عززت روسيا مكاسبها شرقي أوكرانيا، وقواتها تستجمع أنفاسها استعداداً لعملية عسكرية كبرى، وقصفت جزيرة الأفعى خلال مراسم أوكرانية لرفع العلم، ما أسفر عن مصرع العشرات، وأعلن الجيش الروسي إحباط سلسلة من الهجمات الإرهابية في خيرسون، وأعلنت السلطات الأوكرانية المحلية في دونيتسك عن مصرع 7 مدنيين. وأشارت إلى أن 23 ألف مدني من 115 ألفا مازالوا في سلوفيانسك على الرغم من نداءات لهم بمغادرة عن المدينة.
قصف جزيرة الأفعى
أعلنت القوات الأوكرانية، أمس الخميس، أنها رفعت علمها على جزيرة الأفعى التي استعادتها في البحر الأسود في علامة رمزية على استمرار تحدّيها للقوات الروسية على الرغم من استمرار الأخيرة في التقدم شرقي البلاد واختبار مدى قوة دفاعات أهداف محتملة جديدة.
وقال سيرغي براتشوك المتحدث باسم إدارة إقليم أوديسا، إن ضربة صاروخية روسية ضد الجزيرة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة برصيف الميناء. وأضاف براتشوك أن قذيفتين روسيتين أخريين دمرتا مخزنين للحبوب في الإقليم كانا يحتويان على 35 طناً من الحبوب.
وردت موسكو سريعاً على مراسم رفع العلم فوق جزيرة الأفعى، حيث قالت إن إحدى طائراتها الحربية قصفت الجزيرة وقضت على عدد من العسكريين الأوكرانيين هناك. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن عدداً من الجنود الأوكرانيين وصلوا إلى الجزيرة قبل الفجر والتقطوا صوراً مع العلم.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف، إن «طائرة شنت على الفور ضربة بصواريخ فائقة الدقة على جزيرة الأفعى أسفرت عن القضاء على عدد من العسكريين الأوكرانيين»، بينما فرّ الناجون باتجاه قرية بيرمورسكويه، بمنطقة أوديسا.
استعداد لعملية كبرى
في هذه الأثناء، واصلت القوات الروسية شرقي أوكرانيا الضغط على القوات الأوكرانية التي تحاول الحفاظ على الخط بطول الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك، في وضع استعداد لهجوم جديد متوقع عليها.
وكتب حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، على تطبيق «تيليغرام» أن الروس قتلوا سبعة مدنيين في المنطقة خلال 24 ساعة ماضية. ولم يتسن ل«رويترز» التحقق مما كتبه حاكم دونيتسك. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن القوات الروسية تنقل المزيد من الوحدات إلى منطقة لوغانسك لتعزيز سيطرة موسكو هناك.
ويعتقد المحللون الغربيون أن القيادة الروسية منحت قواتها المشاركة في عملية السيطرة على لوغانسك قسطاً من الراحة، ويمكن القول إن الهجوم الكامل لم يحدث بعد. وقال معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة، إن روسيا لم تستول على ما يبدو على أي أراض جديدة منذ استيلائها على ليسيتشانسك يوم الأحد. وفي تقديره أن «القوات الروسية في وضع وقف العمليات، بينما لا تزال تشن هجمات برية محدودة لتهيئة الظروف والأوضاع لعمليات هجومية كبرى».
بنك أهداف
وواصلت القوات المسلحة الروسية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بأسلحة فائقة الدقة على المواقع القتالية للقوات الأوكرانية في اتجاه سوليدار، وبلغ إجمالي خسائر اللواء الآلي رقم 24 الأوكراني نحو 2500 فرد، وهو ما يعادل 60% من قوته. وكذلك فقد تم تدمير اللواء الجوي الهجومي رقم 79 بالكامل تقريباً، حيث تجاوزت خسائره 80% من قوته. وفي منطقة مدينة أرتيوموفسك، ضربت القوات الجوية الروسية نقاط انتشار مؤقتة ومستودعات ذخيرة للوحدات المؤتمتة رقم 14 و72، إضافة إلى ألوية الهجوم الجبلية العاشرة، حيث كان هناك ما يصل إلى نحو 350 فرداً و20 وحدة من المركبات القتالية المدرعة في المرافق المدمرة.
إحباط هجمات في خيرسون
وقال مصدر عسكري إن الجيش الروسي منع سلسلة من الهجمات الإرهابية في خيرسون جنوبي أوكرانيا. وأضاف أن «إرهابيين من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية خططوا لتنفيذ أعمال إرهابية ضد الجيش الروسي، وكذلك ضد أحد قادة الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة خيرسون»،ولفت إلى أن التحضير لأنشطة التخريب تم تحت إشراف متخصصين من دول «الناتو» الذين علموهم التعامل مع الألغام، وغيرها.
استمرار إجلاء المدنيين من سلوفيانسك
وواصل المدنيون إخلاء مدينة سلوفيانسك التي تتعرض للقصف شرقي أوكرانيا، وتشكل الهدف التالي للقوات الروسية في خطتها للسيطرة على حوض دونباس بالكامل.
وقال رئيس بلدية المدينة فاديم لياخ: «عملية الإجلاء جارية. نخرج أشخاصاً من المدينة كل يوم». وأضاف أن «هناك حالياً 23 ألف شخص» في سلوفيانسك التي كان تضم قبل النزاع نحو 110 آلاف نسمة بحسب السلطات، موضحاً أن «17 قتيلاً و67 جريحاً» سقطوا منذ بدء القتال. (وكالات)