اختتم مركز تريندز للبحوث والاستشارات مشاركته الفعالة في مؤتمر «معاداة السامية العالمية.. إعادة النظر في أزمة الحداثة»، الذي نظمه معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية، بالتعاون مع معهد وولف، خلال الفترة من 31 يوليو/ تموز، إلى 2 أغسطس/ آب الجاري في جامعة كامبريدج – المملكة المتحدة، كاشفاً الدور الخطير الذي تقوم به جماعات «الإخوان المسلمين» في التحريض على الكراهية ونشرها، ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما في العالم كله، فهذه الجماعة ليست معادية للسامية فقط، بل معادية للإنسانية.

كما بحث «تريندز»، على هامش مشاركته في المؤتمر، سبل تعزيز التعاون والشراكة البحثية والعلمية مع عدد من المؤسسات البحثية ومراكز الفكر والدراسات في المملكة المتحدة، بهدف دعم لغة الحوار وتبادل الرؤى والأفكار البحثية، والتخطيط لعدد من المشاريع العلمية المشتركة مع مؤسسات الفكر العالمية؛ ما يسهم في رفد مجال البحث العلمي بدراسات قيّمة وأبحاث رصينة.

معاداة الإنسانية

وطرح محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي للمركز في جلسة «معاداة السامية في الشرق الأوسط» ضمن مؤتمر «معاداة السامية العالمية.. إعادة النظر في أزمة الحداثة»، ورقة بعنوان: «معاداة الإنسانية.. دور الإخوان المسلمين في التحريض على الكراهية»، أكد خلالها أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً ملحوظاً في حملات الكراهية التي تشنها «جماعة الإخوان» الإرهابية، لبثّ الفتن والصراعات، سواء بين أبناء المجتمع الواحد، أو بين شعوب المنطقة، لقطع الطريق على كل محاولات التعايش السلمي بين الشعوب، القائم على التسامح والإنسانية ونبذ العنف.

وذكر أن «الجماعة» تواصل التحريض على كراهية الآخر، بعد تزايد الرفض المجتمعي لأفكارها المنحرفة، التي تحض على العنف والإرهاب؛ ما جعلها توضع على قوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية.

حتمية المواجهة

وأشار العلي إلى أن خطاب الكراهية «الإخواني» يتميز عن غيره من الخطابات الأخرى المتطرفة بالشمولية والتوسع المُفرط في العداء، ليشمل كل من يعارض «الجماعة»؛ ما يجعل عناصر هذه الجماعة الإرهابية على قناعة بأنهم في حالة عداء دائم مع الآخر، وهذا قد مهد الطريق لبروز مفاهيم في غاية التطرف، على غرار مفهوم «حتمية المواجهة»، الذي يعني عدم قبول الآخر ورفض التعايش معه، وبالتالي ضرورة إخضاعه، ولو بالقوة المسلحة، تحت مسمى «الجهاد»، واعتبار ذلك سُنة كونية لا مفر منها.

وبيّن أنه من الملاحظ أن «جماعة الإخوان»، منذ نشأتها عام 1928، تتخذ من خطاب الكراهية ضد الآخر وسيلة للحشد والتجنيد، عبر الادعاء بوجود مؤامرة ضد الإسلام يقودها الغرب المسيحي، ولا سبيل لمواجهتها إلا بالانخراط في صفوفها، كما أنها صدّرت للشباب في المنطقة العربية أن بعض الأنظمة السياسية متواطئة في تلك المؤامرة، ومن ثَم لا مفر من مواجهتها بكل الطرق.

أيديولوجيا الكراهية

وقال العلي، إن أدبيات «الإخوان» تفيض بالكراهية تجاه الآخر، بدءاً من رسائل مؤسسها حسن البنا، ومروراً بمؤلفات تلميذه سيد قطب، وانتهاءً بآراء منظّريها الحاليين، من أمثال يوسف القرضاوي، حتى أصبحت الكراهية جزءاً من عقيدة «الإخوان»، وتحولت مع مرور الوقت إلى نسق وثقافة وفكر أيديولوجي، تتشكل منه مواقفهم وتصوراتهم السلبية والخطيرة تجاه مجتمعاتهم، والعالم الخارجي.

عداء طائفي

وأوضح العلي أن الكراهية التي تنشرها «جماعة الإخوان» باتت تشكل خطراً على وحدة المجتمعات وتماسكها الداخلي، في ظل استمرارها في نشر خطابات العداء الطائفي تجاه أبناء الديانات الأخرى، على غرار حملاتها المحرضة على الأقباط في مصر عقب ثورة 30 يونيو.

استغلال القضايا الإسلامية

وذكر أن «جماعة الإخوان» استغلت الاهتمام الجماهيري بالقضايا الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، لنشر خطابات الكراهية ضد السلام، وضد كل خطوة يمكن أن تسهم في التعاون بين شعوب المنطقة، وإبعاد شبح الحرب والصراعات عنها.

تعزيز ثقافة التسامح

وأكد العلي ضرورة أن تتخذ الدول والشعوب المحبة للسلام موقفاً حاسماً لمواجهة كل خطابات الكراهية، وفي مقدمتها الخطاب الإخواني، عبر تعزيز ثقافة التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتكريس مبدأ العيش الواحد القائم على الإنسانية، وهو النموذج الذي كرسته دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت نموذجاً يحتذى في التعايش الإنساني بين أصحاب الديانات والعرقيات والثقافات المختلفة، ومكافحة الكراهية بمختلف أشكالها، وهو ما أكده إصدارُها في 15 يوليو/ تموز 2015 مرسوماً يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version