أعلنت مجموعة «غازبروم» الروسية العملاقة أمس الثلاثاء عن خفض شحناتها من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «نورد ستريم» بأكثر من 40 في المئة يومياً، نظراً لعدم تسلّمها المعدات الضرورية من شركة «سيمنز» الألمانية، في وقت كشفت فيه وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية أن واشنطن تشجع الشركات الزراعية وشركات الشحن الغربية على شراء المزيد من الأسمدة الروسية بتكتم.
وقالت «غازبروم»، في بيان نشرته على «تلغرام»، إنه «لا يمكن ضمان شحنات الغاز بواسطة خط أنابيب نورد ستريم إلا بما تصل كميته إلى 100 مليون متر مكعب من الغاز يومياً بدلاً من 167 مليون متر مكعب يومياً كما كان مخططاً».
ومن بين الأسباب، عدم توافر ضواغط من شركة سيمنز إذ «لا يمكن في الوقت الحالي استخدام سوى ثلاث وحدات لضغط الغاز» في محطة الضغط «بورتوفايا» بالقرب من فيبورغ (شمال غرب روسيا)، حيث يجري تزويد خط «نورد ستريم».
وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، لم تشأ سيمنز «الادلاء بتعليق في الوقت الراهن» حول هذه المسألة لكنها أوضحت أنها «تقوم باستيضاح الوضع، وما اذا كان هذا يعني شركتنا وبأي طريقة».
رغم تراجع هذا التسليم، أكدت الحكومة الألمانية، أمس، أن «أمن الإمدادات لا يزال مضموناً» للبلاد بحسب ناطق باسم وزارة الاقتصاد.
رغم التدخل العسكري في أوكرانيا، لا تزال البلاد تستورد حوالى 35% من الغاز من روسيا رغم أن هذه النسبة كانت 55% قبل شباط/فبراير.
تتراجع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بشكل مستمر منذ بدء العقوبات ضد موسكو بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا.
وأوقفت شركة غازبروم تسليم الغاز للعديد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.
وطالبت موسكو العملاء من «الدول غير الصديقة»، وبينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدفع ثمن الغاز بالروبل تحت طائلة حرمانهم من الإمدادات، رداً على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.
في الأثناء، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن واشنطن تشجع الشركات الزراعية وشركات الشحن الغربية على استيراد المزيد من الأسمدة الزراعية الروسية لتعزيز الإنتاج والسيطرة على أسعار الغذاء، وسط تكتم شديد.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر مطلعة إن «حكومة الولايات المتحدة تشجع الشركات الزراعية وشركات الشحن على شراء وشحن المزيد من الأسمدة الروسية بشكل متكتم، بعد أن أدت المخاوف من العقوبات إلى انخفاض حاد في الإمدادات الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الغذاء العالمية».
وأضافت أن هذا الجهد جزء من مفاوضات معقدة وصعبة جارية بمشاركة الأمم المتحدة لتعزيز شحنات الأسمدة والحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية من روسيا وأوكرانيا التي تعطلت بسبب الأوضاع في أوكرانيا.
وتابعت أن «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضعا استثناءات في قيودهما على التعامل مع روسيا للسماح بالتجارة في الأسمدة، التي تعد موسكو مورداً عالمياً رئيسياًً لها، إلا أن العديد من المستوردين والبنوك وشركات التأمين كانوا يبتعدون عن هذه التجارة خوفاً من أنهم قد يخالفون العقوبات عن غير قصد».
ولفتت إلى أن «صادرات الأسمدة الروسية انخفضت بنسبة 24٪ هذا العام، ما وضع المسؤولين الأمريكيين بموقع مفاجئ حذر، وفي حالة تناقض في المواقف للبحث عن طرق عودة تدفق هذه السلع». (وكالات)