“شخص ما ، وضعنا معًا في غرفة وكانت تلك بداية صداقة مدى الحياة، نحن نعتبر بعضنا أشقاء ونشعر أيضًا أننا كذلك لأننا عرفنا بعضنا البعض منذ فترة طويلة ” .. هكذا تحدث الألماني يورجن كلوب عبر فيلم وثائقي لشبكة “سكاي سبورتس” عن صديقه ديفيد فاجنر أحد أبرز الأسماء المرشحة لتدريب الأهلي خلفا للجنوب أفريقي بيتسو موسيماني .

ووسط أسماء رنانة ظهر المدرب الأمريكي – الألماني على السطح ليس كمغمور ولكن كاسم معروف وواعد أيضاً في ألمانيا وأوروبا ، يتمتع بسيرة ذاتية تنبأ بالاختيار المثالي للأهلي ويجمع كل احتياجات النادي الأحمر وما يسعي إليه من أجل تطوير فريقه.

وُلد فاجنر في أكتوبر 1971 في فرانكفورت بألمانيا الغربية لأم ألمانية ووالد بايولوجياً من تايلاند ثم تزوجت والدته قبل ولادته، من أمريكي قبل أن ينتقل إلى أمريكا لمدة ثلاث سنوات تقريبًا خلال فترة تكوينه يقول عنها: “كنت أصغر من أن أتذكر ذلك الوقت ، لذلك لا أشعر أنني عشت في الخارج “.

معاناة فاجنر بدأت منذ العودة من أمريكا لتبدأن حكاية يقول عنها في حوار مطول مع موقع JOE البريطاني “عدت أنا وأمي إلى ألمانيا حيث انهارت العلاقة مع والدي ، ولم يكن هذا هو الوقت الأسهل الذي تربيني فيه أمي وحدها ، لذلك ذهبنا للعيش مع جدتي، التي تبعد ساعة واحدة عن فرانكفورت وهي منطقة ريفية، هناك لا يوجد شيء، في الحقيقة لا شيء،ومن أجل الترفيه عن نفسي، كنت ألعب كرة القدم بلا توقف، كان  تعداد السكان في القرية 250 شخصًا فقط وكانت القرية الأكبر التالية على بعد سبعة أميال”.

بدأ فاجنر مشواره مع كرة القدم في نادي إس في جينشيم وكان يشغل مركز المهاجم ،وظهر لأول مرة مع إينتراخت فرانكفورت عام 1990 ودافع عن ألوان والدهوف مانهايم، وإف سي جوترسلوه، ولكن أبرز محطاته كانت في شالكه من عام 1995-1997 حيث توج معه في موسمه الأخير بكأس الاتحاد الأوروبي وقبلها فترته الأهم مع نادي ماينز والتي سجل فيها 19 هدفاً خلال أربع سنوات قضاها في النادي ونشأت علاقة صداقة مع يورجن كلوب زميله في الفريق تطورت إلى علاقة أسرية كما يصفها مدرب ليفربول.

ويقول كلوب عن فاجنر المهاجم لشبكة “سكاي سبورتس” في فيلم وثائقي “لم يكن مستواه ثابتًا للغاية،حتى لو لم يرغب في سماع ذلك ،لقد كان موهبة كبيرة ، ولكن ليس كل يوم، كان لاعبًا صغيرًا جدًا عندما جاء من أينتراخت فرانكفورت إلى ماينز ، فتى ماهر وسريع جدا ومهاجم جيد “.

لعب فاجنر مع منتخب ألمانيا تحت 18 و 21 سنة في وقت سابق من مسيرته ولكنه بعد تخطي مرحلة الشباب توجه للعب لمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية التي يحمل جنسيتها من زوج والدته وظهر لأول مرة مع منتخب بلاده في 30 أغسطس 1996 في مباراة وديه ضد السلفادور في لوس أنجلوس فاز بها منتخب بلاده 3-1.

وفي أبريل 1997، بعد خسارة كندا أمام الولايات المتحدة في مباراة تصفيات كأس العالم 1998 بفرنسا التي لعب فيها فاجنر، اشتكى الاتحاد الكندي إلى الفيفا من أنه غير مؤهل للعب مع الولايات المتحدة بناءً على ظهوره مع فرق الشباب في ألمانيا، وأعلن الفيفا بعدها بشهر أن الأمريكي من أصل ألماني مؤهل للعب مع الولايات المتحدة لأن مبارياته مع الفرق الألمانية كانت مباريات ودية وليست مباريات رسمية.

