بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر المسائل المتعلقة بأمن الطاقة، فيما اتهم المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس موسكو بعرقلة تسليم توربين خط الأنابيب «نورد ستريم 1».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن بوتين التقى مع المستشار الألماني الأسبق شرودر في موسكو وناقش معه المسائل المتعلقة بأمن الطاقة.

وأضاف: «طبعاً المستشار الأسبق، كما وجميع الذين يفكرون ويفهمون في أوروبا، قلق للغاية بشأن الوضع الحقيقي للأمور ويخشى من أزمة الطاقة المندلعة في أوروبا».

وأشار إلى أن شرودر، أعرب عن قلقه من عدم وجود آفاق مشرقة على الإطلاق في قطاع الطاقة وطلب من بوتين شرح رؤية الجانب الروسي للوضع.

وخاصة بعد انخفاض كميات الغاز الذي يضخ عبر السيل الشمالي 1 من 167 مليون متر مكعب يومياً إلى نحو 30 مليوناً. وقام بوتين بتقديم شرح شامل ومفصل للمستشار السابق. ونوه بأن السبب في ذلك كان الوضع المتعلق بالتوربينات، وتم إصلاح أحدها في كندا ومن ثم نقله إلى ألمانيا.

والموضوع وما فيه أن الجانب الألماني، وبالتحديد شركة سيمنس، نفذت هذا المشروع بأكمله وفقاً للقانون البريطاني وتحت الاختصاص البريطاني، وحتى الصيانة بموجب العقود الحالية تم تنفيذها ليس من قبل المكتب المركزي للشركة الألمانية؛ بل من شركة بريطانية تابعة لشركة سيمنس.

وشدد على أن غازبروم بصفتها مالكة التوربينات والمورد للغاز، يجب أن تستلم وثائق تفيد بأن هذه التوربينات ليست خاضعة للعقوبات، وكذلك أوراق عن الحالة الفنية. حتى الآن لم يتم استلام مثل هذه الوثائق.

وأكد بيسكوف أن شرودر بالذات سأل عما إذا كان من الممكن، من الناحية الافتراضية، تشغيل خط «السيل الشمالي-2» في حالة الأزمة. ولم يكن الرئيس بوتين المبادر إلى فتح هذا الموضوع ولم يقترح تشغيله؛ بل فقط قال إن ذلك ممكن من الناحية التكنولوجية. لقد تم تنفيذ عمل كبير جداً وهذا المشروع عبارة عن آلية معقدة وهو جاهز للاستخدام.

من جهته اتهم المستشار الألماني شولتس، الأربعاء، روسيا بأنها مسؤولة عن عرقلة تسليم توربين موجود حالياً في ألمانيا ولا يمكن تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 بشكل طبيعي من دونه، كما تقول موسكو.

وبينما خفضت روسيا حجم شحنات الغاز مؤكدة ضرورة تسلم التوربين، قال شولتس «لا يوجد سبب يمنع التسليم»، موضحاً أن كل ما على روسيا فعله هو تقديم المعلومات الجمركية الضرورية لنقله إلى روسيا، خلال زيارته لمصنع «سيمينز» في مولهايم أن در رور (غرب)؛ حيث يوجد هذا التوربين.

وخفضت روسيا عمليات التسليم عبر نورد ستريم 1 بحجة عدم تسلمها توربيناً أرسل للصيانة في كندا. وكانت ألمانيا وكندا وافقتا على إعادة المعدات إلى روسيا، لكن التوربين لم يصل بعد إلى وجهته النهائية.

لطالما اعتبرت برلين ذلك مجرد ذريعة وقرار سياسي للتأثير على الغربيين على خلفية الحرب في أوكرانيا. ورأى شولتس أن موسكو بذلك تبعث رسالة معقدة إلى العالم بأسره من خلال التشكيك في رغبتها في الوفاء بالتزاماتها في المستقبل.

سينعكس قطع الإمدادات الروسية أو خفضها بشكل كبير، سلباً على الاقتصادات الأوروبية. وألمانيا هي أكبر قوة اقتصادية في القارة، إلا أنها الأكثر عرضة للأثر السلبي لذلك نظراً لاعتمادها الكبير على واردات الغاز من روسيا.

ويتهم الغربيون موسكو باستخدام الغاز كسلاح سياسي رداً على العقوبات التي تم فرضها بعد الهجوم على أوكرانيا. يقول الكرملين، من جانبه، إن العقوبات هي أصل المشاكل الفنية التي تتعرض لها البنية التحتية للغاز، وبالتالي فإن أوروبا تعاني التدابير التي تفرضها على روسيا. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version