بيروت: «الخليج»- وكالات

حذر الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الخميس، من أن حكومة تصريف الأعمال الحالية لا تستطيع أن تملأ الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية لكونها سلطة تنفيذية غير مكتملة وغير حائزة على ثقة مجلس النواب، فيما رد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بأن المواقف التي تُليت من منبر القصر الرئاسي كشفت الأسباب الحقيقية لتعطيل تشكيل الحكومة، في وقت يبدو أن تشكيل حكومة جديدة بات مغلقاً بسبب تمسك عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بشروطه، في حين أعلنت ​مؤسسة كهرباء لبنان​ نفاد مخزون المؤسسة من مادة «الغاز​ أويل»، ما سيؤدي إلى وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة بعد ظهر اليوم الجمعة، وبالتالي ستكون البلاد بدون كهرباء باعتبار أن معمل الزهراني هو الوحيد المتبقي والقادر على إنتاج الطاقة الكهربائية، فيما بدأ الدفاع المدني بتبريد أهراءات مرفأ بيروت بعد اشتعالها بالتزامن مع وقفة لأهالي الضحايا للمطالبة بالإسراع في الإطفاء من أجل حماية القسم الجنوبي منها.

لا تفاهم بين عون وميقاتي

وأشار عون إلى عدم جواز الاستمرار في تعطيل الاستحقاق الحكومي، خصوصاً أن المصلحة الوطنية العليا تقتضي بأن يكون الانتظام في المؤسسات الدستورية مؤمّناً والشراكة الوطنية مصانة من حيث تشكيل الحكومة الجديدة أو من حيث انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما أن حكومة تصريف الأعمال لن تكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها على نحو كامل في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان.

غير أن انعدام التفاهم بين عون وميقاتي حول توسيع الحكومة أو من يسمي الوزراء الذين سيتم استبدالهم من التشكيلة يجعل من الصعوبة بمكان تشكيل حكومة قبل الأول من الشهر المقبل موعد تحول مجلس النواب إلى مجلس انتخابي، ما لم يتم تدارك الجانبين لموقفيهما قبيل الدخول في المهلة الدستورية لانتخابات الرئاسية التي تبدأ في الأول من سبتمبر/أيلول المقبل وتنتهي في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ومن جهته، اعتبر ميقاتي «أن المواقف الجاهزة التي تليت أمس من منبر القصر الرئاسي كشفت، بما لا يقبل الشك، الأسباب الحقيقية لتعطيل عملية تشكيل الحكومة، وما يتم التخطيط له من قبل بعض المحيطين بفخامة رئيس الجمهورية»، مستغرباً في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي عصر، أمس «استخدام منبر الرئاسة، المفترض أن يكون فوق الاعتبارات الطائفية، لإطلاق مواقف تؤجج الأوضاع بدل أن تشكل كلمة سواء لجمع اللبنانيين»، مؤكداً أن ما قيل لن يكون بأي شكل من الأشكال معطّلاً لمواصلة مسعاه لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ينتظر مجدداً أن يستكمل مع رئيس الجمهورية مناقشة التشكيلة التي قدمها في 29 يونيو/حزيران الفائت.

أزمة الكهرباء

من جهة أخرى، قالت ​مؤسسة كهرباء لبنان​ أنها أبلغت مسبقاً الأمانة العامة لمجلس الوزراء​ ووزارة المالية بواسطة وزير الطاقة والمياه، حقيقة وضع ما تبقى من طاقة كهربائية منتجة، وهي التي يتم توليدها فقط من ​معمل الزهراني​، وهو المعمل الوحيد المتبقي على الشبكة، وذلك جراء نفاد خزين ​معمل دير عمار​ من مادة الغاز أويل»، مشيرة إلى أنه لم يتم توريد بموجب اتفاقية التبادل المبرمة بين العراق ولبنان، أي شحنة غاز أويل مخصصة لشهر أغسطس/آب 2022 لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، كما وأن المؤسسة لم تتبلغ بعد ما إذا كان سيتم توريد شحنة غاز أويل لصالحها خلال شهر سبتمبر/أيلول 2022، علاوة على أنه ما زال حتى الآن، لم يتبين الموعد الفعلي لوصول الطاقة الكهربائية من الأردن، والموعد الفعلي للبدء باستجرار الغاز الطبيعي من مصر، وحيث أن خزين معمل الزهراني من مادة الغاز أويل قد وصل لأقصى حدوده الدنيا وقد شارف على النفاد، فإنه سوف يتم وضع معمل الزهراني قسرياً خارج الخدمة بعد ظهر اليوم الجمعة، ما سيؤدي إلى توقف إنتاج الطاقة على كافة الأراضي اللبنانية، على أن يعاد تشغيل معامل الإنتاج فور تزويد المؤسسة بالمحروقات في أقرب فرصة ممكنة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version