أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستتخذ إجراءات لبناء عالم أكثر ديمقراطية يحمي حقوق جميع الشعوب، واتهم الولايات المتحدة بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا وتأجيج نزاعات في مناطق أخرى حول العالم، في وقت أكد وزيره للدفاع سيرغي شويغو أنه لا حاجة لاستخدام السلاح النووي في أوكرانيا.
بناء عالم أكثر ديمقراطية
قال بوتين إن الوضع في العالم يتغير بشكل ديناميكي، حيث يختار المزيد والمزيد من الدول والشعوب طريق التنمية السيادية. وأشار في خطاب أمام مؤتمر موسكو الدولي العاشر للأمن، صباح أمس الثلاثاء، إلى إصرار روسيا على تعزيز قواتها المسلحة، وغيرها من الهياكل الأمنية، واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في بناء عالم أكثر ديمقراطية، يحمي حقوق جميع الشعوب، ويضمن التنوع الثقافي والحضاري لها.
وأضاف «يُظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرّفون بالطريقة ذاتها، إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية».
محاولات انصرافية
وقال بوتين إن نخب العولمة الغربية تحاول تحويل اهتمام العالم عن انخفاض مستويات المعيشة والبطالة والفقر، لتحويل الإخفاقات إلى روسيا والصين، اللتين تدافعان عن وجهة نظرهما في تبني تنمية سيادية وليس الخضوع لإملاءات النخب فوق الوطنية.
وتابع: «إن الغرب يحاول إجبار الدول المستقلة على الانصياع لإرادتها، والحياة وفقاً لقواعد الآخرين من أجل الحفاظ على هيمنته والتطفل على تلك الدول، حيث تتدخل الولايات المتحدة وأتباعها بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وينظمون الاستفزازات والانقلابات والحروب الأهلية والتهديدات والابتزاز والضغوط والإملاءات».
وبشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، قال بوتين إن ذلك ليس سوى «استفزاز مخطط له بعناية»، وهي استراتيجية أمريكية مدروسة لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة.
التحالفات العدوانية
وقال بوتين إن الغرب يسعى إلى تعميم نموذج مشابه لحلف شمال الأطلسي «الناتو» على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يتم تشكيل تحالفات عسكرية سياسية عدوانية لهذا الغرض، مثل تحالف «أوكوس» (أمريكا وبريطانيا وأستراليا والهند)، ويسعى الغرب بذلك إلى «توسيع نظام كتلته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ».مؤكداً أن نموذج العولمة الحالي للعالم محكوم عليه بالفشل، بغض النظر عن مدى تمسك المستفيدين منه بالوضع الراهن، وأكد أن روسيا سوف تعمل مع حلفائها وشركائها على تحسين الآليات الراهنة للأمن الدولي وإنشاء آليات جديدة.
لا نية لاستخدام النووي
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في تصريحات أدلى بها أثناء المؤتمر الأمني، بأن موسكو لا تنوي استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وقال «من وجهة نظر عسكرية، لا حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا من أجل تحقيق مجموعة أهداف». وأضاف أن «الهدف الرئيسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع هجوم نووي».
وأضاف أن العالم يمر بلحظات أسوأ من فترة الحرب الباردة. وأشار إلى أن حلف الناتو توسع إلى حدود روسيا قبل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مضيفاً أن الغرب يزود أوكرانيا بالأسلحة، وخصص أموالاً ضخمة لإطالة الحرب.
وأشار شويغو إلى أن أوكرانيا تستخدم الأسلحة الغربية تحت إشراف كامل من خبراء عسكريين غربيين، مضيفاً: حلف الناتو بات أكثر عدوانية وكان يهدف لزيادة قواته على حدود روسيا. (وكالات)