متابعة: علي نجم
وضع خروج منتخب الإمارات الأولمبي من منافسات الدور الأول لبطولة كأس آسيا تحت 23 سنة التي تقام في أوزبكستان، «الملح» فوق الجرح المفتوح لكرتنا.
وتزامن الوداع الأولمبي المبكر، مع أسبوع صعب لكرة الإمارات بانتهاء رحلة المنتخب الأول من أجل بلوغ نهائيات كأس العالم 2022، ما زاد من مرارة الخروج من منافسات المسابقة القارية تحت 23 سنة.
لم تكن الآمال كبيرة على مشاركة منتخبنا الأولمبي في النهائيات القارية، خاصة أن «الأبيض الأولمبي» عانى غياب كوكبة من اللاعبين الأساسيين بقيمة عبد الله حمد وعلي صالح وطحنون الزعابي ومحمد عباس وماجد راشد وخالد البلوشي وناصر الشكيلي وحارب عبد الله سهيل ومروان الوطني سواء بسبب مشاركتهم مع المنتخب الأول، أو بسبب الإصابة.
ولم يعكس المنتخب الأولمبي المستوى المأمول، وإن لعبت بعض الجزئيات دورها في تحديد مسار ومصير منتخبنا في هذه النهائيات والتي كان أبرزها إهدار عبد الله إدريس ركلة جزاء في مباراة اليابان، والتي لو سجلت لربما كان هناك سيناريو آخر.
ووضح أن منتخبنا الأولمبي يعاني كثيراً على مستوى خط الدفاع، وهي المشكلة التي تعكس قيمة بعض اللاعبين فنياً، وخيارات المدرب الإسباني دينيس التي لم تفلح بالرهان على عيد خميس، ليكون في محور دفاع الأبيض، فمثل وجوده «ثغرة» ونقطة ضعف استفاد منها المنافسون من أجل الوصول إلى شباك الحارس سهيل المطوع.
المزيد من العمل
وأثبتت المباريات الثلاث،أن منتخبنا يحتاج إلى المزيد من العمل البدني والفني، وهو ما وضح من خلال مستوى الفريق في المباريات الثلاث.
وإذا كانت مباراة طاجكستان خارج معايير التقييم، قياساً إلى ضعف مستوى المنافس الذي تلقى 10 أهداف في 3 مباريات، فإن أداء منتخبنا أمام «الساموراي» الياباني و«الأخضر» السعودي، أثبت من جديد أن «الثلث الأخير» بات لعنة على منتخباتنا الوطنية وعلى فرقنا في غالبية المشاركات الخارجية.
وتسبب ضعف الجانب البدني للاعبينا في ضياع فرص كسب ولو نقطة واحدة من المباراتين، أضف إلى رهان المدرب على لاعبين لم يحظ بعضهم سوى باللعب عدد دقائق محدودة في دوري المحترفين، بينما يلعب بعضهم الآخر في دوري 21 سنة ذي القيمة الفنية المتواضعة، قياساً إلى مستويات المشاركات القارية.
وتندرج هذه المشاركة ضمن المشاركة الأسوأ لمنتخبنا، ذلك أنها المرة الأولى التي يودع بها النهائيات من دور المجموعات، في رابع حضور له على الساحة الآسيوية، بعدما سبق له الوجود في الدور ربع النهائي في المشاركات السابقة في نهائيات عمان (2014)، وقطر (2016)، وتايلاند (2020) بينما غاب مرة واحدة عن نهائيات الصين (2018).
مسؤولية المدرب
ولا يمكن رمي مسؤولية الوداع المبكر على المدرب الإسباني دينيس الذي تولى المهمة في مارس 2021، خاصة أن حسابات التشكيل والقائمة التي كان يعول عليها في مراحل الإعداد سرعان ما تبدلت وتغيرت مع بروز اللاعبين وبلوغهم المنتخب الأول ووجودهم مع «الأبيض» في مباراة استراليا.
وكان المدرب قد أكد ل «الخليج الرياضي» قبل السفر إلى طشقند، أن وضعية المنتخب الأولمبي اليوم تختلف عن بداية مراحل الإعداد.
ولا يمكن تعداد السلبيات، دون التوقف عند بعض الإيجابيات التي تمثلت في تألق وبروز بعض اللاعبين الذين يحتاجون إلى استغلال هذه الفرصة وتلك المشاركة من أجل تثبيت مواقعهم في أنديتهم في دوري المحترفين، أو ربما البحث عن تجربة في أندية أخرى تساعدهم على المشاركة واللعب في المباريات الرسمية، ما قد يعزز من فرص وصولهم إلى المنتخب الوطني الأول مستقبلاً.
فقد تألق الحارس سهيل المطوع ( نادي الإمارات) في حراسة العرين وأنقذ مرماه من أكثر من هدف محقق، بعدما بدا أنه استفاد من فرصة اللعب أساسياً مع الإمارات.
وأكد أحمد جميل ( شباب الأهلي) أنه عنصر يمكن الرهان عليه مستقبلاً لمركز الظهير الأيمن، بينما مثل ياسر حسن (اتحاد كلباء) والنقبي مكاسب هجومية ستحتاج إلى المزيد من الصقل في قادم الأيام حتى يصبح الرهان عليها أمراً ممكناً في القادم من الاستحقاقات.
وأكد جمال بوهندي مشرف منتخبنا الأولمبي أن الأبيض افتقد في أوزبكستان 9 لاعبين من القائمة التي شارك بها في التصفيات التي لعبت في الفجيرة.
ومضى يقول:قدم المنتخب مباريات بمستويات مختلفة، ولم يكن التوفيق حليفاً لنا، لاسيما في مباراة اليابان التي أضاع بها المنتخب أكثر من فرصة محققة للتسجيل، إلى جانب إهدار ركلة جزاء.
ومضى يقول: «رغم مرارة الوداع، لكن الإيجابيات تتمثل في مشاركة اللاعبين عيسى خلفان (العين)، زايد سلطان وأحمد محمود وراكان وليد المنهالي (الجزيرة) منصور المنهالي (الوحدة)، فهد باروت (الإمارات)، ياسر حسن (كلباء)، ومحمد عبد الرحمن (النصر)، عبد العزيز البلوشي (شباب الأهلي)، وهم من مواليد 2001 وحتى 2003، ما سيتيح لهم فرصة المشاركة في النسخة القادمة من البطولة، باعتبار أن النسخة الحالية كانت للاعبين مواليد 99 و2000.
أولمبياد باريس
لعل ما قلص من حجم مرارة الوداع المبكر، أن النسخة الحالية من البطولة الآسيوية، لن تكون هي الطريق إلى أولمبياد باريس 2024، بل إن النسخة المقبلة من المسابقة هي ما ستمثل التأهل الأهم نحو أهم حدث رياضي عالمي، وهو ما يضع المسؤولية الكبيرة على عاتق لجنة المنتخبات من أجل تأهيل وإعداد منتخب قادر على بلوغ النهائيات الآسيوية، والمنافسة على انتزاع بطاقة التأهل إلى الأولمبياد من أجل تكرار الإنجاز الذي تحقق في حقبة المدير الفني المواطن السابق مهدي علي الذي قاد الأبيض إلى أولمبياد لندن من طشقند.