أطلقت الشرطة السودانية، أمس الجمعة، مجدداً الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين يحاولون الوصول إلى القصر الجمهوري، فيما أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس، عن قلقها حيال مقتل تسعة متظاهرين على الأقل، بينهم طفل، مطالبة ب«تحقيق مستقل»، في حين دعا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» جميع السودانيين إلى إيقاف التشاكس والانخراط في الحوار لتحقيق التوافق الوطني، مؤكداً أن أياديهم بيضاء للجميع للجلوس ومناقشة قضايا الوطن لتحقيق الاستقرار.
يأتي ذلك فيما دانت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي أحداث العنف في السودان، وأعربا عن خيبة الأمل حيال العنف وانعدام المساءلة بالسودان، كما طالبا بوقف الاعتقالات والحجز التعسفي. جاء ذلك فيما أغلقت السلطات السودانية وسط الخرطوم بعد تظاهرات محدودة، أمس الجمعة.
كما دانت الآلية الثلاثية الاستخدام المفرط لقوات الأمن السودانية في احتجاجات 30 يونيو/حزيران، وتقييد شبكة الإنترنت والهاتف المحمول انتهاكاً لحرية التعبير، كما دعت إلى اتخاذ تدابير لوقف العنف والحد من الاعتقالات والاحتجازات التعسفية.
ومن جانبها،ردت الشرطة السودانية ببيان على الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد بأن التظاهرات اتسمت بالعنف، وحاولت الوصول لمناطق سيادية واستراتيجية.
كما قالت في بيانها إن هناك مجموعات عنف تعمل بطريقة انتحارية هاجمت سيارات الشرطة والعسكريين، موضحة أن 96 شرطياً و129 جندياً من الجيش أصيبوا بجروح خطيرة جراء عنف المتظاهرين.
وقتل 9 متظاهرين، أمس الأول الخميس، في مدينة أم درمان، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أثناء احتجاجات شارك فيها عشرات آلاف السودانيين مطالبين بالحكم المدني.
وأعلنت لجنة الأطباء المؤيدة للديمقراطية مقتل سبعة متظاهرين على أيدي قوات الأمن، أصيب خمسة بينهم، ليرتفع بذلك العدد الكلي للقتلى إلى 109، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جهة أخرى،أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس الجمعة، عن قلقها حيال مقتل تسعة متظاهرين على الأقل، بينهم طفل،مطالبة ب«تحقيق مستقل».
وقالت ميشيل باشليه في بيان«أطلب من السلطات إجراء تحقيق مستقل وشفاف ومعمق وغير منحاز في شأن رد قوات الأمن، انسجاماً مع المعايير الدولية السارية»، مشددة على أن«من حق الضحايا والناجين وعائلاتهم معرفة الحقيقة وإحقاق العدالة والحصول على تعويض».
إلى ذلك،دعا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» جميع السودانيين إلى إيقاف التشاكس والانخراط في الحوار، لتحقيق التوافق الوطني مؤكداً أن أياديهم بيضاء للجميع للجلوس ومناقشة قضايا الوطن لتحقيق الاستقرار.
وترحم حميدتي لدى مخاطبته توقيع اتفاق الصلح بين قبيلتي التاما وبطون قبيلة القمر«العورا والشالا» على أرواح جميع شهداء السودان، مؤكداً عدم اعتراضهم على التظاهر السلمي الذي يحافظ على الأمن والاستقرار دون الجنوح للفوضى.
وأشار إلى أن الحكومة تدعم الآلية الثلاثية، لتسهيل عملية الحوار عبر تقريب وجهات النظر بين الفرقاء لجهة أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لمعالجة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وبناء البلد ونمائه دون تشاكس.
(وكالات)