متابعة: ضمياء فالح
سبب الهولندي إيريك تن هاج مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي الجديد الحرج لمواطنه الأسطورة يوهان كرويف بسن الـ13 وذلك في برنامج تلفزيوني عام 1984.
تلميذ كرويف، صانع مجد إياكس في السبعينات، لم يتهيب من سؤال معلمه في برنامج «Cruyff &Co» القائم على تدريب مجموعة من الأولاد ثم الجلوس لاحقاً لينصت لأسئلتهم حول اللعبة.
في عام 1984 وصلت مجموعة من الأولاد من أكاديمية نادي توينتي، ولفت الصبي هاج الأنظار بتوجيهه أكبر كم من الأسئلة عن تكتيك كرويف وقال له: «ما هي أفضل طريقة لتطوير التكتيك الذي تعتمده؟» فأجابه كرويف: «تطوير التكتيك بسيط جداً، عليك أن تمارسه عبر التمرينات يوماً بعد يوم. هذا هو أهم شيء يمكن أن تفعله لتطوير التكتيك».
وعندما دار الحديث عن كيفية بث الحماس في نفوس اللاعبين سارع هاج ليقول لكرويف: «عليك أن تكون حذراً في التعامل مع الناشئين ولا تصرخ عليهم لأن الصراخ على اللاعب قد يكسره نفسياً ويفكر بترك اللعبة إلى الأبد. في فرق الكبار سواء في توينتي أو إياكس لا مشكلة من توجيه اللاعبين. ربما يقول المدرب كلمات قاسية لهم لأنهم يتمرنون يومياً ويكررون نفس الأخطاء كل أسبوع وأعتقد أن المدرب له الحق في توبيخهم»، فقال له كرويف: «إذن، أنت تقول إن هناك فرقاً بين اللاعب المحترف واللاعب الناشئ في كرة القدم؟» ليجيبه هاج: «نعم».
ويتابع كرويف حديثه مع الصغار ويشرح لهم ما يتوجب على اللاعب قوله في حال استبدله المدرب أثناء المباراة وقال: «في كرة الناشئين عندما يرتكب اللاعب خطأ مثل عرقلة لاعب من الخلف على سبيل المثال، يخرج من الملعب فوراً مهما كانت نتيجة المباراة ومهما كان موهوباً. عليه أن يخرج من المباراة لأنه لا يجب تشجيع مثل هذه التصرفات لأنها بلا طائل».
قبل رحيل هاج عن إياكس في الذكرى الـ75 لعيد ميلاد كرويف الذي رحل في 2016، أهدى التسجيل لقناة تعمل على وثائقي حول أسطورة برشلونة ويعلق: «كنت من أشد المعجبين به بسبب أسلوبه في اللعب ولأنه كان أول لاعب يتألق في ناد كبير خارج هولندا وأيضاً بسبب تحويله إياكس إلى فريق كبير. كنت أسمع ما يقوله أعمامي عنه لأنني كنت صغيراً ولم أشاهده وهو يلعب. في ذلك اليوم أخذنا إلى جلسة تمرينات وتعلم كل واحد منا مهارة معينة ثم انضم إلينا في التمرينات وبعدها جلسنا في استوديو التصوير لنتحدث عن الجلسة».
يقول أحد أصدقاء هاج إنه وجه 7 من الـ10 أسئلة لكرويف وبعد اعتراضه على الرقم اعترف قائلاً: «حسناً، ربما كان هذا هو الحال».
ويتبع الهولنديون خطين في التدريب: الغالبية تتبع خط كرويف السلس، والأقلية تتبع خط لويس فان غال الذي كان يعتبره كرويف جامداً ولا يعطي الحرية لإبداعات اللاعبين الفردية.
لم يلتق هاج بكرويف شخصياً بعد تلك المرة ولا حتى عندما درب إياكس لكنه يعلق صورته في مكتبه ويقول: «صورته معلقة لسبب وجيه، كرويف اللاعب والمدرب الملهم لنا جميعاً، كرويف يتخطى الزمن ويبقى أسلوبه عصرياً وهذا شيء لا ينجح سوى القليل من المدربين في تحقيقه».
في البريميرليج، هناك تلميذ آخر لكرويف هو مدرب مانشستر سيتي الإسباني بيب جوارديولا، الذي منحه كرويف انطلاقته الأولى في برشلونة ولعب دوراً كبيراً في وسط الفريق الكتالوني الفائز بلقب أوروبا على حساب سمبدوريا الإيطالي في نهائي ويمبلي 1992. بقيت الأندية الإنجليزية على مدى سنوات مقاومة لإدخال أسلوب كرويف ومفضلة للتكتيك المباشر 2-4-4 لكن فلسفة كرويف دخلت البريميرليج أولاً عبر جوارديولا وثانياً عبر تن هاج.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version