حصل فاجنر على نهاية مشواره في دارمشتات على عقد كزود لاعب وعضو في الجهاز الفني ولكنه لم يفعله ” كان عقدي مع دارمشتات يعني أنني تمكنت من الانضمام إلى فريق الإدارة لمدة عامين ، لكنني لم استخدم ذلك لأنني أردت دراسة علوم الرياضة وعلم الأحياء ، معنى تفاوضى على اللعب والتدريب أني كنت حسمت موقفي على المواصلة في كرة القدم ، لكنني لم أفعل بنود العقد ، لقد أردت استكشاف خيارات أخرى، فعندما تصبح محترفًا بعد أن أصبحت لاعبًا شابًا ، فلن تتاح لك الفرصة للقيام بأي شيء خارج بيئة كرة القدم”.

ابتعاد فاجنر عن كرة القدم جاء من أجل الاستقرار ليحكي عن هذه التجربة لموقع JOE البريطاني ” الشيء الوحيد الذي فكرت فيه وقتها الحصول على وظيفة ، في ألمانيا لو أصبحت مدرسًا فهو عمل جيد ، فأنت عادة تعمل نصف يوم ، وتحصل على الكثير من الأجازات ، وتعمل على نشأة جيل أفضل ، ولا يمكن أن تُطرد حقًا لأنها وظيفة حكومية ، لذلك اعتقدت أنها ستكون وظيفة جيدة بالنسبة لي “.

 

هنا تدخل كلوب لأول مرة لدعم زميله ويقول فاجنر “أثناء خوضي الامتحانات النهائية للحصول على درجة علمية ، كلوب طلب مني الحصول على الرخصة Uefa Pro ، لقد أخذ هذه النصيحة ودعمنى للعمل مع فريق هوفنهايم للشباب، استمرت معه لمدة عامين، لكن الرغبة في استكشاف ما بعد اللعبة كانت لا تزال قوية، وعدت للدراسة لتأهيل نفس للعمل كمدرس، لقد كنت بحاجة إلى تعلم شيء آخر، استراحة للحصول على أفق أكبر ورؤية الأشياء بشكل مستقل عن اللعبة، وتجربة شيء آخر واكتساب منظور مختلف”.

التدخل الثاني من كلوب كان مباشراً هذه المرة فقد جلب فاجنر للعمل معه ويسرد المدرب “ابتعدت ما يقرب من عامين أو ثلاثة أعوام عن دائرة كرة القدم هذه ، ثم عدت ببطء عندما كنت على وشك الانتهاء من دراستي العلمية لأصبح مدرسًا، لكني شعرت أنني أفتقد شيئًا ما، اعترف أني خلال هذه المدة لم أفقد شيئًا لأنني كنت أكتشف أصدقاء جدد ، واهتمامات جديدة وهذا ساعدني حقًا ، لأنه أقينت، أن كرة القدم هي أسرتني، كرة القدم كانت لا تزال القوة الدافعة لي، ليأتي كلوب ويطلب مني العمل بجواره”.

طلب كلوب – الذي كان وقتها في بوروسيا دورتموند – من فاجنر تدريب فريقه الثاني في عام 2011، لقد ازدهر هناك لمدة أربع سنوات حيث تبلورت منهجيته “تشكلت فلسفتي في هوفنهايم ، حيث كنت مدربًا للشباب ثم أصبح الأمر أكثر وضوحًا في بوروسيا، إذا قارنت نفسي الآن بنقطة البداية في عام 2007 ، فإن التغيير لا يصدق “.

استمر فاجنر مع رديف دورتموند أربع سنوات، وفي 2015 انتشرت شائعات بأنه سينضم لمساعدة كلوب – الذي انتقل لتدريب ليفربول- لسمعته في الفريق الثاني مع بوروسيا وما قدمه لكنه اختار أن يشق طريقه على كرجل أول والانتقال إلى شمال إنجلترا ، تحديداً هيدرسفيلد.

