لا يكاد يمر أسبوع، حتى ترد أخبار تتحدث عن حادثة موت جديدة لفرد أو مجموعة في الصحراء الإفريقية، بعد التعرض للضياع وفقدان بوصلة الطريق ونفاد الطعام والشراب فما هي كواليس هذه القصص المفجعة؟ وكيف ولماذا يموت هؤلاء؟.

سودانيون رغبوا في تحسين ظروفهم المعيشية، فقرروا أن يغامروا بحياتهم بقطع الآلاف من الكيلومترات بحثاً عن رغد الحياة، ولكن مجريات ما يحدث من بعضهم يحول جميع أحلامهم إلى كوابيس.

حادثة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين، عندما وثق مقطع مصور اللحظات الأخيرة في حياة 3 سودانيين ماتوا عطشاً في صحراء ليبيا، بعد أن ضلوا طريقهم وعلقت سيارتهم في الرمال ونفد الماء منهم.

وأوضح صاحب المقطع المصور ما عانوه قبل موتهم، قائلًا: «نحن في طريق مقطوع في الصحراء لا نعرفه، دخلنا ليلاً في طريق ترابي منذ يوم الثلاثاء، وقد تعطلت سيارتنا وحاولنا إخراجها من الرمال فلم نستطع، الماء لدينا قليل منذ يوم الثلاثاء، ونحن في يوم الخميس، وقد نفد الماء منّا تماماً».

لم تكن هذه الحادثة الأولى، حيث وقعت قبلها حالات كثيرة من الموت جوعاً وعطشاً في الصحراء لأشخاص هربوا من هذا السبب، ليكون هو سبب موتهم في الصحراء.

وعثرت السلطات السودانية على جثث عائلة سودانية في الصحراء، بعد أن فارق جميع أفرادها الثمانية الحياة عطشاً وجوعاً خلال منتصف فبراير من العام الماضي.

وفُقدت العائلة منذ خمسة أشهر، عندما ضلت طريقها في الصحراء القاحلة، على بعد 400 كيلومتر من مدينة الكفرة الليبية، ولم تتمكن من الخروج منها.

وقامت السلطات السودانية حينها بنشر فيديو لعملية انتشال الجثث التي كانت قد تحللت، لكن بقيت متعلقات العائلة، وقد تبعثرت حول السيارة التي كان أفراد العائلة يركبونها، والتي يبدو أنها تعطلت بهم داخل الصحراء.

وحديثاً تمكنت قوات الدعم السريع في السودان، من إنقاذ 9 أسر سودانية بينها 11 طفلاً، ضلت الطريق في الصحراء أثناء رحلة عودتهم من ليبيا.

وقال قائد عسكري مسؤول عن المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، إنه قد تم إجلاء الأسر بعد العثور عليها إلى القاعدة العسكرية، حسب ما نشرته صحيفة «أخبار السودان».

وأشار إلى أن عملية الإجلاء تمت فور ورود بلاغ يفيد بوجود الأسر على بعد 57 كلم من الحدود، حيث سارعت القوات إلى إنقاذها، وتقديم العون الطبي والرعاية الصحية للاطمئنان على سلامتها.

كما تم إنقاذ مواطن سوداني وابنه اللذين ظلا عالقين في الصحراء لمدة 5 أيام بعد تعطل سيارتهما، حيث تم ترحيلهما إلى قاعدة الشفرليت وتقديم الرعاية اللازمة لهما.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، يتم التعامل بقوة وحزم من قبل القوات الليبية مع أي محاولة تسلل من السودان.

ووفقاً لمراقبي الأمم المتحدة، فقد جرت عمليات الطرد للمهاجرين عقب إجراءات أمنية تقوم بها إدارة مراكز الحدود في ليبيا، حسب ما نشره موقع «مهاجر نيوز».

الحكومة السودانية علقت على هذه الأحداث وقالت وزارة الخارجية، في بيان: «تقوم سفارة جمهورية السودان بطرابلس هذه الأيام بتواصل مستمر مع منظمة الهجرة الدولية، بالتنسيق مع السلطات الليبية المختصة، لتسيير رحلات عودة طوعية لضحايا الهجرة غير الشرعية وغيرهم من المواطنين السودانيين الراغبين في العودة إلى حضن الوطن».

ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد السودانيين في ليبيا، وهي مقصد لمهاجرين أفارقة يحاولون عبور البحر المتوسط، بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا.

والجدير بالذكر أن الحدود السودانية الليبية تمتد لمسافة 382 كم من النقطة الثلاثية مع مصر في الشمال، إلى النقطة الثلاثية مع تشاد في الجنوب.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version