احتفلت الجزائر، أمس الثلاثاء، بعيد الاستقلال باستعراض عسكري غير مسبوق في العاصمة يخلّد الذكرى الستين لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي، فيما دعا الرئيس عبدالمجيد تبون جميع الجزائريين إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون.
وافتتح تبون الاحتفالات بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في «مقام الشهيد» بأعالي العاصمة، ثم انتقل إلى مكان الاستعراض العسكري بالضاحية الشرقية.
وعلى متن سيارة مفتوحة قام تبون مع رئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة بتفقد القوات العسكرية وقوات الأمن والحماية المدنية، المشاركة في الاستعراض.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد تبون، أن هذا الاستعراض يضفي وجهاً استثنائياً على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، في وقت وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل.
وقال تبون: «أؤكد من جديد أننا جميعاً، ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا، مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني».
ودعا إلى جعل المناسبات التاريخية الوطنية، محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي».
وحضر الاحتفالات العديد من الضيوف الأجانب من بينهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ورئيس النيجر محمد بازوم، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس جمهورية الكونغو دوني ساسو نغيسو، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد. كما حضرت رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالية ماريا كازيلاتي ووزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.
دبابات وغواصات
بدأ الاستعراض العسكري بعزف للفرقة النحاسية للحرس الجمهوري فيما عبرت الأجواء مروحيات وطائرات القوات الجوية من طراز سوخوي 30 و24 واليوشين 76 و78 وميغ 25 و29 وطائرات تدريب رسمت في الجو خطوطاً بألوان علم الجزائر، الأخضر والأحمر والأبيض.
ودام الاستعراض نحو ساعتين مرّت فيه أمام المنصة الشرفية مختلف الأسلحة التي يمتلكها الجيش الجزائري من دبابات مثل تي 62 ال وراجمات صواريخ وعربات مدرعة.
ثم سارت تشكيلات من المدارس العسكرية تتقدمها مدارس «أشبال الأمة» وهي ثانويات ومدارس تعليم متوسط تابعة للجيش.
وفي الساحل المقابل لساحة الاستعراض تعاقبت غواصتا الونشريس وجرجرة والبوارج الحربية وسفن التدريب لضباط البحرية، وسفن الإنقاذ في أعالي البحار.
«مصالحة الذاكرة»
أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء أمس الأول الإثنين، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، بعث ببرقية تهنئة لنظيره الجزائري بالمناسبة عبر له فيها عن أمله في تقوية الروابط بين البلدية القوية أصلاً.
وأكد له التزامه بمواصلة مسار الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرة بين الشعبين الجزائري والفرنسي، وأشار قصر الإليزيه إلى أن إكليلاً من الزهور سيوضع باسمه في النصب التذكاري الوطني المخلد لحرب الجزائر في باريس إحياء لذكرى الأوروبيين ضحايا مجزرة وهران التي وقعت في نفس يوم الاستقلال في 5 يوليو 1962. (وكالات)