قُتل 13 شخصاً منهم طفل وأصيب 30، في اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الخميس/الجمعة، بين مجموعتين مسلحتين في العاصمة الليبية طرابلس وتجددت ظهر أمس الجمعة، بعد هدوء وجيز، في حين نجحت جهود المجلس الرئاسي في وقف إطلاق النار، وقبلت مليشيا الردع بوقف الاشتباكات،وأقال الرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أيوب بوراس من رئاسة جهاز الحرس الرئاسي، ودعا سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، جميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة في ليبيا، في حين أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات، وطالبت بالتحقيق في الأحداث، وأيضاً بتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم.

وعادت الاشتباكات، أمس الجمعة، مع تبادل إطلاق نار كثيف شرقي المدينة قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي، حيث لجأ الكثير من الناس خلال الليل هرباً من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية، ومراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

واندلعت الاشتباكات العنيفة في الأحياء الشرقية لطرابلس بعيد منتصف ليل الخميس، ما أثار ذعراً بين السكان في الشوارع المزدحمة والحدائق في ليلة صيفية حارة.

وأسفرت الاشتباكات عن «13 قتيلاً بينهم ثلاثة مدنيين أحدهم طفل يبلغ 11 عاماً، و30 جريحاً»، حسبما نقلت قناة ليبيا الأحرار عن جهاز الإسعاف، أمس الجمعة.

وأشار مصور وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع الليبية تدخّل صباح الجمعة لوقف الاشتباكات، ووضع مركباته المسلحة في منطقة عازلة على دوار الفرناج (شرقي طرابلس)، قبل أن يتم استهدافه بنيران كثيفة.

وكان المتحدث باسم جهاز الإسعاف أسامة علي قد أعلن أن 60 طالباً علقوا في مباني سكن جامعي بسبب الاشتباكات. وأُرسلت سيارات إسعاف لإجلائهم إلى مستشفى طرابلس. وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات العربات التي تركها أصحابها هرباً من إطلاق النار.

واندلعت الاشتباكات بين مليشيات «الردع» و»الحرس الرئاسي» بإمرة أيوب أبوراس، حيث اختطفت مليشيات الأخير أحد أفراد المليشيا الأولى.

وتمكنت مليشيات الردع من السيطرة على 90% من مقرات بوراس والمليشيات الموالية المنتشرة جنوب وغربي العاصمة.

تحويل الرحلات القادمة لمعيتيقة

وحوّلت الخطوط الجوية الليبية رحلاتها القادمة من القاهرة، وخطوط العالمية (غلوبال) القادمة من بنغازي، والتي كان من المقرر أن تهبط في مطار معيتيقة القريب من موقع الاشتباكات، إلى مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومتراً شرقي طرابلس.

وأوقفت إدارة مطار معيتيقة الحركة الجوية حتى إشعار آخر.

ونجحت جهود المجلس الرئاسي، في وقف إطلاق النار،الذي قبلت به مليشيات «الردع» بعد ضمانات قدمها الرئاسي، بالإفراج عن الضابط التابع لها، والذي اختطفته مليشيات بوراس.

المنفي يقيل بوراس

وأقال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أيوب بوراس من رئاسة جهاز الحرس الرئاسي، وكلف العميد عبدالعاطي دياب بديلاً عنه.

وكان«الرئاسي» دعا في بيان له، أمس، أطراف الصراع من الميليشيات المتناحرة إلى العودة إلى مقارهم، ووقف القتال فوراً، وكلف محمد الحداد رئيس الأركان في المنطقة الغربية، بسرعة بفض الاشتباكات.

وقال إن على النائب العام والمدعي العام العسكري فتحا تحقيقاً شاملاً في أسباب الاشتباكات.

وحثّ «الرئاسي» وزيري الداخلية والدفاع في حكومة الوحدة منتهية الصلاحية، على اتخاذ التدابير الضرورية لفرض الأمن داخل طرابلس.

وفي تطور مفاجئ أقال رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، وزير داخليته خالد مازن، وأحاله إلى التحقيق. وكان الدبيبة قد قلد مازن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رتبة لواء، بمناسبة العيد ال57 ليوم الشرطة الليبية، «باعتباره أول شرطي يتقلد هذه الرتبة».

نورلاند للابتعاد عن أي أعمال أحادية

ودعا سفير أمريكا ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، جميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة في ليبيا. وكتب السفير الأمريكي في سلسلة تغريدات: «لقد كررنا دعوتنا لجميع الفاعلين السياسيين إلى الابتعاد عن أي أعمال أحادية يمكن أن تؤدي إلى اشتباكات مسلحة، وهي نقطة حرجة، لا سيما في ضوء التقارير عن سقوط ضحايا بين عشية وضحاها» في ليبيا.

البعثة الأممية تطالب بالتحقيق

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات، وطالبت بالتحقيق في الأحداث وأيضاً تحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم، وقالت إن أي فعل يعرض أرواح المدنيين للخطر غير مقبول.

ودعت البعثة جميع الليبيين لبذل كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس. واعتبرت أن على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتها عبر الحوار والتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الوطني والدولي، إزاء حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version