اندلعت اشتباكات مسلحة، أمس السبت، في ضواحي مدينة مصراتة الليبية، بين ميليشيات موالية لرئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة وأخرى داعمة لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، بعد ساعات دامية شهدتها العاصمة طرابلس، فيما قال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إن اشتباكات مصراتة «تؤكد ضرورة الاتفاق (فوراً) على مسار لإجراء الانتخابات، بما يمكن من تشكيل حكومة موحدة شرعية»، في حين طالبت المستشارة الأممية، ستيفاني وليامز، بمحاسبة الجناة في أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها طرابلس.
فقد بدأت المواجهات بعدما قامت ميليشيات «لواء المحجوب» الموالية لباشاغا بالرماية على ميليشيات «قوة العمليات المشتركة» المحسوبة على الدبيبة، أثناء مرورها بالطريق الساحلي في اتجاه طرابلس، وكلتاهما تنتميان لمدينة مصراتة، وهو ما تسبّب في إغلاق الطرقات.
وحسب شهود عيان، شهدت بوابة الدافنية بمصراتة، وطريق زرييق المحاذي للسواحل المطلة على البحر المتوسط، تبادل لإطلاق النار.
وتسببت هذه الاشتباكات في ذعر المواطنين المستخدمين للطريق الساحلي، واضطر بعضهم لترك السيارات في مدخل البوابة هرباً من الرصاص الحي الذي كان يتطاير فوق الرؤوس، وفق شهود العيان.
تعزيزات عسكرية
وتحدثت مصادر محلية عن تحرك تعزيزات عسكرية وأرتال مسلّحة من الطرفين إلى موقع الاشتباكات، وهو ما ينذر بتصعيد عسكري محتمل، وسط مخاوف من اندلاع قتال بالمدينة، على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين، كما أشارت إلى وجود محاولات للوساطة لإنهاء هذه الاشتباكات.
تأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من مواجهات مماثلة بين أكبر ميليشيات طرابلس، استخدمت فيها كلّ أنواع الأسلحة، وأسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة العشرات.
وفي وقت سابق، استنكر رئيس البرلمان عقيلة صالح، الاشتباكات المسلحة بطرابلس وتعريض أرواح المدنيين للخطر.
بدورها، أكدت الناطقة باسم الهلال الأحمر الليبي حنان السعيطي، أن فرق الإسعاف والطوارئ بفرع طرابلس عمل على إخلاء العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات خلال ساعات الليل.
وقالت إنه تم الاتفاق مع أطراف على«هدنة» استطاع من خلالها فريق الاستجابة بإخلاء أكثر من 117 عائلة أي ما يقارب 585 فرداً.
نورلاند يحذر من تصاعد العنف
من جهة أخرى، قال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند إن اشتباكات مصراتة «تؤكد ضرورة الاتفاق (فوراً) على مسار لإجراء الانتخابات، بما يمكن من تشكيل حكومة موحدة شرعية».
وأوضح السفير أنه من الضرروي «تبني السياسيين الليبيين على الفور مساراً متفقاً عليه لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحقّ لخدمة مصالح جميع الليبيين»، وفق بيان نشرته السفارة على حسابها بموقع «تويتر». وأضاف أن الاشتباكات تظهر أيضاً «الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد»، داعياً جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من بين الجماعات المسلحة على الانسحاب لتجنّب التصعيد والمزيد من الخسائر في الأرواح.
وشدد على أن «الجهود المسلحة سواء لاختبار الوضع السياسي الراهن أو الدفاع عنه تنطوي على مخاطر بإعادة ليبيا إلى حقبة اعتقد مواطنوها أنها مضت وولّت»، مؤكدة أنه سيجري محاسبة المسؤولين عن مثل هذا السيناريو.
وليامز غاضبة
من جهتها، طالبت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الليبية، ستيفاني وليامز، بمحاسبة الجناة في أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها طرابلس.
وقالت وليامز على حسابها في«تويتر»: «أنا غاضبة من أعمال العنف التي اندلعت في طرابلس الليلة قبل الماضية، التي راح ضحيتها العديد من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال كانوا في حفل زفاف».
وأضافت :«يعد الاستخدام العشوائي للأسلحة في منطقة حضرية مكتظة بالسكان دون حماية المدنيين انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وجريمة يعاقب عليها القانون»، مشددة على ضرورة أن يتوقف القتال، وحماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمس بطرابلس، لوفد من بلدية الساحل، أن كل بلديات ليبيا جزء من مشروع الرئاسي للمصالحة الوطنية.
(وكالات)