أوستان – أ ف ب
يبذل الآلاف من عناصر الإطفاء في فرنسا، الخميس، جهوداً حثيثة لإخماد حرائق جديدة في غابات ضربها الجفاف بسبب موجات الحر الشديد وانحسار غير مسبوق للأمطار في فصل صيف غير مسبوق.
وتلتقي رئيسة الحكومة إليزابيت بورن مع الهيئات المسؤولة عن مكافحة الحريق في لانديراس جنوب بوردو، ومن المتوقع وصول تعزيزات إضافية لتنضم إلى 1100 عنصر إطفاء منتشرين، على ما أعلنت سلطات منطقة جيروند.
وقالت سلطات جيروند في بيان إن “الظروف بالغة الصعوبة، الجفاف ضرب الغطاء النباتي والتربة بشكل استثنائي” محذرة من احتمال استمرار الحر والجفاف المفرطين أقله حتى الأحد.
وأضافت “هناك خطر حقيقي من اندلاع بؤر جديدة”.
وقد تتجاوز مستويات الحرارة في المنطقة 40 درجة مئوية الخميس، على ما توقعت الأرصاد.
اندلع حريق لانديراس في تموز/ يوليو، الشهر الأكثر جفافا في فرنسا منذ 1961، وأتى على 14 ألف هكتار من الأراضي مجبرا آلاف السكان على مغادرة منازلهم قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من احتوائه.
لكن استمرت بؤره في الاشتعال في غابات الصنوبر الجافة والتربة السريعة الاحتراق. ويشتبه مسؤولون في أن تكون الحرائق الجديدة التي أتت على 6800 هكتار من الأراضي منذ الثلاثاء، متعمدة.
وتستعر حاليا ثمانية حرائق غابات كبرى في فرنسا، وقال وزير الداخلية جيرالد درامانان، الذي سيلتقي مسؤولي جيروند الخميس، إن السويد وإيطاليا بصدد إرسال طائرات إطفاء للمساعدة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة الخميس أن خمس دول أوروبية أخرى ستقدم المساعدة لفرق الإطفاء.
وقال “ألمانيا واليونان وبولندا وفي الساعات المقبلة رومانيا والنمسا: شركاؤنا آتون لمساعدة فرنسا في التصدي للحرائق. شكرا لهم. التضامن الأوروبي ينشط”.
أضاف “في أنحاء البلاد أكثر من 10 آلاف من عناصر الإطفاء والأمن تمت تعبئتهم للتصدي للنيران…. جنود النار هؤلاء هم أبطالنا”.
– طيلة الليل – وصف ريمي لاهي، عنصر الإطفاء قرب أوستان في متنزه لاند دو غاسكونيه الطبيعي لوكالة فرانس برس الحريق قائلا “تظن نفسك في كاليفورنيا، حريق ضخم… إنهم هناك معتادون على حرائق الغابات لكننا تخطينا قدرتنا في كل النواحي، لا أحد كان ليتوقع ذلك”.
وأمام العديد من المنازل المجاورة علق الأهالي ملاءات بيضاء كتب عليها “شكرا لإنقاذكم منازلنا” ورسائل أخرى تعبر عن الدعم للفرق المنهكة.
وقال اللفتنانت كولونيل أرنو ميندوس من جهاز الإطفاء والإنقاذ في جيروند للصحافيين في أوستان “كافحنا طيلة الليل لمنع النيران من الامتداد، وخصوصا للدفاع عن قرية بيلان بيلييه”.
ودُمر أو تضرر 17 منزلا منذ الثلاثاء، وأجلي قرابة 10 آلاف شخص، لكن من غير المتوقع صدور أوامر إخلاء أخرى “في الوقت الراهن” وفق ميندوس.
وامتد الدخان إلى معظم الساحل الجنوبي الغربي المطل على المحيط الأطلسي وشواطئه التي تجتذب أعدادا كبيرة من السائحين كل صيف، فيما حثت وكالة الصحة الإقليمية المواطنين “بشدة” على استخدام أقنعة واقية.