
اريد ان اصل الى النقطة الاهم المرتبطة بالمقاومة، أيضاً هذا من الخيارات الموجودة اليوم عند الدولة اللبنانية وعند الشعب اللبناني، بالنسبة للمقاومة، أولاً يجب ان نقول أنه من أهم أسباب وجودها، ومن اهم اسباب شرعيتها هو المساهمة في حماية لبنان، المقاومة لا تدعي أنها هي المسؤولة الوحيدة عن حماية لبنان ولم ندّعي يوماً، نحن نساهم ولذلك دائماً نتحدّث عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، نقول الجيش في البداية، الان مثلاً في الايام الماضية هناك اناس لديهم موقف معلن أن المقاومة وسلاح المقاومة يقول أنه نعم أنا أؤيد عملاً مقاوماً عسكرياً ضد السفينة وضد كذا لمنع الاسرائيلي من الاستخراج بشرط أن يقوم بهذا العمل هو الجيش وليس حزب الله – يا ليت ما عنا مانع بالعكس – نحن جنب الجيش ومع الجيش وأمامه وعلى يمينه وعلى شماله وخلفه لا توجد مشكلة أبداً، هنا الموضوع ليس موضوع من الذي يبادر؟ من الذي يدافع؟ من الذي ينجز؟ الموضوع هو ان يحصل الانجاز، أبداً نحن لسنا “معرّضين كتافنا” ولا خارجين من الساحة أبداً، بالنسبة للمقاومة إذاً وظيفتها الأساسية مهمتها الاساسية هي المساهمة في حماية لبنان وسيادة لبنان وأرض لبنان ومياهه ونفطه وغازه وكرامته وامن لبنان الخ… اذا هذه هي طبيعة المسؤولية وهذا واجبها الاخلاقي والوطني والانساني والديني والجهادي، هذا اولا، ثانيا المقاومة التي هي هكذا والمقاومة المقتدرة ايضا، وليس الضعيفة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي، حتى نكون صريحين وواضحين، لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان، ونهب كنز لبنان والأمل الوحيد للشعب اللبناني، المنقذ للشعب اللبناني، لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقف مكتوفة الأيدي إن شاء الله، ثالثا، بالنسبة للمقاومة كل خياراتها مفتوحة، ومطروحة، وهم يستخدمون عبارة “موجودة على الطاولة” نعم موجودة على الطاولة، وبدون أي تردد، عندما يهدد العدو بالحرب يجب أن يعرف ان المقاومة لا تخاف من الحرب ولا تخشاها، دائما كنا نقول ذلك وكنا نقول نحن لا نريد الحرب، والآن الهدف هو نحن نريد نفط لبنان وغاز لبنان أن يبقى للبنان، لا نريد الحرب، ولكن لا نخاف من الحرب ولا نخشى منها، الشعب اللبناني برأينا يجب أن يقول بوضوح للإسرائيلي ولكل المتورطين معه في هذا العدوان ما يلي وبالحد الأدنى أنا أقول ذلك بإسم من أمثل وبإسم المقاومة ” أولا يجب على العدو ان يوقف هذا النشاط”، بالأمس أصدروا بيانا وطبعا هذا مؤشراته مهمة وكل واحد يستطيع ان يقرأها من الزاوية التي يريد، أنه يوجد عدد من الوزراء بينهم وزير الحرب ووزيرة الطاقة، عدد من الوزراء يُصدروا بيانا يقولون فيه ”السفينة اليونانية لم تخرق الخط ونحن سنستخرج من منطقتنا من كاريش” هذا كلام لا يقدم ولا يؤخر شيئا، لأن قلنا هذا حقل واحد، هذا حقل مشترك، اي عمل بإتجاه استخراج النفط أو الغاز من حقل كاريش يجب ان يتوقف أيها العدو، وبالتالي على العدو وحكومته، عليه ان ينتظر نتيجة المفاوضات كما يفعل لبنان، ثانيا يجب على الشركة اليونانية أن تعلم على أصحابها وإداراتها أن يعلموا أنهم شركاء في الإعتداء الذي يحصل الآن على لبنان، وهذا له تبعات، وان عليها أن تسحب السفينة سريعا وفورا وأن لا تتورط في هذا العدوان على لبنان وفي هذا الاستفزاز للبنان، وعلى هذه الشركة وإدارتها وأصحابها الذين أخذوا قرار إرسال السفينة الى هذه المنطقة المتنازع عليها أو للقيام بهذا العمل العدواني يجب أن يتحملوا المسؤولية الكاملة من الآن عما قد يلحق بهذه السفينة ماديا وبشريا، نحن سنتابع الوضع مع المعنيين من قرب، طبعا نحن وهناك البعض عندما تكلم عن الملف، وقالوا بأن حزب الله سيدخل في المفاوضات وسيكون طرفا مفاوضا، هذا كلام غير صحيح، نحن لن ندخل في المفاوضات ولسنا طرفا في التفاوض وهذه مسؤولية حصرية للدولة ولفخامة رئيس الجمهورية بالتنسيق مع الرؤساء والجهات المعنية في الدولة، حزب الله ليس طرفا في التفاوض ولن يكون شريكا أو جالسا على طاولة مفاوضات، نعم نحن سنتابع الوضع، جميع الشعب اللبناني بإنتظار الدولة، ماذا ستفعل الدولة والرؤساء ماذا سيفعلون وفخامة رئيس الجمهورية ماذا سيفعل في المفاوضات، لكن نحن كمقاومة من حقنا القيام بما يلزم لجمع المعلومات المطلوبة لأي خيار سيتخذ، أو سنلجأ إليه، نحن سنتابع الوضع ساعة بساعة ويوم بيوم، سنتابع ونبني على الشيء مقتضاه، أمر آخر يجب ان يدخل أيضا