دعت السلطات الأوكرانية نحو 350 ألف مدني في دونيتسك إلى الخروج حفظاً للأرواح ولوضع الترتيبات الضرورية للدفاع عن المنطقة في مواجهة القوات الروسية والموالية لها،الزاحفة صوب دونيتسك المنطقة الثانية في إقليم دونباس الصناعي جنوب شرقي أوكرانيا، وأكد مسؤول أوكراني محلي أن

القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال العملية الطويلة للسيطرة على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.

تقدّم روسي في دونباس

واصلت القوات الروسية أمس الأربعاء، تقدّمها في إقليم دونباس، في حين دعت السلطات الأوكرانية المحلية سكان سلوفيانسك، هدف موسكو الحالي، إلى إخلاء المدينة التي تتعرض لقصف كثيف. وقال حاكم دونيتسك بافلو كيريلنكو: «نصحيتي الكبرى: ارحلوا!»، مضيفاً: «لم يمر يوم منذ أسبوع من دون قصف».

وكان أعلن قبل ساعات قليلة من ذلك سقوط 7 قتلى و25 جريحاً في ضربات استهدفت خصوصاً سوق المدينة. وأشار إلى استهداف مدن وقرى المنطقة. وأوضح أن شخصين قتلا في مدينة افديفكا قلب منطقة الصراع، كما قتل 5 أشخاص في مدن سلوفيانسك، وكراسنوغوريفكا، وكوراخوف.

ودعا كيريلنكو السكان البالغ عددهم 350 ألفاً إلى مغادرة المدن والقرى المعرضة للهجوم الروسي، حفاظاً على أرواحهم ولإتاحة الفرصة لقوات الجيش الأوكراني تحسين الدفاع عن المنطقة.

يذكر أنه مع سقوط ليسيتشانسك، الأحد، باتت القوات الروسية تسيطر على الجزء الأكبر من إقليم لوغانسك وتسعى الآن إلى السيطرة على إقليم دونيتسك لتحتل بذلك كل منطقة دونباس التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لموسكو منذ 2014.

نقطتان ساخنتان

وباتت سلوفيانسك التي كانت تضم مئة ألف نسمة قبل الحرب، وكراماتورسك تالياً، النقطتين الساخنتين الجديدتين في المعارك. وكانت القوات الروسية الثلاثاء، على مسافة نحو عشرة كيلومترات من مدينة سيفيرسك التي تتعرض للقصف منذ أيام عدة، وعلى مسافة خمسين كيلومتراً تقريباً من سلوفيانسك.

العين على 6 مدن صناعية

وتسيطر القوات الموالية لروسيا على مساحات شاسعة من منطقتي دوينتسك ولوغانسك منذ 2014، واعترفت موسكو «بجمهوريتين شعبيتين» دولتين مستقلتين عشية بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في فبراير/شباط.

ويقول محللون إن روسيا ركزت أكثر من نصف قوتها القتالية في شن حملة للاستيلاء على لوغانسك.

وأي تقدم روسي سيتضمن الاستيلاء على ست مدن صناعية كبيرة، بدءاً من باخموت وسلوفيانسك وكراماتورسك.

تدمير راجمات صواريخ أمريكية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية دمرت بصواريخ عالية الدقة راجمتي صواريخ من طراز «هايمارس» أمريكية الصنع في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، أمس الأربعاء، إنه قرب بلدة مالوتورانوفكا بدونيتسك دمرت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو راجمتي صواريخ «هايمارس» أمريكية الصنع ومستودعين للذخيرة الخاصة بهما.

وعلى المشارف الشرقية لمدينة سوليدار، دمرت الطائرات الروسية مستودعاً لأسلحة الصواريخ والمدفعية تابعاً للواء الميكانيكي 57، كان احتوى على 1.5 ألف قذيفة من العيارات المختلفة وأكثر من مئة راجمة صواريخ أجنبية مضادة للدبابات.

وإضافة إلى ذلك، دمرت القوات الجوية الروسية خلال 24 ساعة 6 مواقع قيادة، بما فيها تلك التابعة لمجموعة قوات «الجنوب» العملياتية، واللواء 79 اقتحام جوي، واللواء الميكانيكي57، و6 مستودعات للأسلحة والذخيرة، وقوات ومعدات أوكرانية في 27 منطقة.

في إطار مكافحة البطاريات، تم تدمير فصيلة من راجمات الصواريخ «أوراغان»، وأصيبت ثلاث فصائل مدفعية في مواقع إطلاق النار بدونيتسك، إضافة إلى فصيلة من راجمات الصواريخ «غراد» في نيكولايف.

وأسقطت مقاتلة روسية من طراز «سو 35» مروحيتين أوكرانيتين من طراز «مي 24»، وطائرة من طراز «سو 25» خلال معركة جوية في نيكولايف. وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مروحية أوكرانية من طراز «مي 8» و11 طائرة بدون طيار، كما اعترضت 9 صواريخ باليستية من طراز «توشكا يو»، و8 قذائف من راجمات الصواريخ في مناطق متفرقة.

لا تحتمل

وعلى الصعيد الإنساني نددت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بحصيلة «لا تحتمل» يقاسيها المدنيون جراء الغزو. وقالت أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: «باسم كل ضحايا هذه الحرب التي لا معنى لها، يجب أن تتوقف أعمال القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version