بيروت – «الخليج»:

يراوح الوضح الحكومي في لبنان مكانه، من دون أن تلوح في الأفق بارقة حل ما، في وقت يستمر فيه الترقّب لعودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من الخارج ولقائه المفترض بالرئيس ميشال عون، على الرغم من أن الأوساط الرئاسية و«التيار الوطني الحر» باتوا على قناعة بأن ميقاتي يفضّل الاستمرار في وضعية تصريف الأعمال حتى نهاية ولاية عون، في حين شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على أنه ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلاً لاستخراج النفط والغاز، متمنياً ان يُحسم الموضوع مع إسرائيل.

وأكد عون، بحسب ما نقل عنه الوزير السابق وديع الخازن بعد استقباله له في القصر الرئاسي، أنه «مصر على إنصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربته لتشكيل الحكومة، لاسيما أن الأزمة الحكومية طالت أكثر مما يجب»، مؤكداً أن «المشاورات سوف تستمر لإنضاج حل سريع يؤدي إلى ولادة الحكومة الجديدة». واستبعدت مصادر سياسية تشكيل حكومة في الأشهر التي تسبق الاستحقاق الرئاسي، كما استبعدت أيضاً انتخاب رئيس جمهورية، وتوقّعت دخول لبنان في أزمة أصعب بكثير من الأزمة الحالية.

وسط هذا العقم السياسي، تبقى الأوضاع المعيشية في لبنان بلا حلول جذرية، والإضرابات تفتك بالقطاعات كلّها، خصوصاً العامة منها، فيما تحاول السلطة «تدبيج» العلاجات. وفي هذا الإطار، يعقد، غداً الاثنين، اجتماع في السراي الحكومي برئاسة ميقاتي وحضور وزير المال يوسف الخليل لعرض مجموعة من الاقتراحات المتّصلة بإنهاء إضراب موظفي القطاع العام. وجرى التحضير للاقتراحات التي ستعرض في هذه الجلسة، في اجتماع عقد في معهد باسل فليحان، حيث يجري تحضير ورقة تتضمن زيادة تدريجية لأجور العاملين في القطاع العام من دون أي ذكر لشكل هذه الزيادة، أو لتمويلها سواء عبر السياسة النقدية أو من خلال الخزينة.

من جهة أخرى، قال ​البطريرك الراعي​، خلال عظة الأحد، إنه «ليس بمقدور ​لبنان​ أن ينتظر طويلاً لاستخراج ​النفط والغاز​، ونتمنى من ​الولايات المتحدة​ ان تحسم الموضوع مع ​إسرائيل​». وأكد الراعي، أن «الشعب ينتظر حلولاً انقاذية ويأمل أن تنحسر عنه الأزمات»، لافتاً الى أن «المشاكل السياسية تضعف الثقة بالسياسيين والمسؤولين، كما تضعف ثقة الخارج بلبنان». وطالب الراعي، القوى السياسية أن «تبتعد عن أجواء التحدي في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحد وجودي في تاريخه»، مشيراً الى أن «هذه التحديات تعسر انتخاب رئيس جمهورية، وهذا التعسر نرفضه بشدة»، متمنياً من القوى السياسية أن «يتموضعوا لانتخاب رئيس جمهورية يحمل القضية اللبنانية».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version