أطلقت الشرطة السودانية، أمس الأحد، قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، فيما فر الآلاف من السكان في ولاية النيل الأزرق بعد مقتل العشرات في أحداث عنف قبلية، في حين دعت كل من السفارة الأمريكية في الخرطوم، ورئيس البعثة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، فولكر بيرتس، السلطات الى حماية المدنيين وتقديم مساعدات علاجية للمحتاجين، وإلى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام.

ويأتي هذا التحرك استكمالاً للتظاهرات التي دعا إليها معارضو الإجراءات التي نفذها قائد الجيش العام الماضي.

انتشار أمني

ومنذ صباح أمس الأحد، انتشرت قوات الأمن السودانية في شوارع الخرطوم استباقاً لهذه الدعوات.

وانتشرت القوات العسكرية في العاصمة صباح أمس، ووضعت كتلاً خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، بهدف إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر الجيش، المكان المعتاد للتظاهرات.

وخارج العاصمة السودانية، خرج متظاهرون للمطالبة بالحكم المدني بعاصمة ولاية الجزيرة ود مدني التي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم.

وقال أحد منظمي التظاهرة ويدعى عمار محمد «قررنا أن تتوجه التظاهرة إلى مستشفى مدني للتبرع بالدم لأشقائنا جرحى القتال القبلي في ولاية النيل الأزرق».

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قُتل 114 متظاهراً، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.

ويضع المتظاهرون أمس الأحد في مقدم شعاراتهم ولاية النيل الأزرق حيث خلّفت اشتباكات قبلية 65 قتيلاً وأكثر من 160 جريحاً منذ بداية الأسبوع.

وأفاد سكان في الولاية قناة «سكاي نيوز عربية»، أمس، بفرار الآلاف من السكان، إثر الاشتباكات القبلية.

وقال شهود عيان إن خدمات إسعاف وعلاج الجرحى تواجه صعوبات بالغة بالنظر لنقص الكوادر الطبية والأدوية.

عنف قبلي

أفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت أمس في منطقة الروصيرص في النيل الأزرق والتي شهدت أحداث عنف السبت، ما دفع السلطات الأمنية إلى فرض حظر تجول بالمنطقة من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.

كما أصدر حاكم الولاية أحمد العمدة قراراً «بحظر التجمعات والمواكب لمدة شهر» اعتباراً من الجمعة.

وكان مسؤول طبي بمستشفى الروصيرص أشار السبت الى «نفاد أدوات الإسعافات الأولية».

وطالبت لجنة أطباء السودان المركزية «وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع الولاية لتلبية معينات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات علاجية متقدمة».

قلق عميق

من جهة أخرى، عبّرت السفارة الأمريكية في الخرطوم، أمس الأحد، عن شعورها ب«قلق عميق» من التقارير عن مقتل وإصابة العشرات في ولاية النيل الأزرق.

وقالت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في السودان، لوسي تاملين، في تغريدة على حسابها في تويتر: «نشعر بقلق عميق من التقارير التي تفيد بوقوع أعمال عنف طائفي في ولاية النيل الأزرق أسفرت عن مقتل 65 شخصاً وإصابة العشرات».

وأضافت: «نحث مجتمعات النيل الأزرق على عدم السعي إلى الانتقام، ولكن الانخراط في الحوار».

كما حثت تاملين «السلطات على حماية المدنيين وتقديم مساعدات علاجية للمحتاجين في النيل الأزرق».

بدوره، دعا رئيس البعثة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان «يونيتامس»، فولكر بيرتس، سكان ولاية النيل الأزرق إلى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام.

وأعرب عن قلقه وحزنه إزاء الأحداث التي تشهدها الولاية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية «سونا».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version