في هذه الاولوية هو حل مشكلة الشركات، نحن لدينا بلوكات مطروحة للتلزيم، يوجد شركات لم تـأتي، لم يقدم أحد، يوجد بلوكات لُزمت، هذه الشركات لم تباشر العمل، والحكومة اللبنانية مددت لها الوقت، وهذا برأيي كان خطأً، عندما أعطوهم وقتا إضافيا، ما كان يجب إعطائهم وقتاً إضافياً، الدولة اللبنانية يجب ان تحل هذه المعضلة، يعني كيف يجب الضغط على هذه الشركات لتقوم بمقتضى العقد الذي أبرمته مع لبنان، توتال وغير توتال من شركائها، هذا أيضا يدخلنا الى دائرة ممارسة الضغط السياسي على الاميركيين والاسرائيليين، وعلى الدول الغربية وعلى من يهدد هذه الشركات ويمنعها من ان تقوم بواجبها تجاه الاستكشاف وتجاه التنقيب، والا نكون لم نفعل شيئا، والوقت يمر، سنة وسنتين وثلاثة وأربعة وخمسة، يعني متى سيكتشفون؟ ومتى سينقبون؟ ومتى سيستخرجون؟ عندما ينفد النفط والغاز؟! في هذا السياق النقطة الاخيرة التي أريد أن أشير اليها، في هذا السياق نحن في الحقيقة عندما كنا في موسم الانتخابات وكنا نتكلم ودائما كنا نناقش مع بعضنا ومع أصدقائنا في لبنان موضوع الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي وهنا اتت اهمية الثروة من نفط وغاز وما شاكل، تبلورت عنا فكرة ان هذا الموضوع أصبح ملحا واولوية مطلقة، بناء عليه أخذنا قرارا في الايام القليلة الماضية، تسرب للإعلام وسبقني أن نشكل ملفا في داخل الحزب وله علاقة بإدارتنا لكن هذا طبعا رسالته مهمة رسالته السياسية والمعنوية ورسالته الجدية التي فيه مهمة جدا، أنه نحن دخلنا في مرحلة جديدة من المسؤولية والمتابعة والاهتمام وهذا ما كنا قد وعدنا به في المهرجانات الانتخابية، وواحدة من أشكال ترجمته أنه حسنا، نحن هيكلنا إدارتنا سوف تذهب إلى شيء من نهذا النوع، فشكلنا ملف، هذا الملف يعني أننا سنتخذه مرجعية ضمنية داخل الحزب حتى مع خارج الحزب لمجموعة من العناوين، كل ما يرتبط بالغاز والنفط والثروة الموجودة في المياه وايضا في اليابسة لأنه يوجد الكثير من الكلام عن وجود نفط على الاراضي اللبنانية ومتروك وكل مدة يثار هذا الموضوع، حسنا هذا نريد ان نقعد لنناقش فيه، ونبحث عنه بجدية، ويوجد بناس يبعثون لنا رسائل مفتوحة ويقيمون مؤتمرات صحافية ويعملون مقابلات حول ذلك، نريد أن ندخل بشكل جدي، إذا طلع معنا نتيجة نأتي لنعرضها على المسؤولين والرؤساء والحكومة، ولكن نكون نحن عاملا مساعدا، إذا موضوع الغاز والنفط سواء في البحر والمياه أو في اليابسة، موضوع ترسيم الحدود البحرية، هذا كل النقاش الخاص بالخطوط، لأنه يمكن ان يأتي وقتا ونضطر أن نأخذ موقفا ما، وموضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة، هذا أيضا جزء من مسؤولية هذا الملف واضفنا اليه كل ما يرتبط بالحدود البرية مع فلسطين المحتلة وتلك النقاط التي يقولون بأنه يوجد خلاف عليهم، واضفنا اليه ايضا ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، يعني ملف الحدود على النفط والغاز في البحر واليابسة، هذه مسؤولية الملف، هذا الملف طبعا من المفترض بالدرجة الاولى أن يجمع معطيات ومعلومات ويقوم بدراسات ويتعاون مع مؤسسات وأحزاب وقوى ومجلس نيابي ووزارات وادارات و.. الخ، ليكون في رؤية واضحة ويقدم إقتراحات ويلتقي مع الآخرين ويتناقش معهم لأن هذا شان وطني، وليس شأنا حزبيا، اليوم مثلا مثل ما قلت قبل قليل كل يوم أرى رسالة مفتوحة لفلان “عني” أو لحزب الله، أو يوجد ناس يعملون مؤتمؤات صحافية ويُخاطبوننا ويمكن أن ينتقدوننا، لا يوجد مشكلة، اليوم نحن أصبح لدينا مرجعية، أيضا هي ستبادر ولن تكون فقط متلقية، لكن كل من لديه وجهة نظر، كل من لديه رأي وفكرة وإقتراح ونقاش ودراسة فيما يعني هذا الملف يجب عليه أن يكون جاهزا ليستمع ويناقش ونستفيد من كل العقول والخبرات، لأنه مثلما قلنا نحن أمام معركة وطنية كبرى، اخترنا لهذا الملف وطبعا هو مسؤوليته ان يقدم إقتراحات وأفكار وبعد ذلك عندما يكلف بمتابعات معينة مسؤوليته ان يتابع، إخترنا لهاذا الملف الاخ النائب السابق السيد نواف الموسوي والبلد كله يعرف السيد نواف، ليس هناك من داع للتكلم عنه، والرجل يملك من المواصفات والكفاءة والثقافة والخبرة وخصوصا بهذا الملف والتجربة طويلة ايضا من النقاش والجدال عندما كان في اللجان النيابية المعنية، فهو إن شاء الله سيباشر بالمسؤولية وتبلغ بشكل رسمي وخلال أيام قليلة ويصبح هو جاهزا وحاضرا أن يتحمل مع فريق معه إن شاء الله سيتكون وسيتشكل للمساعدة في هذا الملف.
