نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– وعد جو بايدن عندما كان مرشحا للرئاسة في عام 2019 بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة”، بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان. في مواجهة الواقع الاقتصادي وبعدما أصبح رئيسا، تراجع بايدن.

مع اقتراب أسعار البنزين من مستويات قياسية وتزايد مخاوف التضخم، زار بايدن المملكة العربية السعودية الشهر الماضي. وقام بمصافحة القبضة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قدرت الاستخبارات الأمريكية أنه “وافق على عملية اعتقال أو قتل” الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.

غادر الرئيس المملكة العربية السعودية دون موافقة علنية من المملكة للمساعدة في أسعار النفط، لكن مسؤولي البيت الأبيض أعربوا عن تفاؤلهم بأن المساعدة في الطريق بالفعل.

الآن، من الواضح أن مقامرة بايدن السياسية بالتعامل بلطف مع محمد بن سلمان لم تكن مثمرة بشكل كبير يشعر به الأمريكيون في محطات الوقود، على الأقل حتى الآن.

أعلنت “أوبك بلس”، الأربعاء، عن اتفاق على زيادة إنتاج النفط، ولكن فقط بكمية رمزية تبلغ 100 ألف برميل باليوم. وهي لا تكفي لتحريك مؤشر السوق في عالم يستهلك 100 مليون برميل من النفط يوميا. وتوضيحًا للسياق، كانت “أوبك بلس” قد زادت الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في نهاية يونيو/ حزيران الماضي.

وقال بوب مكنالي، رئيس شركة استشارات الطاقة Rapidan Energy Group، لشبكة CNN، إن الزيادة الأخيرة التي أعلنتها “أوبك بلس”، الأربعاء، “ضئيلة، وغير محسوسة تقريبًا”. وأضاف أنها أقل نسبة زيادة في الإنتاج في تاريخ أوبك.

وتابع مكنالي بالقول إن “أوبك بلس زادت الإنتاج بأقل حد. والسوق تفسر ذلك على أنها خطوة أخف من الرفض”، معتبرا أنها “لفتة رمزية بحتة”.

وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، واصفين خطوة “أوبك بلس” بأنها “إهانة” نظرًا لرحلة بايدن إلى السعودية، الزعيم الفعلي لمجموعة الدول المنتجة للنفط.

قال مات سميث، كبير محللي النفط في شركة Kpler، لشبكة CNN، إنها “صفعة على الوجه لإدارة بايدن. هذه الرحلة، الاجتماع مع محمد بن سلمان، لم تنجح”.

وصف روبرت ياوغر، نائب رئيس العقود الآجلة للطاقة في شركة Mizuho، قرار “أوبك بلس” أيضا بأنه “صفعة على الوجه”. وقال ياوغر “يجب أن أقول إنني مندهش لأنهم ألقوا 100 ألف برميل فقط باليوم”.

البيت الأبيض يعتبرها “خطوة في الاتجاه الصحيح”

أقر البيت الأبيض بأن قرار “أوبك بلس” لن يؤثر بشكل كبير على سعر البنزين للأمريكيين.

ورد آموس هوشتاين، كبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض، على سؤال من CNN عما إذا كان لهذه الخطوة تأثير كبير، قائلا: “لا، ليس كذلك”.

وكان هوشتاين قد صرح لشبكة CNN في 19 يوليو/ تموز بعد زيارة بايدن للسعودية، بأنه “واثق تمامًا” من أن “أوبك بلس” ستتحرك لزيادة الإنتاج “نتيجة لمحادثات الرئيس”.

ووصف هوشتاين الزيادة التي أعلنتها “أوبك بلس”، الأربعاء، بأنها “خطوة في الاتجاه الصحيح”، لكنه امتنع عن الرد على ما إذا كان بايدن يشعر بخيبة أمل أم لا من الزيادة.

توتر الركود

بالطبع، قد تكون هناك أسباب مشروعة وراء قرار “أوبك بلس” عدم الاستجابة لدعوة بايدن لزيادة الإنتاج.

انتشرت مخاوف الركود في الأسابيع الأخيرة، مما زاد القلق في سوق النفط بشأن ضعف الطلب على الطاقة. أغلقت أسعار النفط الأمريكية، الاثنين الماضي، عند أضعف نقطة لها في 5 أشهر، مما أدى إلى تخفيف الضغط عن “أوبك بلس” لزيادة الإنتاج بشكل كبير.

بعد تجاوز 5 دولارات للغالون في يونيو للمرة الأولى، تراجعت أسعار البنزين أيضًا بشكل كبير. انخفض متوسط ​​سعر البنزين إلى 4.16 دولار للغالون يوم الأربعاء، مسجلاً 50 يومًا متتاليًا من انخفاض الأسعار، وفقًا لاتحاد السيارات الأمريكي.

هناك أيضًا شكوك متزايدة في سوق النفط حول مقدار القوة التي تمتلكها مجموعة “أوبك بلس” حقًا لزيادة الإنتاج، حتى لو أرادت ذلك.

دأبت المجموعة على التقليل من أهداف الإنتاج الخاصة بها، مما يثير تساؤلات حول مقدار الطاقة الفائضة المتبقية خارج المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ولمحت “أوبك بلس” إلى هذه المسألة في بيانها، يوم الأربعاء، قائلة إن “التوافر المحدود للغاية للقدرة الفائضة يستلزم استخدامها بحذر شديد”.

بصرف النظر عن السبب وراء الزيادة الضئيلة في إنتاج أوبك بلس، من الصعب تخيل أن بايدن حصل على ما يريد عندما وافق على مضض على الجلوس مع محمد بن سلمان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version