تونس: الخليج

شدد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، أمس الجمعة، على استقلال القرار الوطني، ورفضه لأي شكل من أشكال التدخل في الشأن الوطني، مؤكداً أن تونس دولة حرّة مستقلّة ذات سيادة، وأن سيادتها واستقلالها فوق كل اعتبار.

وجاءت تصريحات سعيّد في وقت تسود فيه حالة من الغضب في تونس بشأن الموقف الأمريكي المعلن حول عملية الاستفتاء على الدستور ونتائجها، ما اعتبر على نطاق واسع تدخلاً في شؤونها الداخلية.

وأشار سعيّد خلال لقائه بقصر قرطاح، مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي،أيضاً إلى أن من بين المبادئ التي يقوم عليها القانون الدولي مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وردد سعيّد «لا صوت يعلو في بلادنا فوق صوت الشعب، فالدولة التونسية تتساوى في السيادة مع كل الدول كما تنص على ذلك مبادئ القانون الدولي، وأن السيادة داخل الدولة هي للشعب التونسي الذي قدم آلاف الشهداء من أجل الاستقلال والكرامة الوطنية».

وصدرت بعد الاستفتاء بيانات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمحت إلى تدني نسبة الاقتراع على الدستور الجديد، وإلى الحاجة إلى حوار وطني يشمل المعارضة ويفضي إلى الاتفاق على إصدار قانون انتخابي شفاف قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في ديسمبر المقبل،مشيرة إلى مخاوفها مما جاء في الدستور الجديد بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية.

بدورها،أعلنت منظمات وأحزاب موالية للرئيس سعيّد عن رفضها للموقف الأمريكي على وجه الخصوص، واعتبرته تدخلاً في شأن سيادي لتونس.

وقال مجلس الهيئة الوطنية للمحامين: إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية وتصريحات السفير الأمريكي بتونس تمثل تدخلاً سافراً وفجاً في الشأن الداخلي التونسي وتعدياً على السيادة الوطنية، يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية وينتهك أحكام المادة 3 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تنظم مهام البعثات الدبلوماسية والمادة 41 التي تحجر على الممثل الدبلوماسي التدخل في الشؤون الداخلية للدول. واستهجن المجلس الإشارات المبطنة للجيش التونسي محذراً من أي تدخل في تكوين عقيدته أو تحديد أدواره ومهامه، باعتباره درع البلاد وسندها والحامي لوحدتها وسلامتها.

ودعا الكاتب العام بالرابطة التونسية لحقوق الإنسان إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية تنديداً بتدخل واشنطن.

ورفض حزب التيار الشعبي التصريحات الأمريكية،واعتبرها«تدخلاً سافراً على إرادة الشعب التونسي».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version