كلمة أخيرة، في ظل الوقائع في هذه المعركة الوطنية، الذي لبنان لإختصر هذه الجملة الأخيرة، هنا ماذا تقول أميركا وإسرائيل للشعب اللبناني؟ أنه منطقة متنازع عليها، ليس لديكم الحق بأن تفتحوا فمكم نحن نريد ان نستخرج وممنوع أي أحد أن يفتح فمه، وحتى بالمنطقة الغير متنازع عليها التي هي لكم بلا نقاش، لا يوجد يا “حبيباتي” لا تنقيب ولا استكشاف ولا إستخراج، يعني نريد أن نميتكم من الجوع، حسنا نحن عادةً في أدبياتنا نقول “نجلس ونقرأ التعزية؟!” هل يوجد حاجة لكي أقول كم كم أصبحت قيمة العملة اللبنانية ؟ومعاش الضباط الجنود والعسكر والموظفين في الدولة التي الان “قايمة القيامة” في القطاع العام؟ انه المليون ليرة والمليونين والثلاثة ملايين ماذا يفعلون؟! كم أصبح سعر الخبز وكم قيمة اشتراك وكم أجرة البيت وكم.. وكم.. وكم..، نعم هم يدفعون البلد الى الجوع، والى المجاعة، وليس الى الاقتتال السياسي، ان شاء الله لا يوجد حربا أهلية في لبنان، ولن يسمح لأحد ان يعمل حربا أهلية في لبنان، ولكن عندما ينتشر الجوع بهذه الطريقة يصبح هناك خطرا كبيرا جدا على الامن الاجتماعي، الذي يمكن ان يكون أسوأ من الحرب الاهلية، في الحرب الاهلية في النهاية يحصل هناك خطوط تماس، لكن توجد هنا مناطق آمنة وهنا آمنة ويوجد خط تماس، لكن عندما نفقد الامن الاجتماعي يُصبح الرجل اوالطالب او السيدة او المرأة والام والاب.. الخ لا يستطيع احد ان يمشي في الشارع، لا يعرف متى يأتون ليسرقوه وينهبوه ويضعون الرصاصة في رأسه، إذا أميركا وإسرائيل من خلال سياستها وإستراتيجيتها المتبعة حتى الان مع لبنان، تريد أن تأخذه على الجوع وعلى الانهيار، حسنا لديا خيار ثانٍ، أنه نستطيع أن لا نجوع ولا ننهار ولدينا كنز هائل، يمكن أن يكون هناك مخاطرة ومغامرة، أنا لا أقول لا يوجد، لكن امام المعطيات الاقليمية والدولية وأمام نقاط الضعف والقوة، اليوم لبنان قوي، أقوى من أي زمن مضى، وإسرائيل ليست قوية كما كانت في الماضي، إسرائيل لديها الكثير من نقاط الضعف، إذا كان يوجد هنالك موقفا رسميا موحدا وموقفا شعبيا موحدا مع عناصر القوة الموجودة مع لبنان، وإذا فهم العدو ان هذه المعركة هي معركة وطنية والكل يُصر على أن يحافظ على هذه الحقوق ويدافع عنها، أكيد سننتصر في هذه المعركة وقد لا نحتاج لا إلى مغامرة ولا إلى حرب، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، اللبنانيين أمام هذا التحدي الكبير الذي له علاقة بمصيرهم، المسألة ليست مسألة حدود ولا مسألة بئر نفط هنا او بئر غاز هنا، المسألة باتت مصير البلد، مصير البلد الاقتصادي والمعيشي والحياتي والامني والسياسي، هل نكون بمستوى هذا المصير؟ وهل نكون بمستوى هذه المسؤولية؟ يا الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.