أغرى فاجنر ملاك نادي هيدرسفيلد الذي كان يصارع على الهبوط في دوري الدرجة الثانية “شمبيونشيب” وهنا حدثت مكالمة من “ستيوارتد ويبر” المدير الرياضي لهيدرسفيلد يقول عنها فاجنر للموقع الرسمي للبوندسليجا ” قال لي إن النادي يريد أن يجد طريقة جديدة ، وأن الجميع يريدون الذهاب في اتجاه جديد ، وكانوا متحمسين حول ما فعلناه في دورتموند وكيف حاولنا اللعب ،سألني: هل من الممكن القيام بذلك في إنجلترا؟ قلت: لِمَ لا؟ من الممكن اللعب بهذه الطريقة في أي مكان في العالم إذا كان لديك لاعبون منفتحون ونادي كذلك “.

ووجد فاجنر أرضًا خصبة في هيدرسفيلد ، وبعد إصلاح أسلوب الفريق ، قادهم بعيدًا عن منطقة الهبوط بحلول نهاية الموسم ، وفي موسم 2016/17 ، وهو أول موسم كامل له في النادي ، ومع ميزانية من أصغر الميزانيات في البطولة الإنجليزية قاد المدرب فريقه ببراعة للصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال البلاي أوف بالفوز على ريدينج 4-3 بضربات الجزاء الترجيحية في النهائي.

في موسمه الأول رشح هيدرسفيلد للهبوط كرة أخرى ولكنه أثبت خطأ المشككين بتحقيق انتصارين متتاليين في مطلع الموسم ولكن مع مرور الوقت عاني الفريق لكنه تجنب الهبوط في النهاية بطريقة رائعة بعد التعادل مع تشيلسي ومانشستر سيتي في مباراتين من آخر ثلاث مباريات في موسم انتصر فيه أيضاً على مانشستر يونايتد لينهي الموسم في المركز الـ 16 برصيد 37 نقطة .

لم يستطيع فاجنر الصمود أكثر من ذلك انتهت تجربته في يناير 2019 بعد أن قضى 4 سنوات في بريطانيا، ولكنه ترك علامة باستراتيجية تطوير اللاعبين والعمل بميزانية محدودة بلغت 11 مليون جنيه إسترليني فقط وإحداث ثورة وصناعة المعجزات في هيدرسفيلد كما وصفها جوناثان ليو الصحفي في “ذا جارديان” البريطانية.

ويقول فاجنر عن هذه لموقع thesetpieces حول تجربته مع هيدرسفيلد “اختلفت تمامًا عن هوفنهايم لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية أن أكون مديرًا لأكون صادقًا حقًا، كونك لاعبًا ومديرًا هما عالمان متعاكسان، لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية عمل اللعبة من وجهة نظر التحضير والتحليل التكتيكي ، ولم يكن لدي أي فكرة عن نطاق العمل وبعد ذلك أدركت أن هناك المئات ، بل أكثر من المئات من القطع الصغيرة التي تدفعنا إلى تحقيق أهدافنا ،الوحدة والعمل الجماعي الذي نتمتع به يلعبان دورًا كبيرًا وكذلك الأجواء الإيجابية وكل التطورات خارج الملعب وهذا ما نقلته”.

ويكشف فاجنر لقاءه الأول مع لاعبي هيدرسفيلد قائلاً ” كان من بين الأشياء الأولى التي ناقشناها ما إذا كنا نريد إجراء تغيير جذري على الفور أو ما إذا كنا نريد القيام بذلك خطوة بخطوة، اخترنا التطرف لأننا علمنا أن لدينا فرصة واحدة فقط، أن تكون تعرف من أنت وتعرف ما الذي تمثله، أنا أحب هذا الأسلوب وأؤيده لذلك اخترنا الخيار الجذري، هذا طريقنا”.

ويشرح فانجر فلسفته التدريبية ” أكبر تحول للمدرب هو التحول لقيادة الفريق بعد أن كان مجرد قطعة وجزء،أنت الآن مسؤول ليس عن نفسك وأدائك فقط ولكن عن أداء الفريق بأكمله وسمعة النادي ككل ، عليك أن تخلق ثقافة يسودها التفاهم والانتماء، عليك أن تدرك أن هناك طرقًا مختلفة للإدارة داخل المجموعة والعثور على القنوات المناسبة للتواصل، يمكن للاعب واحد أن يأخذ الأمور على عاتقه ويتعلم بمجرد الاستماع مرة واحدة ، والآخر لا يحتاج إلى الكثير من الحديث ، وأخر قد يحتاج لتكرار الرسالة خمس مرات،هناك الكثير من التفاصيل لإدارة نادٍ لكرة القدم قبل أن تتمكن حتى من التفكير في التكتيكات أو التدريبات في التدريب”.

