بدأ الحوار الوطني الشامل الذي تأجل مرات عدة بين المعارضة المدنية والمسلحة والمجلس العسكري الحاكم في تشاد، أمس السبت، على أن يستمر ثلاثة أسابيع بهدف «طيّ صفحة» المرحلة الانتقالية والتوصل إلى إجراء «انتخابات حرة وديمقراطية». وأعلن رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي خلال جلسة الافتتاح أن «هذا الحوار الوطني الشامل يشكل لحظة حاسمة في تاريخ بلادنا».
وأضاف أن الحوار «سيرسم سبل انطلاقة جديدة».
ووصل ديبي إلى الباحة الخارجية لقصر 15 يناير، حيث أزاح الستارة عن تمثال يرمز إلى الوحدة الوطنية قبل أن يدخل القصر. وكان ديبي الابن، وعد بتنظيم حوار مع المعارضة للتوصل إلى إعادة السلطة إلى المدنيين خلال مهلة 18 شهراً قابلة للتجديد مرة واحدة.
وسيجتمع نحو 1400 مندوب يمثلون نقابات وأحزاباً سياسية والمجلس العسكري الانتقالي لمدة 21 يوماً، من أجل مناقشة إصلاح المؤسسات ووضع دستور جديد. وستناقَش أيضا قضايا السلام والحريات الأساسية.
وسيلقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فقي، كلمة في افتتاح الحوار.
«إعادة بناء تشاد»
يفتتح هذا «الحوار الوطني الشامل» الذي كان مقرراً عقده في فبراير قبل تأجيله مرات عدة، بعد أقل من أسبوعين على توقيع اتفاق في الدوحة بين المجلس العسكري ونحو أربعين مجموعة متمردة. وينص هذا الاتفاق الموقع في الثامن من أغسطس وأبرم مع عدد من المجموعات المسلحة التي قاتلت نظام إدريس ديبي لسنوات، خصوصاً على «وقف لإطلاق النار». وقد سمح ذلك بمشاركة المتمردين في الحوار.
وقال تيمان ارديمي زعيم «اتحاد قوى المقاومة» الذي عاد الخميس إلى انجمينا بعد سنوات من المنفى للمشاركة في الحوار، لوكالة الصحافة الفرنسية «وقعنا هذا الاتفاق لإعادة بناء تشاد». والموقف نفسه عبر عنه محمد نوري زعيم حركة «اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية».
«انحياز»
لم توقع «الجبهة من أجل التوازن والوفاق في تشاد»، إحدى الحركات المتمردة الكبرى التي تقف وراء الهجوم الذي أودى بإدريس ديبي، اتفاق الدوحة ولن تشارك في الحوار معتبرة أنه «منحاز بشكل مسبق».
ورفض ائتلاف أحزاب المعارضة وأعضاء المجتمع المدني «وقت تم» أيضاً المشاركة في الحوار، متهماً المجلس العسكري بالتحضير لترشيح ديبي للرئاسة مع أنه تعهد بألا يترشح.
من جهته، دعا سوكسيه ماسارا زعيم حزب «المغيرين» العضو في ائتلاف «وقت تم» أمس، إلى المقاومة المدنية وإلى التظاهر. (أ ف ب)