بيروت: «الخليج»

نقلت مصادر مقربة من رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي، أمس، أنه سيبذل جهداً مضاعفاً لتشكيل الحكومة التي عليها أن تباشر تنفيذ الإصلاحات كي تمكن لبنان من الحصول على مساعدة البنك الدولي، وهذا لا تستطيع فعله حكومة تصريف الأعمال، في حين رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي التلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية، مشدداً على اعتبار عدم تسهيل تأليف حكومة كاملة الصلاحيات عملاً تخريبياً.

وأكدت أوساط ميقاتي أنه قد يزور القصر الرئاسي بعد عودته من الخارج لاستكمال مباحثات تشكيل الحكومة مع الرئيس ميشال عون، وأنه منفتح على كل الملاحظات التي قد يتطرق لها وسيحمل معه إلى عون ثلاثة اقتراحات لتشكيل الحكومة جميعها قابلة للنقاش، وهو سيكون منفتحاً إلى أبعد الحدود، لكنه بالمقابل لن يتراجع عن سحب حقيبة الطاقة من «تكتل لبنان القوي»، وبالمقابل لن يقبل شروط النائب جبران باسيل.

من جهة أخرى، لفت البطريرك الراعي​، في عظته، أمس الأحد، إلى أن «المشكلة الأولى التي يعانيها ​لبنان​ هي المراوغة واللامبالاة المستمرة بموضوع ​تشكيل الحكومة​»، مشدداً على أن «عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات الدستورية، هو عمل تخريبي». وأكد أن «ترك البلد بلا حكومة في نهاية عهد وعشية الاستحقاق الرئاسي، يؤدي حتماً إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعية اللبنانية كجهة مفاوضة مع المجتمع الدولي، فتبقى قوى الأمر الواقع تتحكم في مصير لبنان»، مشيراً إلى أن «من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدولة وغضب المواطنين، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة تتم على حسابات لبنان».

وقال الراعي: «إننا نرفض مع شعبنا، التلاعب باستحقاق ​رئاسة الجمهورية​. نتمسك بضرورة احترام هذا الاستحقاق في وقته الدستوري، وانتخاب رئيس متمرس سياسياً وصاحب خبرة، محترم وشجاع ومتجرد، رجل دولة حيادي في نزاهته، وملتزم في وطنيته، ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحدياً لأحد، ويكون قادراً على ممارسة دور المرجعية الوطنية والدستورية والأخلاقية، وعلى جمع المتنازعين والشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي».

وأوضح أن «المشكلة الثانية هي متابعة المفاوضات بشأن ​ترسيم الحدود البحرية​ بين لبنان و​إسرائيل​، وتمكين لبنان من استخراج الثروات النفطية والغازية الموعودة، من دون أي انتقاص من حقوقنا الواضحة»، مركزاً على أن «نجاح هذه المفاوضات يتوقف أساساً على متانة وحدة الموقف اللبناني وراء الشرعية، وعلى عدم التشويش عليها وتعريضها للفشل».

وحدث تطور سياسي جديد في المشهد الداخلي اللبناني، تمثل في لقاء عقد بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والنائب فريد هيكل الخازن في منزل باسيل، حيث جرى البحث في الاستحقاقات الدستورية المقبلة وكيفية تعاون القوى السياسية وانفتاحها على بعضها لإخراج لبنان من الأزمة التي يتخبط فيها. وبحسب المعلومات، فإن اللقاء يأتي تمهيداً للقاء آخر يعدّ له الخازن لجمع باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في منزله، بهدف تنسيق الموقف بشأن الاستحقاق الرئاسي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version