ويضيف “أحد العناصر الأساسية للوظيفة هو كيفية التعامل مع قائمة مكون من 30 لاعباً يريد كلاً منهم اللعب ، طريقي واحدة، أن أكون على طبيعتي فقط ، ، سواء أحب الناس ذلك أم لا ، لا يمكنني أن أصبح ممثلاً لمدة 12 ساعة كل يوم، يتطلب الأمر الكثير من الطاقة ، وثق بي ، هناك الكثير من الأشياء التي يجب على المدير القلق بشأنها بحيث لا يمكن إضاعة الجهد في التصنع “.

تعامل فاجنر وإدارته لغرفة خلع الملابس وشخصيته ظهرت بوضوع منذ خطواته الأولى قال عنها مصطفى أميني لاعب بوروسيا دورتموند السابق :”لقد كان صارمًا للغاية للحصول على ما يريد، ما زلت أتذكر كيف خسرنا مباراة ودية أمام فريق من الدرجة الرابعة أو الخامسة، في صباح اليوم التالي ، كان علينا أن نكون في ملعب التدريب في الساعة 4 صباحًا ، كنا نركض صعودًا على التلال مع الكرات الطبية لمدة ساعة ونصف”.

كان أميني الدولي الأسترالي في صفوف دورتموند في الفترة من 2011 إلى 2015 ، ولم يظهر أبدًا مع الفريق الأول ، ليلعب مع الفريق الثاني تحت إدارة فاجنر الذي عانى معه “في إحدى مبارياتي الأولى مع الفريق ارتكبت خطأ ، خسرنا المباراة في النهاية وكان فاجنر يصرخ في وجهي على أرض الملعب ولكنه دائماً كان صادقاً ،إذا لم يحصل منك على ما يطلبه، فستعرف ذلك بالتأكيد، في حين أن بعض المدربين يفتقرون إلى هذا الصدق، لقد عانيت في البداية للتكيف مع أساليب تدريب فاجنر عالية الكثافة ، لكنها في النهاية جعلتني لاعب كرة قدم أفضل”.

ويعلق فانجر على هذه الشكوى “العديد من اللاعبين كانوا حذرين في البداية من أساليبي ، لكن النجاح مضمون لتحويل اللاعبين إلى مؤمنين بها، فهذه الإجراءات ليست خيارًا،نريد السرعة في لعبتنا ، كل شيء بأقصى سرعة ، نريد الهجوم ، نحب الضغط عالياً، نحب الاحتفاظ بالكرة، نحب إظهار الروح والقتال ، هذه أساسيات ولكن هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة في هويتنا التي حاولنا إحضارها وتحويلها من النظريات إلى الممارسة العملية، هذا هو سبب وجودنا هنا في كثير من الأحيان في ساحة التدريب ، لأن الأمر يستغرق وقتًا “.

Tactics Explained | David Wagner's Huddersfield Town 2016/17

قبل يومهم الأول في هيدرسفيلد ، رأي فاجنر وجهازه أن أن التغيير التدريجي لن يجدي نفعاً ” لقد ناقشنا مع مدربي المساعدين قبل انضمامنا إلى النادي وقررنا أن نسلك الطريق الجذري، يجب تقديم أفكار جديدة وطريقة غريبة تمامًا للقيام بالأشياء في بيئة جديدة حتى تتمكن من الالتزام بشكل أفضل ، ستصبح الجلسات المزدوجة هي القاعدة كما هو الحال بالنسبة للاعبين الذين يتعين عليهم العيش على بعد 15 ميلاً من ملعب التدريب لتقليص وقت السفر والمساعدة في التعافي، تعديل أوقات التدريب لتتناسب مع أوقات انطلاق المباريات، تم إحضار خبير تغذية مع رئيس الأداء وتم تطبيق نهج أكثر تكريسًا للتحليل”.

ويضيف “بمجرد أن تمكنت من إقناعهم بأن الخطة التي لدينا يمكن أن تنجح، الحياة أصبحت أسهل بكثير، لقد أتيحت لنا الفرصة بناءً على أسلوبنا وإيماننا وأساليبنا وقمنا بتنفيذ كل ذلك حتى لا يكون من المنطقي القيام بأي شيء آخر ،وكنت محظوظًا جدًا لأنني وجدت طاقمًا وفريقًا ورئيسًا وأنصارًا بدوا متطلعين لشيء جديد”.

