أدلى الناخبون الكينيون، أمس الثلاثاء، بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد، فضلاً عن نواب ومسؤولين محليين، في إطار عملية تصويت تحمل رهانات كبيرة في البلد الذي يعدّ قطباً اقتصادياً في شرق إفريقيا ويرزح حالياً تحت وطأة غلاء المعيشة. وينبغي للناخبين البالغ عددهم 22.1 مليون التصويت ستّ مرّات لرسم الملامح السياسية لهذا البلد الذي يقوم مقام معقل للديمقراطية في منطقة غير مستقرّة ومزّقته قبل 15 عاماً أعمال عنف شديد.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية حظيت الانتخابات الكينية بمشاركة كبيرة في الساعات الأولى رغم توقعات خلال الأيام الماضية بضعف الإقبال بسبب «فقدان المواطنين الأمل في تغيير الأوضاع». والمرشحان الرئيسيان اللذان يتنافسان على المقعد الرئاسي ليسا من الوجوه الجديدة، إذ إن وليام روتو، 55 عاماً، هو نائب كينياتا منذ 9 سنوات، على الرغم من وقوع خلاف بين الرجلين. أما رايلا أودينغا (77 عاماً)، فهو زعيم معارض مخضرم يخوض المنافسة هذه المرة بتأييد من كينياتا.
ووضعت آخر 4 استطلاعات للرأي نُشرت الأسبوع الماضي أودينجا في المقدمة بفارق 6 إلى 8 نقاط، لكن روتو رفضها ووصفها بأنها زائفة تهدف للتأثير في الناخبين. ولتجنب جولة إعادة، يحتاج أي مرشح رئاسي للحصول على أكثر من 50% من الأصوات وما لا يقل عن 25% من الأصوات في نصف مقاطعات كينيا البالغ عددها 47 مقاطعة.
وأدلى روتو بصوته في بلدته كوزاتشيي في معقله في منطقة الوادي المتصدع الكبير. وقال بعدما تلا صلاة ووضع بطاقته في صندوق الاقتراع إلى جانب زوجته «أتى يوم الاستحقاق». وأردف «أطلب من كلّ الناخبين الآخرين… التصويت بضمير وبحزم لاختيار النساء والرجال الذين سيدفعون البلد قدماً خلال السنوات الخمس المقبلة». أما غريمه أودينغا، فأدلى بصوته في منتصف النهار في حيّ كيبيرا في نيروبي.
وجرت الحملة الانتخابية في أجواء هادئة وسط دعوات المرشّحين البارزين إلى التهدئة. ويخوض السباق الرئاسي4 مرشحين وهو أصغر عدد منذ عودة نظام التعددية الحزبية في 1992. لكن هناك رقم قياسي يبلغ 2132 مرشحاً على 290 مقعداً في البرلمان، و12 ألفاً و994 يسعون للحصول على 1450 مقعداً في مجلس المقاطعات. وأبدت مصادر دبلوماسية تفاؤلها بشأن سلاسة المسار الانتخابي، لكنها شدّدت على ضرورة عدم الاستعجال في الإعلان عن النتائج.
وأيّاً تكن النتيجة، سيسطّر الرئيس الجديد سابقة في تاريخ البلد، إذ إنه لن يكون من قومية كيكويو، كبرى القوميات الكينية التي تتحكّم بزمام السلطة منذ 20 عاماً.