سانت بول – أ ف بقضت محكمة فيدرالية أمريكية، الخميس، بالسجن 21 عاماً على الشرطي ديريك شوفين الذي قتل خنقاً بركبته الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، ما أشعل موجة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة.وكان حكم بالسجن 22 عاماً ونصف العام، صدر من قبل محكمة في ولاية مينيسوتا بحق شوفين لكنه استأنف الحكم.أما العقوبة الفيدرالية بتهمة «انتهاك الحقوق المدنية» للأسود الأربعيني، فهي نهائية لأنها صدرت بناء على اتفاق يقضي باعتراف المتهم.ويمكن أن ينفذها بالتزامن مع العقوبة الأولى، كما أوضح القاضي بول ماغنوسون من محكمة سانت بول، مشيراً إلى أنه أمضى سبعة شهور منها في مدة توقيفه.وقال القاضي: «لا أعرف لماذا فعلت ذلك. لكن وضع ركبتك على رقبة شخص ما حتى يموت أمر خطأ؛ لذلك يجب أن تعاقب بشدة». وفي مداخلة قصيرة، تمنى شوفين لأبناء فلويد أن «ينجحوا في الحياة»، لكنه لم يعتذر، ولم يعبر عن الندم.وأكدت كارولين باولنتي، والدة شوفين، أن ابنها ليس عنصرياً بلا رحمة، قبل أن تضيف أن «حياة كل الناس مهمة أياً يكن لون بشرتهم»، مقتبسة بذلك شعار «حياة السود مهمة».أما فريديريك فلويد شقيق جورج فلويد الذي أدلى بإفادة، فقد طالب بإنزال «العقوبة القصوى» بحق شوفين، مؤكداً أنه لم يتمكن من النوم منذ مقتل شقيقه.تظاهرات ضخمةوفي 25 مايو/أيار 2020، جثا شوفين مينيابوليس على رقبة فلويد لمدة عشر دقائق تقريباً، ولم يكترث بتدخل مارة مذعورين وصرخات الضحية. وأثار المشهد الذي صور ونشر على الإنترنت، تظاهرات احتجاجية ضخمة ضد العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة وخارجها.وخلال محاكمة في ولاية مينيسوتا في ربيع 2021، قال محامي شوفين إن فلويد توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ومشاكل صحية، وأكد أن موكله استخدم القوة بشكل مبرر. ولم يقتنع المحلفون بذلك، ودين الشرطي بارتكاب جريمة قتل عمد، وحُكم عليه بالسجن لمدة 22 سنة ونصف السنة. وتم استئناف هذا الحكم.الماضي العنصريفي الوقت نفسه، فتح القضاء الفيدرالي إجراءاته الخاصة عبر توجيه الاتهام رسمياً إليه، وكذلك إلى زملائه الثلاثة السابقين بسبب «انتهاك الحقوق الدستورية» لفلويد، خاصة «الحق في عدم الوقوع ضحية لاستخدام غير عقلاني للقوة من قبل شرطي».وهذه الملاحقات «المزدوجة» مسموح بها في الولايات المتحدة، ولكنها نادرة نسبياً، وتعكس أهمية الملف الذي أعاد فتح نقاش حاد حول الماضي العنصري.وفي الملف الفيدرالي، أكد شوفين أولاً أنه غير مذنب قبل أن يغير استراتيجيته، ويعترف بجزء من المسؤولية للمرة الأولى؛ حيث أقر باستخدام القوة «مع علمه بأن ذلك سيئ» و«بلا مبرر قانوني». واعترف بالخطأ في ارتكابه أعمال عنف ضد مراهق أسود في 2017، كان أبقاه ممداً على الأرض تحت ركبته ربع ساعة.ومقابل اعترافه، تم الاتفاق على أن يقضي شوفين عقوبته في سجن فيدرالي بدلاً من سجن الولاية الذي يخضع لإجراءات حراسة مشددة يتم احتجازه فيه حالياً في حبس انفرادي.ودان القضاء الفيدرالي في فبراير/ شباط الماضي، ثلاثة شرطيين آخرين لم يتحركوا خلال محنة فلويد، واتهمهم القضاء أيضاً بالتواطؤ في القتل. واعترف أحدهم وهو توماس لين، بأنه مذنب وسيصدر الحكم عليه في سبتمبر/ أيلول المقبل.ومن المقرر أن تبدأ محاكمة الشرطيين الاثنين الآخرين تو ثاو وألكسندر كوينغ في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version