قال ناشطون في تشيكيا إن نداء لجمع تبرعات نقدية وعينية لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين لم يجمع هبة؛ بل أثار جدلاً حول الكلفة التي بدأت دول أوروبا الشرقية تتكبدها جراء عبء اللاجئين.
قالت الناشطة هريتسكيف الأوكرانية المقيمة في تشيكيا منذ أكثر من عشرين عاماً، إن «ردود الفعل على طلبات المساعدة تتباطأ أكثر. في بداية النزاع، أظهر الناس استجابة فاقت التوقعات».
ويتقاطع كلام هريتسكيف مع استخلاصات العديد من المنظمات الإنسانية في أوروبا الشرقية، في وقت تستقبل بلدان المنطقة مئات آلاف اللاجئين هرباً من النزاع معظمهم من النساء والأطفال. وتعاني المنطقة على غرار باقي أوروبا التضخم الذي ازداد بفعل الصراع الأوكراني، الأمر الذي أرغم الأسر على الحد من نفقاتها.
وقالت إستير باكوندي كيس المتطوعة في المنظمة غير الحكومية المجرية «هابيتات فور هيومانيتي» والتي تولّت تنسيق برنامج لإيواء اللاجئين، إن «الاندفاع للمساعدة تراجع منذ اندلاع الحرب». وأوضحت لوكالة فرانس برس «كنا نتلقى المزيد من العروض لتأمين مساكن في بداية الحرب».
كذلك تراجعت الهبات التي تتلقاها المنظمة غير الحكومية السلوفاكية «بيبل إن نيد» من 650 ألف يورو في فبراير/شباط ومارس/آذار إلى 85 ألف يورو في مايو/أيار، على ما أفادت المتحدثة باسمها سيمونا ستيكالوفا.
ورأت سفيلينا جورجييف التي تترأس معهد «زا دوبروتو» البلغاري «إنه أمر طبيعي. تثير قضية في صلب الأحداث الكثير من الالتزام، ثم يتراجع الاهتمام».
وأوضح عالم الاجتماع دانيال بروكوب من براغ أن «الفقر يهدد نسبة متزايدة من سكان» البلد. وقال لفرانس برس «في هذا السياق نخشى أن يحل الدعم لأوكرانيا محل المساعدة للسكان المحليين».
ورأت لافينيا فارودي التي تعمل في الفرع الروماني لمنظمة «سايف ذا تشيلدرن» غير الحكومية أن الشركات والأفراد «استنفدوا ميزانياتهم». وقالت «وحدها المنظمات الكبرى تواصل تقديم الهبات لأن لديها الموارد لصرف أموال خصيصاً للقضية الأوكرانية».
وأوضحت دومينيكا بشوكوفسكا الباحثة المتخصصة في الهجرة في جامعة وارسو أن «الدعم يبقى ضرورياً لكن الحاجات تتبدل». وأشارت إلى أن «الأوكرانيين يحاولون الاندماج في سوق العمل، لا يسعون للاستفادة من المساعدات، وهو أمر يثمنه البولنديون».
وفي جمهورية تشيكيا المجاورة حيث يقيم حوالى 400 ألف لاجئ، وجد 77 ألفاً منهم وظائف.
ومن بينهم امرأة قادمة من مدينة أوديسا مع ولديها، أقامت في منزل روسلانا في بداية النزاع في شباط/فبراير، وهي تعمل الآن في مخبز.
وأوضحت روسلانا التي تؤوي اليوم لاجئاً آخر «الشركات لا تؤمّن لهم عقوداً مستقرة، ما يطرح مشكلة. لكن هذا يسمح على الأقل بتوفير عمل لهم».
وتابعت «أبقى على الدوام على استعداد للانطلاق في سيارتي لتقديم المساعدة. أتلقى امتنان الذين أساعدهم، وهذه أجمل المكافآت».(أ.ف.ب)