متابعة: عصام هجو

نجح المدرب الشاب محمد موسى، المدير الفني لمنتخب الناشئين السوداني لكرة القدم في إعادة الكرة السودانية إلى الواجهة بعد أن قاد ناشئي صقور الجديان إلى بلوغ ربع نهائي البطولة العربية للناشئين التي تستضيفها الجزائر هذه الأيام، وكان منتخب السودان استهل مشواره بالتفوق على منتخب الإمارات 2-صفر ثم خسر من الجزائر 2-صفر بعد أن كان الطرف الأفضل لكنه لم يوفق في التسجيل خصوصاً هدافه موسى حسين «كانتي» الذي فعل كل شيء بالكرة لكنه لم يوفق في التسجيل، وواصل السودان تألقه في المباراة الثالثة أمام فلسطين وكسبها بثلاثية نظيفة ليضمن التأهل إلى ربع النهائي عن جدارة.

وكانت الكرة السودانية تعاني كثيراً في مثل هذه التجمعات والمنافسات، إلا أن منتخب الناشئين الذي يتولى قيادته الفنية المدرب محمد موسى ظهر بصورة مختلفة عن المرات السابقة بفضل الإعداد الجيد والمبكر الذي لعب فيه أسامة عطا المنان نائب رئيس الاتحاد ومشرف المنتخبات الوطنية دوراً كبيراً وبارزاً، وسخر كل الإمكانات المتاحة لإعداد منتخب الناشئين، مما ألهب الحماسة في أوساط اللاعبين والجهازين الفني والإداري، وتعامل عطا المنان مع منتخب الناشئين كتحدٍ شخصي وأصر على تجاوز كل الصعاب ومنح المدرب محمد موسى كافة الصلاحيات التي تساعده في النجاح بمهمته كمدير فني.

ومن أبرز المكاسب التي خرج بها منتخب السودان ظهور لاعبين مميزين أصبحوا حديث الشارع العربي على رأسهم المهاجم موسى حسين الشهير بـ«كانتي» الذي أصبح مطلوباً في أوروبا والوطن العربي بصورة كبيرة وهو لاعب فريق الشباب في نادي المريخ السوداني، ويعتبر من أهم اكتشافات المهندس محمد موسى الذي بذل مجهوداً كبيراً مع اللاعب القادم إلى العاصمة لأول مرة من نادي الشباب كسلا، ومنذ أول يوم وصل فيه إلى العاصمة تولى محمد موسى أمر اللاعب من كل النواحي ومنحه الثقة، ومازال موسى حسين في السادسة عشرة من عمره وهو أصغر لاعبي منتخب السودان، وهو نجم الدور الأول في البطولة العربية بعد أن خطف الأضواء بأهدافه الجميلة ومستواه الكروي العالي ليصبح هدفاً لعدد من وكلاء اللاعبين.

وتؤكد متابعات «الخليج الرياضي» أن هناك أكثر من نادٍ إماراتي يرغب في التعاقد مع موسى حسين، كما دخلت أندية قطرية على الخط وأبدت رغبتها بضم اللاعب، ولكن المدرب محمد موسى أغلق باب المفاوضات إلى حين نهاية مشوار السودان في البطولة، وفي نفس الوقت قررت إدارة نادي المريخ تمديد التعاقد معه ورفع راتبه الشهري، لكن من المؤكد أن اللاعب إذا واصل مشواره بهذا المستوى فلن يستمر في نادي المريخ الذي ارتكب خطأ كبيراً حينما لم يضم اسم النجم الصاعد لقائمة الفريق التي ستشارك في دوري أبطال إفريقيا.

وفي أول تصريح له بعد الفوز على فلسطين، قال محمد موسى: «من محاسن الصدف أن مجموعة السودان ضمت أحب الدول والشعوب إلى قلوبنا وهم فلسطين والإمارات والجزائر فعلاقاتنا الوجدانية كشعب سوداني بهذه الشعوب الثلاثة أزلية ومتينة، ونحبهم ويحبوننا أيضاً، لذلك كنت في غاية السعادة للعب مع هذه المنتخبات الحبيبة إلى قلوبنا، وأعتقد أن منتخب الإمارات من المنتخبات الجيدة، وتفوقنا عليه بفضل المهارة والسرعة، ولكن من ناحية الإعداد والتنظيم فهم أفضل كثيراً، وسيكون لـ«الأبيض» شأن كبير في المستقبل».

وأضاف: «يعتبر نادي الرمس في رأس الخيمة محطة مهمة في مسيرتي، حيث احترفت في الرمس لموسم وأشكر فهد عبد الله بن جمعة نائب رئيس النادي، الذي ما زال على تواصل معي حتى اليومين الماضيين، وأيضاً الأخ الصديق خميس الكعبي الذي يعد أحد أبناء نادي الشارقة، أما منتخب الجزائر، فقد تصدر المجموعة، ونحن خسرنا منه لسوء الطالع الذي صاحب أداء صقور الجديان خصوصاً اللاعب موسى حسين الذي أهدر فرصاً عديدة، ومباراتنا مع فلسطين كانت مصيرية، ونجحنا في كسب الجولة وتحقيق الهدف الأول من المشاركة العربية، وهو الصعود إلى ربع النهائي، وهذا الأمر تحقق بفضل جهود كل اللاعبين ودعم اتحاد السودان لكرة القدم، متمثلاً في جهود الجندي المجهول أسامة عطا المنان مشرف المنتخبات الوطنية».

وقام محمد موسى بإهداء انتصارات وتأهل السودان إلى منكوبي الفيضانات والسيول والأمطار في بلاده، وقال: «منتخب السودان يمكن أن يكون نواة لمنتخب قوي ومميز في المستقبل في حال مواصلة الاهتمام والرعاية من الدولة والاتحاد السوداني لكرة القدم».

وختم موسى تصريحاته في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة السودان وفلسطين معرباً عن أمنياته لموسى حسين بالاحتراف في أوروبا وتحديداً هولندا أو ألمانيا، وأضاف: «إذا وصل أوروبا سيكون نجماً كبيراً في المستقبل».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version