(CNN)– قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل من وراء الكواليس لإبقاء الحلفاء الأوروبيين متحدين ضد روسيا مع قيام موسكو بقطع إمدادات الطاقة عن التكتل الأوروبي، ما أثار الذعر على جانبي المحيط الأطلسي بشأن احتمال حدوث نقص حاد في الغاز مع اقتراب فصل الشتاء.
وقالت شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة “غازبروم”، يوم الاثنين، إنها ستخفض التدفقات عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى ألمانيا من 40% إلى النصف 20 % فقط من طاقتها.
وذكر مسؤول أمريكي أن هذه الخطوة “كانت انتقاما للعقوبات الغربية”، وأنها تضع الغرب في “منطقة غير معلومة” عندما يتعلق الأمر بما إذا كان لدى أوروبا ما يكفي من الغاز لتجاوز الشتاء.
وفقا لمسؤولين، أرسل البيت الأبيض عاموس هوشستين، المنسق الرئاسي للطاقة العالمية، إلى أوروبا، يوم الثلاثاء، وذلك ردا على الاضطرابات، وسيسافر هوشستين إلى باريس وبروكسل لمناقشة التخطيط للطوارئ مع فريق عمل الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تم تشكيله في مارس/ آذار، بعد شهر واحد من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال المسؤول الأمريكي: “كان هذا أكبر مخاوفنا”، وأضاف أن التأثير على أوروبا يمكن أن يعود إلى الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء، وسيكون أيضا اختبارا رئيسيا لمرونة أوروبا ووحدتها ضد روسيا، حيث لا يُظهر الكرملين أي علامات على التراجع من أوكرانيا.
وتناشد الولايات المتحدة وبروكسل أعضاء الاتحاد الأوروبي توفير الغاز وتخزينه لفصل الشتاء، واتفق وزراء الطاقة من حيث المبدأ، يوم الثلاثاء، على خفض استخدام الغاز بنسبة 15٪ من أغسطس/ آب إلى مارس، مع بعض الامتيازات.
وقال مسؤولون إنه ستكون هناك أيضا مناقشات في الأيام المقبلة حول زيادة إنتاج الطاقة النووية في جميع أنحاء أوروبا لتعويض نقص الغاز.
وذكر مسؤول أن ألمانيا كانت تخطط للإلغاء التدريجي لاستخدامها للطاقة النووية بحلول نهاية عام 2022، لكن المسؤولين الأمريكيين يأملون في إقناع ألمانيا بإطالة عمر محطاتها النووية الثلاثة المتبقية وسط أزمة الطاقة.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون، الذين كانوا على اتصال وثيق بشكل خاص بالمسؤولين الألمان والفرنسيين حول هذا الموضوع، بقلق بالغ من أن أوروبا قد تواجه نقصا خطيرا في الغاز مع حلول فصل الشتاء، وذلك لأن أوروبا ستكافح لملء احتياطياتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث يوفر “نورد ستريم 1” جزءا صغيرا فقط من قدرتها.
وقال المسؤولون إن الخفض بنسبة 15٪، إلى جانب زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى أوروبا، بما في ذلك من الولايات المتحدة ، من غير المرجح أن يكون كافيين لتعويض النقص.
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي، يوم الثلاثاء: “هذه حرب غاز مفتوحة تخوضها روسيا ضد أوروبا الموحدة”.
وقال المسؤول الأمريكي إنه من الواضح أن الروس “يهاجمون ويحاولون زعزعة استقرار أوروبا لأنهم لا يحققون أهدافهم في أوكرانيا”.
ووصف متحدث باسم مجلس الأمن القومي تحركات روسيا بأنها “محاولاتها الأخيرة لاستخدام الغاز الطبيعي كسلاح سياسي واقتصادي”.
وأضاف: “فرضت روسيا ضغوطا على أسواق الطاقة ما أدى إلى رفع الأسعار على المستهلكين، وتهديد أمن الطاقة العالمي”، وتابع أن”هذه الإجراءات تؤكد فقط على أهمية العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية لإنهاء اعتمادنا على الطاقة الروسية”.
وقال: “سنواصل العمل مع شركائنا الأوروبيين لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية ودعم جهودهم للتحضير لمزيد من زعزعة الاستقرار الروسي في أسواق الطاقة”.