قال عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، إن ميليشيات الحوثي بعيدة عن السلام العادل الذي ينشده اليمنيون. جاء ذلك خلال استقباله في مدينة مأرب، رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز وعدداً من قيادات الدفاع والأمن في المحافظة بمناسبة عيد الأضحى. وأوضح العرادة، أن ما قدّمه مجلس القيادة والحكومة من تنازلات هو من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية التي تتحمل ميليشيات الحوثي مسؤولية مضاعفتها واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية.
وأكد قائد أركان المنطقة العسكرية السادسة محمد بن راسية، استمرار خروق ميليشيات الحوثي للهدنة خلال أيام عيد الأضحى. وقال إن قوات الجيش أسقطت طائرة مسيّرة حوثية حاولت استهداف مواقع عسكرية في جبهة شرقي الجوف في أول أيام العيد. وأضاف أن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بوقف إطلاق النار ووقف التحشيد للجبهات، أو استحداث مواقع عسكرية، كما هو ملزم في اتفاق الهدنة الأممية.
من جانب آخر، أكدت بريطانيا ضرورة تفاوض الأطراف اليمنية لفتح طرق تعز، لتخفيف المعاناة الإنسانية جراء الحصار القاسي المفروض من قبل ميليشيات الحوثي. وحثت بريطانيا على لسان سفيرها لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، في بيان، الأطراف للانخراط بحسن نية في الجهود الذي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، بموجب الهدنة الإنسانية للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وشدد أوبنهايم في البيان الذي نشره على حسابه في «تويتر»، على ضرورة أن تُظهر جميع الأطراف وخاصة ميليشيات الحوثي، الاستعداد للتحرك نحو السلام، وذلك في خضم تعنت الانقلابيين ورفضهم تقديم أي تنازلات من أجل إنجاح الهدنة. ورحبت المملكة المتحدة بنتائج اللجنة العسكرية التي اجتمعت للمرة الثالثة في العاصمة الأردنية عمّان في 5 من يوليو/تموز الجاري، واعتبرت أن ذلك يعزز «الالتزام والتنسيق بين جميع الأطراف، في ما يتعلق بالهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة».
وأعرب البيان عن أمل بريطانيا أن «يسمح هذا الحوار المستمر بالمضي قدماً نحو وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية للصراع». وفي حين أكد البيان أن التفاوض على فتح الطرق، لا سيما في تعز، ضروري لتخفيف معاناة الأهالي وتحسين الوضع الإنساني، جدد دعم بريطانيا لجهود المبعوث الأممي لليمن وطالب جميع الأطراف بالعمل معه بحسن نية.
وتسبب حصار ميليشيات الحوثي لمدينة تعز في تفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، وتقيد تنقلات المواطنين داخلياً، خاصة الفئات الأشد ضعفاً والأطفال وكبار السن. ويعد فتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة من أهم بنود الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 من أبريل/نيسان الماضي، وتم تجديدها لشهرين إضافيين، في حين رعت الأمم المتحدة مفاوضات شاقة لفتح الطرق، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت ميليشيات الحوثي.