أكدت دولة الإمارات أن بناء وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية يقوّض جهود السلام، ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ودعت، في بيان أمام مجلس الأمن الاثنين، إلى ضرورة وقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن بناء وتوسيع المستوطنات يقطع الاتصال الجغرافي للأرض الفلسطينية المحتلة، ويؤثر على حياة السكان. وكرر البيان موقف الإمارات الثابت والداعم لتحقيق حل الدولتين، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة بناءً على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلامٍ وأمنٍ واعترافٍ متبادل.

ونوهت الإمارات، في البيان المنشور على موقع البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، بأن مجلس الأمن اعتمد قبل خمس سنوات القرار رقم 2334 ليؤكد مجدداً على موقف المجتمع الدولي الداعي لوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، باعتباره أمراً ضرورياً لإنقاذ حل الدولتين، معتبرة أن ما ورد في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة يعكس استمرار الاتجاهات السلبية على الأرض، ومنها بناء وتوسيع المستوطنات وعمليات الهدم والتهجير القسري، إضافة إلى القرارات المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من مَسَافِر يطا في الضفة الغربية والتهديد بهدم منازلٍ في أنحاء مختلفة من القدس الشرقية. وأشار بيان الإمارات إلى أن بناء وتوسيع المستوطنات يَقطعُ الاتصال الجغرافي للأرض الفلسطينية المحتلة، ويؤثر على حياة السكان، لاسيما النساء والأطفال، إذ يَحُد من حركتِهِم ويَحرِم المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ومصادر المياه. وقال إن هذه المستوطنات «تشكل نقاط تماس وتُعد من العوامل المؤدية لاستمرار العنف، فضلاً عن أنها تقوض جهود السلام، وتشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة».

وتابع البيان، الذي ألقته عضو البعثة الإماراتية غسق شاهين، أن الأوضاع الأمنية والسياسية تستمر في التدهور كما أشار المنسق الأممي الخاص للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، «لاسيما في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث تَتَوالى الأحداث التي تزيد من حِدة التوترات الراهنة، مما يُهَدِد باشتعال فَتيل العنف في أي لحظة». ومن أجل تجاوز هذه الأوضاع، شددت الإمارات على ضرورة الالتزام بما ينص عليه القرار 2334 بخصوص العمل على منع جميع أعمال العنف ضد المدنيين، وكذلك جميع أعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير، خاصةً في ظل تصاعد التوترات. كما دعت إلى تنشيط الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات استباقية تحافظ على التهدئة وتُسهِم في خلق بيئة مُؤاتية للسلام، مشيرة، في هذا السياق، إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة خلال الشهر القادم، وبالأخص زيارتيه إلى إسرائيل وفلسطين. وأكدت الإمارات أن تعزيز التعاون بين الأطراف على مختلف المستويات، من شأنه أن يُسهم في بناء الثقة بينهم، ويَخلق مساحةً تُتِيح عودتَهُم إلى مفاوضاتٍ ذات مصداقية.

وفي سياق تفاقُم الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لاسيما في قطاع غزة، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار السلع، شددت الإمارات على أهمية السعي للتخفيف من حدة هذه الأوضاع عبر اتخاذ إجراءات ملموسة لإنعاش الاقتصاد وتسهيل حركة العاملين والتدفقات التجارية. وأكدت مجدداً على التزام دولة الإمارات الدائم والتاريخي بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك عبر مواصلة جهودنا في تقديم مساعداتٍ إنسانية ودعم قطاعات الصحة والتعليم.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version