طالت عملية توزيع جوائز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» لكرة القدم للأندية الأوروبية انتقادات، بسبب اللوائح التي تمنح الفرق الفائزة بأكبر ألقاب في المسابقة الأوروبية حصة الأسد من الجوائز المالية.
ويحصل الفريق الفائز بأكبر عدد من الألقاب الأوروبية في الـ10 سنوات الماضية على 30 في المئة من مجموع الجوائز، كما هي حال نادي ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، ما دفع المشجعين للضغط على «يويفا» من أجل توزيع أكثر إنصافاً للجوائز.
وعقد يوم الثلاثاء في مدينة إسطنبول التركية اجتماعاً لرئاسة مجلس إدارة يويفا طالب فيه المجتمعون بـ«إعادة صياغة آلية التوزيع» عندما تتوسع البطولة لتشمل 36 فريقاً في 2024.
وذكر بيان الاجتماع أنه رغم ذهاب 40 في المئة من العوائد الحالية لتمويل مشاريع أندية صغيرة ومتوسطة خارج مسابقة دوري أبطال أوروبا، بفضل الشراكة بين رابطة النادي الأوروبي «ECA» ويويفا منذ 2016، إلا أن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهد لمساعدة الأندية الفقيرة.
وكان مجلس إدارة الاتحاد الأوروبي يشكل «لوبي» لصالح الأندية الغنية في أوروبا، لكن بعد خسارة أندية مثل ريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر يونايتد لمقاعدها في الإدارة، بسبب إطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي، تقدم مسؤولو الأندية المتوسطة والصغيرة، ليحلوا مكانهم وهم يطالبون الآن بتغيير نمط توزيع الجوائز، لأن النمط الحالي يعزز خزائن الأندية الغنية ويسهم في تحطيم قوة المنافسة في أوروبا.
وحذرت رابطات مشجعي الأندية من فقدان كرة القدم لسحرها إن لم يتم توزيع المال بشكل أكثر إنصافاً.
في المقابل، تعارض الأندية الكبيرة تغيير النمط بشكل كبير وقال مالكو نادي مانشستر يونايتد «آل جليزر» في اجتماع عقد في يونيو الماضي، إن من حق الأندية الكبيرة التي تحصل على عوائد كبيرة بسبب ماركتها أن تحصل على حصة الأسد في الجوائز المالية وقال كليف بيتي، مسؤول المالية في اليونايتد:«السبب الذي يدفع شبكات البث لدفع الكثير من المال هو من أجل المنتج الأفضل في أوروبا، دعونا لا نخدع أنفسنا. هم يدفعون من أجل مشاهدة أداء الكبار، لأن نوعية اللعب هي الأعلى فيها، لكنني لا أمانع في منح مزيد من المال للفرق الأصغر. إن غيرتم النمط وعقدتم طريق الأندية الكبيرة سيكون هناك وضع صعب».
وأظهرت الإحصائيات عن موسم 2020-2021 عن حصول برشلونة الإسباني على 33.3 مليون جنيه استرليني وحصول يوفنتوس الإيطالي على 29.9 مليون جنيه إسترليني، بينما حصل أتالانتا الإيطالي على 5.5 مليون جنيه استرليني رغم أن جميع الفرق الثلاثة خرجت من الدور الـ16 للبطولة.
الأندية الأكثر نجاحاً تستفيد أيضاً من نسبة 15 في المئة من عوائد بث البطولة بناء على حجم عوائدها من بث البطولة المحلية، وهذا يعني أن البطولات المحلية الخمس الكبرى تحصل على عوائد أكثر من سواها، وعلق كيران ماجواير الخبير المالي من جامعة ليفربول: «هناك نوع من التفضيل يضاف لقوة الأندية الكبيرة اقتصادياً، حصلت هذه الأندية على عوائد مالية ضخمة بسبب تهديدها بإقامة دوري السوبر، وهم الآن لا يريدون التراجع. إن لم يحدث تغيير ستتسع الفجوة أكثر بين الأغنياء والفقراء في أوروبا».
وتأمل «يويفا» في استفادة البطولات المحلية الأقل حظاً في أوروبا، من ارتفاع عوائد البطولة الأوروبية في 2024 من 1.7 مليار إلى 2.45 مليار جنيه استرليني ،وفي نفس الوقت ستحافظ الأندية الكبيرة على تفوقها بحصولها على المزيد من المال وقال مصدر في رابطة النادي الأوروبي: «يبدو أن الجميع سيشعر بخيبة أمل صغيرة من التغيير، لكن هذا هو أفضل ما يمكن التوصل إليه. سنتوصل لتسوية إن وافقت الأندية الكبيرة، التي ستحصل على عوائد بث أكبر، على اقتطاع جزء أكبر لمساعدة الفرق الأقل حظاً».
متابعة: ضمياء فالح