القاهرة، مصر (CNN)– تعاقدت مصر مع شركة McCann الأمريكية لتولي تنفيذ الحملة الترويجية للسياحة المصرية في الخارج، على أن تنطلق الحملة خلال الربع الأخير من العام الجاري، تزامنًا مع عدة احتفالات تعتزم مصر إطلاقها خلال هذه الفترة أبرزها ذكرى مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، مستهدفة زيادة الإيرادات السياحية لمصر في محاولة لتعويض فجوة النقد الأجنبي.

ويرى مستثمرون، أهمية التعاقد مع شركة لتسويق السياحة المصرية في الخارج، مؤكدين على ضرورة أن تركز الحملة على جذب أسواق سياحية جديدة وتنويع الحملة لتناسب كل الفئات والأذواق.

وتستهدف الحملة الترويج للسياحة المصرية في أسواق رئيسية مثل ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول الخليج العربي وروسيا، وكذلك بولندا والتشيك وفرنسا وإسبانيا، كما ستخاطب أسواقًا جديدة، بحسب بيان رسمي.

يرى علي غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، أنه كان من الأفضل اختيار شركات متعددة لتنفيذ الحملة الترويجية لمصر في الأسواق الخارجية، حتى تنجح كل شركة في تصميم حملة إعلانية تناسب السوق المستهدف، موضحًا أن الشركة الأمريكية التي ستتولى تنفيذ حملة الترويج لمصر ستنفذ الحملة برؤية ولغة واحدة قد لا تناسب كافة الأذواق والفئات من السائحين.

وبحسب بيان وزارة السياحة، ستقوم فكرة الحملة الترويجية لمصر على إبراز التنوع والثراء في المنتجات السياحية المصرية التي تتميز بها مصر والتي تناسب كافة الأذواق والفئات من السائحين وإظهار أن مصر مقصد سياحي متكامل.

وأضاف غنيم، في تصريحات لـCNN بالعربية، أن مصر مقصد سياحي فريد من نوعه، إذ يضم مقومات سياحية متعددة سواء سياحة شاطئية ومناخ معتدل أو حضارة فرعونية عريقة، ولذا يجب أن تبتكر الشركة التي ستتولى الترويج للسياحة المصرية العديد من الأفكار الإبداعية المختلقة التي تناسب كل الأذواق والفئات من السياح.

واختيرت الوكالة الإعلانية الأمريكية بعد منافسة بين العديد من وكالات الإعلان المحلية والدولية، وبناءً على المقترحات الإبداعية التي تقدمت بها الشركات والتي جاءت متماشية مع الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي لمصر، والتي تهدف لإبراز الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري بصورة عصرية شابة ومليئة بالنشاط والحيوية، بحسب بيان وزارة السياحة المصرية.

وأشار علي غنيم، إلى أن السياحة الأوروبية تمثل 70-75% من حجم السياحة الواردة لمصر، وذلك لقربها من مصر، وهو ما يمثل ميزة تنافسية للمقصد السياحي المصري من حيث انخفاض تكلفة السفر، مما يتطلب استغلالها بشكل أكبر لجذب المزيد من السياح الأوروبيين، وفي الوقت نفسه فتح أسواق جديدة مثل أسواق أمريكا اللاتينية وهي أسواق واعدة ولديها رغبة في زيارة مصر مما يتطلب ضرورة تنظيم دعاية موجهة لهذه الأسواق، ورحلات طيران مباشرة منتظمة لتقليل التكلفة والوقت.

وبحسب تقرير ميزان المدفوعات للفترة من 1 يوليو عام 2021 إلى 31 مارس عام 2022، ارتفعت الإيرادات السياحية بنحو 5.1 مليار جنيه لتسجل نحو 8.2 مليار دولار، مقابل 3.1 مليار دولار خلال الفترة المناظرة من العام السابق، وذلك بالرغم من تأثرها سلبيًا بغياب السائحين من روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الأزمة بينهما.

ولفت عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلى ضرورة الترويج للأحداث والفعاليات المهمة في مصر خلال الفترة المقبلة مثل الاحتفال بيوم السياحة العالمي والذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام، وذكرى مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية وكذلك استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، مستشهدًا بالنجاح الضخم الذي حققه موكب نقل المومياوات العام الماضي، وتم إذاعته في كل وسائل الإعلام العالمية.

أكد ياسر إبراهيم عضو لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، على أهمية اختيار شركة كبرى لتنفيذ حملة إعلانية للترويج للسياحة في مصر، على أن يتم تخصيص ميزانية ضخمة لهذه الحملة لتحقيق الغرض منها، والاستعانة بمتخصصين لتنفيذ أفكار إبداعية تخاطب كافة فئات السياح، مشيرًا إلى أن فكرة التعاقد مع شركة إعلانية لتنفيذ حملة تسويقية للسياحة المصرية ليست جديدة، إذ سبق أن اختيرت شركة أخرى في الأعوام الماضية لتنفيذ حملة مشابهة، وتردد وقتها أنها لم تحقق الغرض منها بسب حظر الطيران المفروض على مصر وقتها.

وسبق أن أعلنت مصر، منذ عام، إعداد تحالف إنجليزي كندي، استراتيجية إعلامية للترويج للمقصد السياحي المصري، تعتمد على إبراز الحياة بالمقصد السياحي المصري باعتباره مقصد متجدد ومتنوع وما يقدمه من تجارب سياحية مختلفة للسائحين من مختلف الفئات العمرية والأذواق، وكذلك تسليط الضوء على أن مصر مقصد سياحي آمن يتمتع ببنية سياحية قوية وشمس مشرقة وجو دافئ وشواطئ خلابة وحياة بحرية متميزة وحضارة متفردة.

كما أكد إبراهيم في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه يجب استمرار الحملات الدعائية للسياحة المصرية والتي لن يظهر تأثيرها فور إطلاقها، ولكن ستنجح على المدى البعيد في تصحيح الصورة عن مصر، وتوضيح المقاصد السياحية المتنوعة والفريدة التي تمتاز بها، مشددًا على ضرورة أن تخاطب الحملة كل سوق مستهدف برسالة إعلانية تناسبه؛ لضمان تحقيق تأثير.

أشار ياسر إبراهيم إلى ضرورة تنويع الأسواق السياحية المستهدفة، خارج روسيا وأوكرانيا بعدما أثبتت الأزمة الحالية ضرورة عدم الاعتماد على أسواق بعينها، وجذب شريحة سياحية ذات إنفاق مرتفع، لتحقيق إيرادات سياحية ضخمة مما يسهم في تحقيق مكاسب للدولة والفنادق معًا، حيث يسهم جذب السياح أصحاب الإنفاق المرتفع في زيادة حصيلة الدولة من الإيرادات الضريبية، وفي الوقت نفسه يحقق مكاسب مرتفعة للفنادق بدلًا من جذب أعداد ضخمة بإيرادات محدودة.

وتمتلك شركة McCann الأمريكية، خبرات طويلة في مجالات الدعاية والإعلان والتسويق وتقديم الخدمات الاستراتيجية والإبداعية للحملات الإعلانية، وعضو في مجموعة IPG القابضة الدولية للخدمات التسويقية والإعلامية وواحدة من أكبر 4 مجموعات دولية ذات خبرة واسعة النطاق في الخدمات التسويقية المتكاملة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version