كشفت المناورات الصينية الأخيرة التي جاءت رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، عن أسلحة نووية مخيفة فريدة من نوعها، بينها «قاتل حاملة الطائرات»، أشهرتها الصين لتوجه رسالة إلى الولايات المتحدة بتأكيد قدرتها على الردع خلال أي صدام محتمل.
وبحسب تقارير غربية جاء استعراض القوة الصيني جاء، دراً على خطوة أمريكية بنشر حاملة الطائرات «رونالد ريغان» الهجومية، و3 مدمرات في أماكن قريبة من الصين، تزامناً مع زيارة بيلوسي إلى المنطقة.
وخلال المناورات التي قوبلت بتنديد من بعض الدول، نشرت الصين «أول مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت تطلق من الأرض، وهي مضادة للسفن، وتحمل صواريخ جديدة من طراز «دي إف 17» تُوصف ب«قاتل حاملات الطائرات»، وفق ما نشرته مجلة «ميلتاري واتش» الأمريكية.
وأوضحت المجلة أن الصاروخ الباليستي التكتيكي «دي إف 17» كان كشف عنه في 2019، ونشر الأيام الماضية بعدة أماكن حول تايوان.
وصمم الصاروخ لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، كما يصعب اعتراضه بسبب سرعته. وبمجرد أن تنفصل مركبة الانزلاق عن الصاروخ، يمكنه الوصول إلى سرعات ما بين 5 ماخ في الساعة، و10 ماخ في الساعة.
ويمتاز الصاروخ بقدرة كبيرة على المناورة، ويقترب من أهدافه بشكل لا يمكن التنبؤ به، وإذا فشل هجومه الأول، فيمكن إعادة ربطه بالهدف، ويستطيع الانحدار إلى ارتفاع منخفض جداً، قبل وصول الهدف، ما يصعب اكتشافه.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الصاروخ يمكنه تقويض جدوى ترسانات الصواريخ المضادة للسفن دون سرعة الصوت التي تنشرها القوات البحرية الغربية.
وبحسب صحف صينية، نشر «DF-17»، في قواعد عسكرية في مقاطعتي فوجيان وتشجيانغ، على ساحل تايوان، وكخطة استعدادية لضم تايوان، لكن صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، أشارت إلى هذا السلاح ليس لمواجهة تايوان، وإنما ل«ضرب الأساطيل الأجنبية غرب المحيط الهادئ، في حال تدخلها لمنع إعادة توحيد تايوان مع البر الصيني».
وتعد الصين وروسيا وكوريا الشمالية، حالياً الجيوش الوحيدة التي تمتلك مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت، على الرغم من أن واشنطن تستثمر في تطوير قدرة مماثلة.
وشهدت الذكرى ال95 لتأسيس الجيش الصيني، الاثنين الماضي، نشر بكين صاروخ «دي إف –41» القادر على حمل رؤوس نووية، ويلقب ب«الوحش الصيني».
وأعلن الجيش التايواني، الخميس، أن نظيره الصيني أطلق عدة دفعات من هذا الصاروخ في المياه المحيطة بتايوان. وهذا الصاروخ الخارق (رياح الشرق) يعد أخطر صاروخ عابر للقارات؛ إذ لديه أبعد مدى بين الصواريخ الباليستية ويراوح بين 12 و15 ألف كيلومتر، كما يمكنه حمل 12 رأساً حربياً نووياً.
والصاروخ النووي من الجيل الرابع، يعتمد على الوقود الصلب، وينطلق من المنصات البرية المتحركة مثل الشاحنات أو القاطرات، ويشكل قوة ردع نووية.
ويغطي الصاروخ قارة آسيا كلها وأجزاء روسيا وأوروبا وجميع خصوم الصين في المنطقة كالهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان، كما يستطيع الوصول إلى واشنطن.
ويعد الصاروخ البالغ طوله 21 متراً، بحسب تقارير غربية، أهم أضلاع الثالوث النووي الصيني، ودخل الخدمة عام 2015، ويطير بسرعة 25 ماخ، ويعمل بنظام تحديد المواقع الدولي.
ويزن الصاروخ نحو 80 ألف كيلوغرام، بأنظمة توجيه تعتمد على الأقمار الاصطناعية، مع تحديث التوجيه بشكل مستمر متواصل، وجهاز استشعار الحركة (INS)، وآخر لاستشعار الدوران ويسمى «الجيروسكوب».
ويحمل الصاروخ 40 رأساً خداعياً، لتضليل الرادارات الأرضية للعدو. واعتبر الخبير العسكري الأمريكي بيتر آليكس، أن «دي إف41» و«دي إف 17»، يمثلان درة تاج قوة الردع النووية للصين، ما يمكنهما من ضرب أي هدف أرضي في العالم.