 

بداية فاجنر لم تكن جيدة رغم التحسن الذي يلمسه خسارة الفريق أمام شيفيلد وينزداي وميدلسبره ويتذكرها المدرب قائلاً “كنا نعلم أننا كنا على المسار الصحيح في ذلك الوقت، يشعر اللاعبون بالفرق ويشعر المشجعون أيضًا، بعد تلك المباريات كنا في المراكز الثلاثة الأخيرة ، قبل أن نصل ، كنا نتفوق بنقطتين على تلك المراكز، فزنا بالمباراة الثالثة ضد برمنجهام ولم ننظر إلى الوراء أبدًا بعد ذلك”.

بعد البقاء في البطولة وقبل بداية الموسم الأول تم التعاقد مع 17 لاعباً جديداً ، بما في ذلك المعارون ، وعرف المدرب كيف تحقيق النجاح،الانسجام كان على قائمة الاهتمامات ومرة أخرى تم طرح فكرة مجنونة “أتذكر عندما قلت لرئيس مجلس الإدارة أنني أرغب في إقامة معسكر تدريبي، ولكن من دون كرة قدم فقط جلسات البقاء على قيد الحياة لمدة أربعة أيام في السويد ، نظر إلي وقال :” حسنًا ، ولكن لماذا؟، أوضحت أنه من المهم حقًا زرع الوحدة بين المجموعة لأن لدينا العديد من التعاقدات والعديد من اللاعبين الأجانب بينهم”.

معسكر تدريبي في جزيرة منعزلة غير مأهولة قبالة سواحل السويد أربعة أيام دون رؤية كرة قدم، لم تكن هناك مراحيض أو أسرة ، ولا كهرباء وكان على اللاعبين الحصول على طعامهم بأنفسهم ، تجربة فريدة يحكي عنها كريس لوي صفقة الفريق الجديدة في هذا الوقت لموقع JOE البريطاني ” لم يكن الأمر ممتعًا على الاطلاق، في النهاية ، كانت رحلة جيدة لأننا لم بعدها لم نكن غرباء، لقد أصبحنا مثل الإخوة ، قضينا أربعة أيام بدون هواتف محمولة ، ولا كهرباء ، ولا أسرة ، ولا طعام يتم طهيه لنا، فقط التخييم والتجديف”.

ويقول لاعب الوسط المهاجم كولين كوانر لموقع JOE البريطاني “لقد كانت رحلة شاقة بالنسبة للكثير منا، لم تكن لغتنا الإنجليزية جيدة في ذلك الوقت، لقد كان أول شيء كبير يتم تكوينه معًا وكان مهمًا بشكل خاص لجميع التعاقدات الجديدة التي كانت من دول أخرى، إن السلوك الذي أدخله المدير الفني في النادي هو أحد الأسباب الرئيسية التي أدت بنا بشكل جيد ، كلنا نريد القتال من أجل زملائنا ، من أجل القميص ولأية فرصة صغيرة لدينا في مباراة، في كل مرة نخطو فيها على أرض الملعب، ربما نكون المستضعفين ، لكننا نستمتع بالقتال والتغلب عليى الأقوى “.

ووجه فاجنر عدة رسائل بكشفها كوان “يسأل: هل تؤمن بنفسك؟ هل تؤمنون ببعضكم البعض؟ هل تعتقد أنك يمكن أن تكون ناجحًا معًا؟ هل تعتقد أنه يمكنك الفوز في كل تحد؟ هل تعتقد أنه يمكنك التغلب على الصعاب ،بالطبع يريد التأكد من أننا نؤدي تكتيكاتنا بشكل صحيح ونقوم بأدوارنا في اللعبة ، ولكن أكثر من أي شيء آخر، يريدنا أن نعرف أننا قادرون على القيام بأشياء عظيمة كمجموعة، يخبرنا طوال الوقت أنه ليس لدينا حدود “.

