عواصم: «الخليج»، وكالات
اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس الخميس، المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الجيش الإسرائيلي، وسط قيود مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد، فيما قتل الجيش الإسرائيلي شاباً فلسطينياً، وأصاب العشرات بجروح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، خلال مواجهات اندلعت قرب قبر يوسف، في حين أغلق الجيش الإسرائيلي سبع جمعيات أهلية فلسطينية في مدينة رام الله، الأمر الذي لقي تنديداً شديداً من السلطة الفلسطينية والجامعة العربية، كما نددت الأمم المتحدة بالإجراء قائلة إنه لا توجد أدلة ذات مصداقية تدعم الاتهام.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن المستوطنين تلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.
وفرضت الشرطة تضييقات على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل الفلسطيني للمسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية.
من جهة أخرى، قال الدكتور أمين أبو وردة أحد مسؤولي مخيم بلاطة وطواقم طبية بالمستشفى العربي التخصصي في نابلس إن «الشاب وسيم نصر خليفة (18 عاماً) وهو من مخيم بلاطة توفي متأثراً بجروح حرجة أصيب بها في الصدر والرقبة خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمنطقة الشرقية من مدينة نابلس خلال تأمين وصول المستوطنين إلى قبر يوسف حيث جرت مواجهات». وأعلن الهلال الأحمر عن إصابة 31 فلسطينياً آخرين خلال المواجهات.
في غضون ذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية فجر، أمس الخميس، مدينة رام الله، وأغلقت مداخل سبع جمعيات أهلية فلسطينية بذريعة أنها «منظمات إرهابية» ومعظمها منظمات حقوقية. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن عناصر من قواته ومن حرس الحدود أغلقوا «سبع منظمات وصادروا ممتلكات، تستخدمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وأكدت مصادر أمنية فلسطينية والجمعيات الأهلية أن الجيش أغلق بالشمع الأحمر مؤسسات الحق – القانون من أجل حقوق الإنسان، والضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز بيسان للبحوث والإنماء، واتحاد لجان المرأة العاملة، ولجان العمل الصحي، واتحاد لجان العمل الزراعي، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال. ودانت الرئاسة الفلسطينية «إغلاق المؤسسات السبع والاستيلاء على محتوياتها»، فيما وصفته بأنه «جريمة واعتداء سافر على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وأيضاً اعتداء على المنظومة الحقوقية الدولية جمعاء وليس فقط الفلسطينية».
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الإجراء الإسرائيلي، وقال أثناء زيارته للمؤسسات التي شملها قرار الإغلاق «هذه المؤسسات هي جزء من مؤسسات الدولة الفلسطينية، والعمل الإسرائيلي مدان ومرفوض». وأضاف اشتية «هذه المؤسسات تعمل وفق القانون الفلسطيني وطالما هي ملتزمة بالقانون الفلسطيني فنحن معها وندعمها».
كما نددت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات بالاعتداء الإسرائيلي، على مؤسسات حقوقية وأهلية ومدنية في رام الله. وأكد الأمين العام المساعد للجامعة لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، السفير سعيد أبو علي، في تصريحات صحفية، أن هذا الاستهداف والمحاولات الإسرائيلية المستمرة، تهدف لإسكات صوت الحق والحقيقة والتعتيم على الاعتداءات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية يومياً، والتي تستدعى المساءلة والملاحقة الجنائية، أمام جهات العدالة الدولية.