أحرزت القوات الروسية، أمس الثلاثاء، تقدماً في منطقة حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا، وشهدت سلوفيانسك، التي أصبحت الهدف التالي لموسكو، «قصفاً هائلاً»، فيما أصدرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية تعميماً يمنع الرجال من مغادرة مناطقهم، في محاولة لتعويض الخسائر.
وتقدمت القوات الروسية غرباً باتجاه سلوفيانسك وكرامتورسك أكبر مدينتين قريبتين من إقليم دونيتسك الذي لا يزال تحت سيطرة كييف، وكانت على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مدينة سيفيرسك التي تقصفها منذ أيام عدة، حسبما أفادت وسائل إعلام عالمية أمس.
وعلى بعد حوالي أربعين كيلومتراً في سلوفيانسك، حيث دعت السلطات الأوكرانية السكان إلى المغادرة، تستهدف القوات الروسية المدينة بقصف «هائل» حسبما أعلن رئيس البلدية فاديم لياخ.
وقال لياخ «سلوفيانسك! قصف هائل على المدينة، في وسطها والشمال، على الجميع الاحتماء». وأضاف أن هذه المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا أصبحت الهدف التالي لموسكو في حملتها العسكرية في منطقة دونباس..
ولا تزال سلوفيانسك ومدينة كراماتورسك المركز الإداري للمنطقة، تحت سيطرة القوات الأوكرانية وتشكلان هدف موسكو التالي في حملتها للسيطرة على منطقة دونباس بأكملها.
وقال الجيش الروسي، صباح أمس، إنه قصف مركزي قيادة أوكرانيين في دونيتسك. وأفادت الرئاسة الأوكرانية أن «مدنيين على الأقل قتلا وجرح ستة آخرون» في قصف روسي في الإقليم.
وأكدت القوات الروسية، أمس، أيضاً أنها قصفت أربعة مخازن للأسلحة والمدفعية في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا حيث قال الأوكرانيون أمس الأول الاثنين إنهم صدوا محاولات هجوم روسية.
في الجنوب، قالت موسكو أيضاً إنها أسقطت «طائرة سوخوي 25 وثلاث مسيرات للقوات الأوكرانية في منطقة خيرسون». كما أعلنت أنها تحقق في عمليات تعذيب قد يكون تعرض لها جنود روس ألقت القوات الأوكرانية القبض عليهم وأفرج عنهم خلال تبادل للأسرى مع كييف.
وجاء في بيان للجنة مكلفة التحقيقات الجنائية في روسيا أن بعض الروس المفرج عنهم أفادوا عن «تعرضهم لعمليات تعذيب» خلال أسرهم، مشيرة إلى الضرب والصعق بالتيار الكهربائي والحرمان من المياه والطعام.
وفي محاولة لتعويض خسائرها في المعارك التي بدأت رحاها قبل قرابة 5 أشهر دون أن تضع أوزارها، منعت أوكرانيا الرجال في سن التجنيد من مغادرة البلاد.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في منشور عبر «فيسبوك»، أمس الثلاثاء، إن الرجال في سن التجنيد محظور عليهم مغادرة مسقط رأسهم، مطالبة بضرورة تفهم ذلك.
ويستند هذا الأمر إلى قانون 1992 بشأن التجنيد، ويحتاج الرجال من عمر 18 حتى 60 عاماً الى الحصول على إذن من مكتب التجنيد العسكري المحلي لمغادرة المنطقة المسجلين بها. وتطبق هذه القيود بصورة أساسية في المناطق الحدودية وحدود المدن.
وأثار منشور فيسبوك تعليقات غاضبة خلال فترة قصيرة. واتهم البعض الوزارة ب«الحماقة»، فيما قال آخرون إن هذه القيود من شأنها تشجيع الفساد في مكاتب التجنيد العسكري.
يشار إلى أن الكثير من الأوكرانيين لا يعيشون في المناطق المسجلين بها. وعقب العملية العسكرية الروسية، فر عشرات الآلاف من الرجال في سن التجنيد لمناطق أكثر أمناً بغرب أوكرانيا. وقد تم منعهم بالفعل من مغادرة البلاد بعد فرض القانون العرفي منذ أكثر من أربعة أشهر. (وكالات)