تلقى الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، أوامر بالانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية بعد اعترافه بأنه لا جدوى من القتال في ظل الهجوم الروسي الواسع والقصف المتواصل منذ أسابيع، في وقت أكدت فيه موسكو أن حلف «الناتو» يتأرجح على شفا صراع مسلح مع روسيا.

ويعني الانسحاب من سيفيرودونيتسك أن إقليم دونباس قد أصبح يخضع بكامله لسيطرة القوات الروسية، وكان ذلك هدفاً رئيسياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي. ورفع انفصاليو لوهانسك علماً سوفييتياً، أمس الجمعة، فوق مبنى إداري في زولوتي، التي تقع إلى الجنوب من مدينة ليسيتشانسك الكبرى، المحاصرة.

وأوضح سيرغي غايداي حاكم لوغانسك التي تقع فيها سيفيرودونيتسك، عبر تلغرام «ستضطر القوات المسلحة الأوكرانية إلى الانسحاب من سيفيرودونيتسك. تلقت الأوامر للقيام بذلك».

وأضاف: «لم يعد البقاء في مواقع تتعرض لقصف متواصل منذ أشهر منطقياً بعد الآن». وتابع «دُمّرت كل البنى التحتية الأساسية. 90% من المدينة متضررة وسينبغي هدم 80% من المنازل».

سيطرة روسية

تشكل السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك محطة أساسية في الخطة الروسية للهيمنة على كامل منطقة حوض دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.

وأوضح غايداي أن مدينة ميكولاييفكا التي تبعد حوالي عشرين كلم جنوب غرب ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك باتت بيد الجيش الروسي، لافتاً إلى أن الروس يحاولون «السيطرة على هيرسكي» المجاورة لها.

من جانبه، لفت أندري ماروتشكو، وهو ممثل عن الانفصاليين الموالين لروسيا، عبر تلغرام، أمس، إلى أن جميع قرى منطقة هيرسكي زولوتي على بعد بضعة كيلومترات جنوب مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والواقعة على الجانب الآخر من نهر دونيتس، باتت تحت سيطرة الروس أو الموالين لموسكو.

شفا صراع أوسع

على صعيد آخر، قالت الخارجية الروسية إن دول الناتو التي أعلنت نفسها «تحالفاً نووياً» تتأرجح بشكل خطير على شفا صراع مسلح مع روسيا، مؤكدة أنه رغم ذلك، فإن عقيدة روسيا النووية تستند فقط لمنطق الردع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «البيانات التي أُدلي بها عشية مؤتمر الدول الأطراف (في معاهدة حظر الأسلحة النووية) في سياق النزاع الأوكراني، بشأن «التهديدات المتبادلة باستخدام الأسلحة النووية»، وكذلك البيانات الفردية من على منبر المؤتمر بشأن «الابتزاز النووي» المزعوم، تثير الحيرة»، مؤكدة «مرة أخرى: لم تكن هناك «تهديدات نووية» ولم تُسمع من طرف روسيا من قبل».

وأوضحت زاخاروفا أن «نهج روسيا يستند فقط إلى منطق الردع، بما في ذلك في الظروف الحالية، عندما تكون دول الناتو التي أثارت تفاقم الأزمة الأوكرانية وأطلقت حملة هجينة ضد روسيا وأعلنت نفسها «تحالفاً نووياً» تتأرجح بشكل خطير على شفا نزاع مسلح مباشر».

الردع النووي

وأضافت: «سواء رغب أحد في ذلك أم لا، ما دامت الأسلحة النووية موجودة، يظل منطق الردع وسيلة فعالة لمنع الاشتباكات النووية والحروب واسعة النطاق»، لافتة إلى أن «تشويه جوهر السياسة الروسية في هذا المجال لأغراض دعائية، استناداً إلى افتراض عدم جواز شن حرب نووية، غير مقبول على الإطلاق».

وفي أكتوبر 2018، أعلنت روسيا والمملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا بشكل مشترك أنها ضد معاهدة حظر الانتشار النووي ولن توقع عليها. وفي نوفمبر 2019، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا ملتزمة بفكرة بناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية، ومع ذلك، في رأيه، لا ينبغي بناء هذا العالم بمثل هذه الأساليب المنحازة والمتغطرسة. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن القضاء التام على الأسلحة النووية إلا إذا كان هناك نزع شامل وكامل.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version