تخطط الولايات المتحدة لتعيين مهمة عسكرية داعمة في أوكرانيا بقيادة جنرال أمريكي لتدريب ودعم الأوكرانيين عسكرياً، فيما أثارت وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاغون)، تساؤلات حول متابعة الأسلحة الغربية التي تقدم إلى اوكرانيا للتصدي للقوات الروسية من اجل تحسين سبل الرقابة عليها ومنع تحولها إلى السوق السوداء للسلاح حول العالم.
مهمة عسكرية في أوكرانيا
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس، جو بايدن، تخطط في الأسابيع المقبلة لتعيين جنرال أمريكي في أوكرانيا لقيادة جهود التدريب والمساعدة.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الإدارة بصدد تسمية المهمة العسكرية الداعمة في أوكرانيا على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان، ما ينطوي عليه تمويلاً طويل الأجل مع إمكانية دفع رواتب خاصة للمشاركين في العملية.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال مساء أمس الأول الخميس، إنه بحث مع الرئيس الأميركي، جو بايدنن تعزيز مسار هزيمة روسيا ومساءلتها عن جرائم الحرب.
تتبّع حركة الأسلحة
من جهة أخرى، قال شون أودونيل، القائم بأعمال المفتش العام (بالبنتاغون)، إن المسؤولين الأوكرانيين لا يعرفون بالضبط مصير الأسلحة والمعدات الحربية الموردة من الولايات المتحدة إلى بلادهم.
وأشار المسؤول الأمريكي في مقابلة مع «بلومبيرغ» إلى أنه يجب القيام بجرد وتدقيق لمنظومة تتبع حركة الأسلحة الأمريكية داخل أوكرانيا، لأن الجانب الأوكراني يعتمد على نظام «الإيصالات الورقية» خلال متابعة وجرد هذه الأسلحة.
وأضاف أودونيل: «وهذه عبارة عن وثائق ورقية لا أكثر. وعلى الأغلب لا يعرف المسؤولون في أوكرانيا بالضبط أين ستنتهي المعدات التي تصل إلى البلاد».
وأشار أودونيل إلى أن سوء حفظ السجلات كان له تأثير سلبي في تحقيقات «البنتاغون» في العراق وأفغانستان. وتابع ممثل (البنتاغون) القول إن الموظفين المسؤولين في حلف شمال الاطلسي (الناتو)، على ثقة من وجود مستويات كافية من الأمان خلال نقل هذه الأسلحة. وقال: «بقدر ما يمكننا الحكم الآن، يقوم الأوكرانيون باستخدام كل ما يجب أن يطلق النار أو ينفجر، بشكل كامل».
ووفقاً له، يعتزم مكتبه كذلك دراسة اتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة و«الناتو»، وفعالية تدريب العسكريين الأوكرانيين، واحتمال بيع المعدات القتالية في السوق السوداء.
مواقع احتجاز وفرز
إلى جانب ذلك، أكد تقرير جديد صادر عن باحثين من جامعة ييل بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية في إطار الجهود المبذولة لمحاسبة موسكو، أن روسيا ووكلاءها في أوكرانيا يديرون 21 موقعاً لاحتجاز واستجواب والتعامل مع أسرى الحرب والمدنيين.
ويستند التقرير الذي اطّلعت عليه رويترز قبل نشره، إلى صور أقمار صناعية ومعلومات متاحة لتحديد المواقع المنفصلة «بثقة بالغة» – بما في ذلك منشآت كانت تستخدم في السابق كمدارس وأسواق وسجون عادية.
وقال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي للمختبر، إن النتائج أظهرت أن روسيا ووكلاءها أنشأوا «نظام تنقيح» لفرز الأشخاص في المناطق التي تقع تحت الاحتلال الروسي والتي تمثل «حالة طوارئ لحقوق الإنسان».
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، الخميس، روسيا مرة أخرى إلى وقف جميع عمليات التنقيح والترحيل القسري وإتاحة وصول المراقبين من الخارج. (وكالات)
موسكـو تنتقــد تصاعــد حملــة العــداء لروســيا
انتقدت موسكو بشدة حملة العداء لروسيا، وكان آخرها دعوة رئيس لاتفيا الى عزل مواطنيه غير الموالين، وإعلان العاصمة الأوكرانية تغيير أسماء 100 شارع لها صلة بروسيا.قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن دعوات رئيس لاتفيا إيغيلز ليفيتس لعزل الروس غير الموالين لسلطاته غير مقبولة وتنتهك جميع المعايير الأخلاقية الأدبية والإنسانية.وأضافت: «مثل هذه التصريحات من قبل رئيس دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تعلن الالتزام بالقيم الديمقراطية. هذه التصريحات غير مقبولة على الإطلاق وتنتهك جميع المعايير الأخلاقية والأدبية والإنسانية المعتمدة عالمياً».وعلقت زاخاروفا على مبادرة وزارة العدل اللاتفية المتعلقة بمنع استخدام اللغة الروسية في مؤسسات العمل في لاتفيا. وقالت إن ذلك يمثل «إبادة جماعية لغوية وإهانة للأقليات القومية»، تم رفعـــــها إلى مرتبة سياسة الدولة.وكانت السلطات في لاتفيا هدمت الخميس نصباً في العاصمة ريغا يعود إلى الحقبة السوفيتية بموجب قانون وضع بعد فبراير/شباط الماضي على الرغم من احتجاج الأقلية الروسية في الدولـــــــة الواقعة على بحر البلطيق. واستُخدمت آلات هدم لإزالة النصب الذي يُذكّر بالحرب العالمية الثانية ويبلغ طوله 79 متراً.ويجتمع آلاف الروس في لاتفيا حيث يشكلون نحو 30 في المئة من السكان سنوياً في 9 مايو/أيار للاحتفاء بذكرى نصر 1945.أُزيلت جميع المعالم واللوحات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في 1991 باستثناء تلك الموجودة في المدافن العسكرية، ولكن النصب في ريغا كان محمياً بموجب معاهدة 1994 بين جمهورية لاتفيا والاتحاد الروسي.من جهة أخرى، أعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف أنها أعادت تسمية 95 شارعاً في إطار حملة لإزالة الأسماء الروسية والسوفيتية، وذلك غداة الاحتفال بمرور 31 عاماً على الاستقلال.ومنذ العملية الروسية الخاصة في فبراير/شباط، سارعت أوكرانيا فيما تسميه «إزالة الطابع الروسي»، وهي حملة للتخلص من إرث حكم موسكو الذي استمر مئات السنين.وكتب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على تطبيق تيليجرام «(الأسماء الجديدة) يجب أن تخلد ذكرى الأحداث التاريخية المهمة لأوكرانيا، وكذلك الشخصيات والأبطال المشهورين الذين مجدوا أوكرانيا وقاتلوا من أجل استقلال دولتنا». وقال إن العملية لم تنته بعد ووعد بالمضي قدماً في الحملة. (وكالات)