القاهرة، مصر (CNN)– فشلت شركة غزل المحلة لكرة القدم في مصر في بيع 98 مليون سهم بالشركة بقيمة 98 مليون جنيه (5.1 مليون دولار)، بعد انتهاء فترة الاكتتاب العام دون بيع سوى 17.6 مليون سهم فقط.

وينتظر خلال الأسبوع المقبل تحديد ما إذا كان المكتتبون يرغبون في البقاء كمساهمين من خلال الطرح الخاص إلى أن يتم إدراج الشركة أو استرداد أموالهم.

وفسر خبراء أسباب عدم الإقبال على الاكتتاب العام لشركة غزل المحلة، بأنه ليس هناك مصدر واضح للدخل يجذب المستثمرين، كما أن أداء أسواق المال في التوقيت الحالي ظلم الطرح.

واستهدفت شركة غزل المحلة لكرة القدم، وهي شركة حكومية تابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، جمع 135 مليون جنيه (7 ملايين دولار) من خلال بيع 67.5% من أسهمها في البورصة المصرية، وجمعت الشركة 37 مليون جنيه (1.9 مليون دولار) عبر شريحة الطرح الخاص للمؤسسات خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وطرحت أسهمًا بقيمة 98 مليون جنيه (5.1 مليون دولار) للاكتتاب العام، والذي جرى تمديده مرتين بسبب ضعف الإقبال.

وقال محمد كمال عضو مجلس إدارة شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية، إن الشركة سبق لها أن أرجأت الطرح بالبورصة خلال العام الماضي لحين تحسن أداء سوق المال، قبل أن تعاود الطرح مرة ثانية خلال يونيو/ حزيران الماضي، ومددت الاكتتاب العام مرتين حتى يوم الأحد دون أن تنجح في تغطية شريحة الاكتتاب العام.

وبدأ الاكتتاب في شريحة الطرح العام لشركة غزل المحلة لكرة القدم، يوم 12 يونيو الماضي، بعد 7 شهور من اكتتاب مؤسسات مالية مصرية وخليجية وأفراد ذوي ملاءة مالية بشريحة الطرح الخاص بقيمة 37 مليون جنيه (1.9 مليون دولار).

وفسر كمال، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أسباب فشل طرح الشركة إلى أن مشتريات المستثمرين بالبورصة في الوقت الحالي انتقائية، حيث يركز المستثمرين على بعض الأسهم التي تحقق أداء ماليا إيجابيا ولديها خطة مستقبلية لزيادة الإيرادات، في المقابل فإن شركة غزل المحلة هي أول نادي يطرح بالبورصة، ولذا فإن المستثمرين غير قادرين على فهم مصادر إيرادات الشركة ونسبة العائد على المساهمة بالشركة، خاصة وأن الأجواء الاقتصادية العالمية مازالت ضبابية.

وتعد شركة غزل المحلة لكرة القدم، أول نادي يتقدم للطرح بالبورصة المصرية، وكان يعول على نجاحه جذب أندية أخرى للطرح بسوق المال ومن ثم زيادة عدد المستثمرين في ظل الشعبية الجارفة للعبة كرة القدم.

وأضاف محمد كمال أن التوقيت الحالي للطرح بالبورصة ظلم الاكتتاب العام لشركة غزل المحلة، حيث تشهد أسواق المال في الفترة الحالية تداعيات سلبية نتيجة موجة التضخم العالمي واتجاه البنوك المركزية لاستمرار سياسة التشديد النقدي، متوقعًا أن تتجه إدارة شركة غزل المحلة إلى البحث عن مستثمر استراتيجي قادر على إدارة الشركة وتحقيق عائد منها، على أن يتخارج من الشركة بعد تنميتها وجعلها جاذبة للاستثمار.

وأشار عضو مجلس إدارة شعبة الأوراق المالية إلى دور الحرب الروسية الأوكرانية في التأثير سلبا على أسواق المال الناشئة ومن ضمنها مصر، حيث ساهمت الحرب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية مما زاد من عجز الموازنة وتوفير النقد الأجنبي، وبالتالي أثرت الحرب بصورة غير مباشرة على أداء سوق المال.

واستبعد محمد كمال أن يؤثر فشل طرح شركة غزل المحلة لكرة القدم، على برنامج الطروحات الحكومية، لأن المستثمر ينتقي الفرص للاستثمار بها، وإذا تم طرح شركات تدر عائدا أكبر سيتجه إليها المستثمر دون النظر لاكتتاب غزل المحلة.

وتعد شركة غزل المحلة الكبرى أحد المساهمين الرئيسيين في شركة غزل المحلة لكرة القدم، والتي تضم حقوق انتفاع استاد المحلة، و3 ملاعب أخرى والاسم التجاري لمدة 20 عاما.

وقال محمد حسن خبير أسواق المال إن شركة غزل المحلة لكرة القدم لم تنجح في الاكتتاب العام بالبورصة، بسبب توقيت الطرح، حيث يعاني فريق الشركة في الدوري المصري من صعوبة البقاء في الدوري الممتاز، وكان من الأفضل أن يتزامن الطرح مع صعود الفريق للدوري الممتاز أو احتلاله مركزا متقدم لأن تهديد بقائه في الدوري يعني تسريح اللاعبين وخفض أسعارهم السوقية، وهم يعتبرون رأس مال الشركة.

وجمع نادي غزل المحلة 35 نقطة بالدوري المصري الممتاز من 33 لقاءً، ويصارع الفريق الهبوط مع ناديي الجونة والمقاولون العرب، ويتبقى للفريق مباراة واحدة مع نادي الاتحاد السكندري غدًا الثلاثاء، لحسم البقاء بالدوري أو الهبوط لدوري الدرجة الأولى.

وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الترويج للاكتتاب العام لطرح شركة غزل المحلة لكرة القدم لم يكن بالشكل المطلوب، خاصة وأنه أول نادي يطرح بسوق المال مما كان يتطلب الترويج للطرح بين العاملين بالنادي وسكان مدينة المحلة الكبرى.

وتابع: “كنا نتمنى أن يتقدم أحد الأندية الكبرى بهذه الخطوة، حتى ينجح في تغطية الاكتتاب وجذب أكبر عدد من المستثمرين لسوق المال، حيث بلغت نسبة تغطية الاكتتاب العام لشركة غزل المحلة 18% فقط، رغم أن مبلغ الطرح ضئيل جدا مقارنة بآخر اكتتاب لشركة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية”.

ويرى محمد حسن ضرورة أن تبحث شركة غزل المحلة لكرة القدم عن مستثمر استراتيجي يتولى إدارة الشركة، وأن يضع خطة لتطويرها لتحقيق عائد مجزي يغرى المستثمرين عند إعادة طرحها مرة ثانية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version