واصلت سفن البحرية الصينية تدريباتها قبالة السواحل الشرقية والغربية لتايوان، صباح أمس الأربعاء، في إطار التدريبات العسكرية الواسعة للقوات الصينية، فيما وعدت الصين بألا تترك «أي هامش مناورة» لمؤيدي استقلال تايوان، مؤكدة أن «استخدام القوة» لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحاً «كملاذ أخير»، وقررت سحب تعهدها بعدم إرسال قوات إلى الجزيرة بعد التوحيد، فيما استدعت لندن السفير الصيني بسبب ما اعتبرته «تصعيداً عدائياً» في الجزيرة، بينما نددت السفارة الصينية في لندن بالتصريحات البريطانية «غير المسؤولة».

ومددت الصين أكبر مناوراتها على الإطلاق حول تايوان، إلى ما بعد الأيام الأربعة التي كانت مقررة في الأصل. وتضمنت تدريبات الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ باليستية، مر بعضها فوق العاصمة تايبيه، ومحاكاة لهجمات بحرية وجوية في الأجواء والمياه المحيطة بتايوان. وأظهر تسجيل مصور بثه تلفزيون الصين المركزي الحكومي، طائرات مقاتلة صينية تتزود بالوقود في الجو، وسفناً تابعة للبحرية، فيما قالت إنها تدريبات حول تايوان. وقال الجيش الصيني إنه «أتم بنجاح» مهام مختلفة حول تايوان بعد نحو أسبوع من التدريبات. وقالت قيادة العمليات الشرقية بجيش التحرير الشعبي في حسابها الرسمي على موقع «ويبو»، إن قواتها ستراقب عن كثب تغيرات الأوضاع في مضيق تايوان، وستقوم بدوريات بانتظام وستواصل تنفيذ التدريبات العسكرية حتى تكون جاهزة للقتال.

من جهة أخرى، نشر «مكتب شؤون تايوان» الهيئة الحكومية الصينية «كتاباً أبيض»، أمس الأربعاء، يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة، خصوصاً عبر حوافز اقتصادية. وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية «نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي». 

لكنها أضافت «لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أياً كانت». وقالت بكين في «كتابها الأبيض» وهو الأول حول هذا الموضوع منذ عام 2000 «لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة». لكنها أوضحت بعد ذلك أنه «يمكن استخدام القوة كملاذ أخير، في ظروف قاهرة. وسنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر». وأظهرت وثيقة «الكتاب الأبيض» أن الصين سحبت تعهدها بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى تايوان بعد استعادتها، في إشارة إلى قرار الرئيس ،شي جين بينغ، منح الجزيرة قدراً من الحكم الذاتي، أقل مما تم اقتراحه في السابق.

في غضون ذلك، نددت السفارة الصينية في لندن، أمس الأربعاء، بما وصفته بالتصريحات البريطانية «غير المسؤولة» بعد أن استدعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، السفير الصيني ليقدم تبريراً لتصرفات بكين تجاه تايوان. وكانت تراس استدعت السفير الصيني قائلة إن «السلوك العدواني المتزايد» للصين في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان يهدد السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة بتايوان.  (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version