عاد كلوب للتدخل للمرة الثالثة بعد رحيل فانجر عن هيدرسفيلد ليلعب دور مساعداً في قبول رفيقه بمهمة جديد قال عنها لموقع البوندسليجا “بصراحة ، إذا سألت بعد أن غادرت هيدرسفيلد عن المكان الذي كنت أتوقع أن أعمل فيه بعد ذلك ، كنت سأقول إنجلترا ،لكن شالكه هو واحد من عدد قليل من الأندية في البوندسليجا التي تجعل العودة من إنجلترا جديرة بالاهتمام. منذ تلك اللحظة ، لم أفكر في الدوري الإنجليزي الممتاز ، لقد ساعدني كلوب أيضاً، وقال
أن شالكه يناسبني تمامًا، إنه ناد يتمتع بمشاعر عالية وشغف وقوة”.

بدأت الأمور بشكل رائع لفاجنر مع شالكه ، فبعد التعادل والهزيمة في أول مباراتين له – فاز بأربعة في الجولة من الجولة 3-6، وشمل ذلك الفوز 3-1 على المتصدر ليبزج ، والتي الحقت الهزيمة الأولى هذا الموسم لفريق جوليان ناجيلسمان المدير الفني الحالي لبايرن ميونيخ وفجأة ، انتقل شالكه إلى مرحلة الهبوط فبعد أن كان ينافس في منتصف 2019/20 على حجز مقعد أوروبا بعد احتلاله المركز الخامس، بدأ أن الانهيار الذي فرضه فيروس كورونا في الدوري والذي أدى إلى إبعادهم عن مسارهم وأنهى شالكه مشواره في 16 مباراة دون فوز مع احتلاله المركز 12.

امتد سجل النادي نتائج فاجنر المخيبة فيه إلى 18 مباراة بهزيمتين في افتتاح 2020/21 ثم رحل ليفسر المدرب سبب التراجع لصحيفة ذا جارديان”إذا تحدثت عن فترتي في شالكه، يمكنك تقسيمه إلى فترتين مختلفتين ، كانت الفترة الأولى مثيرة للغاية، أعتقد أننا خسرنا ثلاث فقط من أول 25 مباراة ، كنا في المركز الثالث في الجدول، وبعد ذلك لم نفز في 18 مباراة، نعم ، كنت جزءًا من هذا ، لكن الجزء الذي تمكنت من التعامل معه لم يكن الجزء الأكبر”.

ويحكي “لقد رأيت مدى أهمية العمل في نادٍ مستقر ، حيث لا يبدو كل شيء وكأنه فوضى، كانت المشاكل في شالكه متعددة، الديون المتزايدة ، والانفصال المتزايد بين النادي ومشجعيه ، كانت هناك أشياء كثيرة تحدث خارج الملعب، المالك يتغير ، والمدير المالي يتغير ، ثم جاء كورونا ولم يكن لدينا المال لإنفاقه، لم يكن المؤيدون سعداء ، كان هناك الكثير من الأشياء التي لم أتمكن من التأثير فيها، وإذا كان لديك شعور بأن مهما فعلت ، فلن تغيره “.

وقرر فاجنر الذي أصيب بخيبة أمل ، اختيار خطوته التالية بعناية، كانت هناك شائعات عن اهتمام وست بروميتش ألبيون ، ولكن ليذهب إلى سويسرا ويفسر “قررت أن المشروع القادم لا يعتمد على حجم الدوري، اعتقد الجميع أنه سيكون الدوري الألماني أو الدوري الممتاز مرة أخرى، لكنني أردت نادٍ مستقر به أناس طيبون، أشخاص يمكنك الوثوق بهم، وإذا كانت هناك إمكانية الفوز بالألقاب ، فأنا منفتح على الدخول في دوري أصغر أيضًا”.

“أنا لست راضيا أبدا عن نفسي كمدرب، يمكنك دائما أن تكون أفضل ،بالنسبة لي شخصيًا ،لايوجد طريق واحد للنجاح، هذه كلها مجرد كلمات، لأن الشيء الأكثر أهمية هو أنه يمكنك تقديم الأداء المناسب على أرض الملعب بالطريقة التي تناسب فريقك ، وأن يؤمن اللاعبون بهذه الطريقة ولا يوجد شيء معين يجعل المجموعة تعمل ،يحتاج اللاعبون إلى العقلية والسلوك الصحيح، وعليهم أن يكونوا مستعدين لتغيير حدودهم الشخصية ، لا يمكنك أن تتحسن إلا إذا كنت مستعدًا لتجاوز حدودك في بعض الأحيان وعندما استطيع فعل هذا كله ، فهذا هو النجاح” .. ديفيد فاجنر

يلا كورة

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version