العمل لمنع ظهور جيل آخر من الإرهابيين
قتالنا ضد تنظيم القاعدة مازال أولوية عالمية
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الإرهاب أينما يكون يؤثر في أمن الجميع، ودعت الى الاستفادة من الزخم الحالي ومضاعفة الجهود للقضاء على تنظيم داعش والجماعات المنتسبة له والجماعات الإرهابية الأخرى، جاء ذلك خلال إحاطة وفـد الدولة في جلسة مجلس الأمن حول الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية.
وقال السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة والقائم بالأعمال بالإنابة: «أود في البداية أن أشكر فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكافحة الإرهاب، ووايجيونغ تشين، المدير التنفيذي بالإنابة للجنة مكافحة الإرهاب، على إحاطتيهما القيمتين. كما أشكر مارتين إيوي من معهد الدراسات الأمنية على مداخلته».
وأضاف السفير أبوشهاب: «بالرغم من المكاسب التي تحققت في القضاء على قيادات داعش، ما يزال التهديد العابر للحدود الذي يشكله التنظيم والجماعات التابعة له على السلم والأمن الدوليين والذي أشار إليه الأمين العام في تقريره الأخير، يؤكد ضرورة مواصلة الدور الهام للتحالف العالمي ضد داعش، ومتابعة الجهود ضد التنظيمات الإرهابية لضمان إلحاق هزيمة حاسمة بالتنظيم».
وتابع: «من المهم أيضاً أن نظل مطلعين على التهديدات الإرهابية التي تتجاوز نطاق تنظيم داعش. فقتالنا ضد تنظيم القاعدة مازال يمثل أولوية عالمية لاسيما بعد الفراغ الحالي في قيادة التنظيم وذلك في أعقاب مقتل أيمن الظواهري، ويجب على المجتمع الدولي أن يحافظ على زخمه. كما يتعين على مجلس الأمن أن يتخذ تدابير عملية للتصدي بفاعلية للتهديد العابر للحدود الذي تشكله الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
ومن هذا المنطلق، تود دولة الإمارات التركيز على المواضيع الأساسية التالية:
أولاً: تمتلك التكنولوجيا القدرة على تحسين جودة حياة البشر بشكل مؤثر وفي مختلف الجوانب، ومع ذلك، تُعد التكنولوجيا سلاحاً ذا حدين. فالتطور التكنولوجي السريع وانتشاره الواسع يشكل تحدياً لجهود الدول الأعضاء لمنع إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل الجماعات الإرهابية. وفي المقابل، تتميز التقنيات الناشئة بإمكانيات هائلة لدعم الجهود المبذولة لمنع التطرف ومكافحة الإرهاب. فعلى سبيل المثال، يستخدم فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من البيانات لدعم محاكمات أعضاء داعش.
وكما ورد في التقرير الأخير للأمين العام، يستغل تنظيم داعش أنظمة الطائرات الموجهة عن بعد بشكل كبير، والتي يحصل عليها من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل من بينها استخدام شركات وهمية، وإدخاله تعديلات على الطائرات المسّيرة التجارية لاستخدامها بشكل فتاك. لذلك من المهم للمجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة للحد من استحواذ الجماعات الإرهابية على الطائرات المسيّرة ومكوناتها، بما في ذلك تنظيم داعش وحركة الشباب والحوثيون. كما ينبغي تحديد ومعالجة الثغرات الرئيسية في الإطار الدولي الحالي، مع مراعاة الدور الأساسي الذي تلعبه الأنظمة المستقلة والمشغلة عن بعد في جهود مكافحة الإرهاب.
ثانياً: ننتهز هذه الفرصة لتسليط الضوء على تشويه الإسلام من قبل الجماعات الإرهابية، واستخدامه كغطاء لأعمال العنف ونشر الكراهية عبر مسميات مضللة تربطها بالدين الإسلامي. إذ يجب عدم السماح لتنظيم داعش أو أي جماعة أخرى باختطاف دين الإسلام المتسامح ومحاولة بلوغ أهدافهم. وأود أن أكرر هنا بأن تنظيم داعش لا يمت للإسلام بصلة وعليه، ندعو الدول الأعضاء والأمم المتحدة إلى الامتناع عن وصف داعش بـالدولة الإسلامية، وتطبيق نفس المبادئ لمنع استغلال الدين من قبل الجماعات الإرهابية الأخرى.
ثالثاً: يجب على المجلس إيلاء أولوية لمنع ظهور جيل آخر من المتطرفين والإرهابيين. وفي هذا السياق نود الإشارة إلى ما يحدث في مخيم الهول، حيث يتعرض أكثر من 25,000 طفل لخطر التطرف، لذا يجب بذل جهود حقيقية لمنح هؤلاء الأطفال الأمل في مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً. نحن نقدر العمل الهام الذي يقوم به مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، وأجهزة الأمم المتحدة الأخرى المعنية، على دعمهم جهود محاكمة وإعادة التأهيل وإعادة الاندماج بشكل يراعي احتياجات الجنسين وبشكل خاص الأطفال.
في الختام، يتحتَّم على مجلسنا هذا استخدام جميع الأدوات والسبل المتاحة لمعالجة الثغرات والتحديات الناشئة التي تواجه هيكل مكافحة الإرهاب الحالي، بما في ذلك اتخاذ تدابير عملية بشأن جميع الأفراد أو الجماعات أو الكيانات الضالعة في الأنشطة الإرهابية أو المرتبطة بها.
إن الإرهاب أينما يكون يؤثر في أمن الجميع. لذلك، يجب علينا الاستفادة من الزخم الحالي ومضاعفة الجهود للقضاء على تنظيم داعش والجماعات المنتسبة له والجماعات الإرهابية الأخرى، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة ونعمل معاً الآن.