بدأ قادة دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس الثلاثاء، قمتهم في مدريد بعد ساعات من اختتام قمة مجموعة السبع في بافاريا الألمانية، بالتعهد بمواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، بحسب بيان القمة.

وبعد سبعة عقود على تأسيسه، يجتمع قادة «الناتو» في العاصمة الإسبانية، في قمة تستمر ثلاثة أيام وبمثابة «مجلس حرب» بحسب صحف غربية، ينتظر أن تُبذلُ خلالها الجهود لإعادة التأكيد على مهمة الحلف الرئيسة، وهي الدفاع عن الدول الأعضاء ضد أي هجوم من قبل أطراف خارجية، في إشارة أساساً إلى روسيا التي تشنّ حرباً متواصلة على أوكرانيا الواقعة على تخوم الحلف، وأيضاً إلى الصين التي تعتبر خصماً كبيراً في شرق آسيا.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الحلف إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا. وصرّح، قبل بضع ساعات من افتتاح القمة، «سنتفق على برنامج دعم كامل لأوكرانيا لمساعدتها في ضمان احترام حقها في الدفاع المشروع عن النفس. من المهمّ للغاية أن نكون مستعدّين لمواصلة تقديم دعمنا» لكييف.

ومن المرجّح أن توافق قمة «الناتو» على تخزين الأسلحة والمعدات في أوروبا الشرقية وعلى زيادة عديد قواته المتمركزة في تلك المنطقة، أو عديد القوات الاحتياطية لبلدان المنطقة، كقوة ردّ سريع، وسيكون ثمّة المزيد من الدعم لأوكرانيا من أجل تحديث جيشها، الذي لا يزال حتى الآن يعتمد على معدات وتجهيزات الحقبة السوفييتية.

وقال مستشار كبير للرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن ستقوم، اليوم الأربعاء، ب«إعلانات محدّدة» بشأن «تعهدات عسكرية جديدة طويلة الأمد على الأرض وفي البحر وفي الجوّ» في أوروبا، خصوصاً في شرق القارة.

مساهمات مشتركة

وصرّح مستشار الأمن القومي جايك ساليفان في طائرة الرئاسة الأمريكية «إير فورس وان» أن «عدداً من الدول» في الحلف سوف «تعد بزيادة مساهمتها في المجال الدفاعي للجناح الشرقي مع تشديد خاص على البلطيق».

وتأتي قمة مدريد مباشرة بعد انتهاء قمة مجموعة السبع التي تعهدت بجعل روسيا تدفع ثمن باهظاً جراء هجومها على أوكرانيا، وسط آمال بتسريع انتهاء الصراع، وفق ما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس قائلاً «يجب ألا يسمح لبوتين بأن ينتصر»، وهي العبارة التي رددها أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال شولتس، في مؤتمر صحفي أعقب قمة المجموعة، «تقف مجموعة السبع صفاً واحداً في دعمها لأوكرانيا». وأضاف «سنواصل رفع الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب بالنسبة لروسيا». وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أثبتت قوة الدول الديمقراطية. وقال إن القادة يسعون إلى فرض «سقف سعر» على النفط الروسي، لكن لم يتم الإعلان عن إجراءات محددة. واعتبر شولتس أن مثل هذا السقف «سيحتاج إلى الكثير من العمل».

قضايا المناخ

ورأى شولتس، أنه كان من المهم أيضاً ألا يقتصر الحضور على دول المجموعة وحسب، حيث شاركت دول أخرى في القمة، مثل الهند، وإندونيسيا، والأرجنتين، والسنغال، وجنوب إفريقيا.

وقال بيان القادة إن دول مجموعة السبع «تتحمل بشكل مشترك» مسؤوليتها في «إيجاد حلول للتحديات العالمية الملحة» مثل تغير المناخ وارتفاع أسعار الطاقة ونقص الغذاء. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version