قد لا يختلف اثنان على أن بني ياس فريق يمكن أن يصنف في خانة ألغاز دورينا، حيث يصعب دائماً التكهن بما سيكون عليه حال الفريق الذي يصارع الكبار حيناً، وينال المركز الثاني، كما حصل قبل موسمين، ثم نافس على الهروب من خطر الهبوط في الموسم الماضي.
الهدوء، كان سمة الأجواء في الشامخة، لا رياح عاصفة من أجل المنافسة، ولا لهيب من خطر الهبوط ساد في أجواء بني ياس، كل الخطوات والتحركات جاءت خجولة، كأن أهل الشامخة بلغوا مرحلة الرضا بما يملكون.
عاش الفريق السماوي موسماً صعباً، عرف به مرارة سوء النتائج، وحلاوة بعض الانتصارات التي ضمنت له البقاء بين أهل الوسط، فحلّ تاسعاً بعدما كان قد سرق الأنظار وخطف كل الإعجاب في الموسم قبل الماضي، حين نافس على الدرع حتى صافرة النهاية، قبل أن يودع المسابقة بإنجاز الوصافة خلف الجزيرة، لتكون هي للمرة الثانية في تاريخ مشاركة الفريق يحل بها ثانياً في جدول الترتيب في حقبة المحترفين.
جدد بني ياس ثقته بالمدير الفني «المشاغب» الروماني إيسايلا، الذي عرف مع الفريق حلاوة المنافسة على القمة، ومرارة التواجد قريباً من أهل القاع.
الروماني الذي يجيد إشغال الحكام باعتراضاته، وصاحب حصة الأسد من البطاقات الحمراء والاعتراضات والإنذارات من قضاة الملاعب، مثّل علامة فارقة في مشواره في ملاعبنا، بعدما لعب دائماً دور المدافع عن حقوق فريقه، والمهاجم من أجل إبعاد ظلم قرارات أهل الصافرة وقراراتهم الخاطئة، على حد تعبيره.
وسيكون إيسايلا مدرباً للفريق للموسم الثالث على التوالي، بعد رحلة تولى بها تدريب الفريق في 52 مباراة، لامس بها نسبة الفوز حاجز ال 50% بعدما حقق الفوز في 24 مباراة منها في الدوري، بينما خسر 13 مباراة كان منها 11 مباراة الموسم الماضي فقط.
ميركاتو الصيف في الشامخة، كان بارداً، بل ربما بلغ درجات من الجليد، قبل أن تتحرك المياه المثلجة قبل أيام بالإعلان عن التعاقد مع المهاجم البرازيلي، رافائيل إيلياس، الذي يأمل مسؤولو النادي أن يكون هدافهم الجديد الذي يعوض كل مرارة فشل تجربة السويدي ثيلين في الموسم الماضي.
وتمسك بني ياس بالثلاثي الأجنبي الذي تألق في الموسمين الماضيين، فكان استمرار المدافع العملاق ساشا، والثنائي الأرجنتيني خيمينز وسواريز «ضربة معلم»، رغم كل العروض التي تلقاها الثنائي الأرجنتيني، محلياً أو خليجياً.
ابتسامة وهدوء
قبل صافرة بداية دورينا، بدا المدرب الروماني وقد ارتسمت على ملامح وجهه علامات الرضا والابتسامة، بل مزجها مع كثير من التفاؤل بأن يكون السماوي هذا الموسم أفضل مما مر به الموسم الماضي.
وقيمّ المدرب مرحلة التحضيرات بالجيدة، حيث خاص معسكراً إعدادياً كان، على حد تعبيره، جيد جداً، وعمل اللاعبون بقوة وجدية، وامتاز بأجواء رائعة ساعدت على العمل وكانت كل التفاصيل مميزة من حيث مقر الإقامة والأجواء المناخية في منطقة جبلية، كل ذلك ساعد على أن يكون كل التركيز قائماً على كيفية استغلال هذه الفترة من أجل إعداد الفريق، بدنياً وفنياً.
تأخير الأجنبي
يمتاز المدرب الروماني بالجرأة والوضوح في أغلبية تصريحاته، فيشير إلى أن مسألة التعاقد مع لاعب أجنبي ليست سهلة، هناك تفاصيل ومفاوضات وحسابات تختلف، قد تكون أمور لا يعرفها البعض، لكن يحصل تأخير في بعض الصفقات، وأخرى تفشل في الوقت القاتل.
ويضيف: عملنا بجد وبقوة من أجل حسم صفقة اللاعب الأجنبي، هناك تأخير يحدث بسبب تغيير قناعات اللاعب، أو من قبل النادي الذي يرتبط معه اللاعب بعقد، وأحياناً أيضاً يحصل التأخير من الوكلاء.
وقال: نجحنا في التعاقد مع اللاعب البرازيلي رافائيل ايلياس ليكون الأجنبي الرابع، هو في فورمة وجاهزية للعب، لكنه بلا شك سيحتاج إلى بعض الوقت حتى يتأقلم على فارق التوقيت، كما ليس من السهل أن تحضر لاعباً من البرازيل وأن تدفع به سريعاً في المنافسات في ظل الفوارق في الأجواء المناخية، خاصة أن الأجواء في البرازيل حالياً باردة.
ويرسم المدرب الروماني سيناريو الموسم المقبل، ويراه أكثر صعوبة وقوة من الموسمين الماضيين، الفرق كلها استعدت بالشكل الأفضل، كما أبرمت صفقات من العيار الثقيل، هذا ما سيجعل التنافس قوياً، وحصلت الكثير من التغييرات في الميركاتو، وأعتقد أن المشهد سيتضح بشكل افضل بعد أول 3 جولات.
لكن ماذا عن بني ياس؟ يرى المدرب الروماني أن الأفضل قادم لبني ياس، الكل يعمل بجد، ونبحث عن بداية قوية، وضمان الفوز في المباراة الأولى يعتبر من العوامل الأساسية، فهو يمنح الفائز جرعة كبيرة من الثقة، ويمثل الدافع والحافز، لكن يجب ان نتعامل مع المباراة الأولى، ومع كل مباراة، بسياسة الخطوة تلو الخطوة حتى نحقق أفضل النتائج.
الجدير بالذكر أن المدرب الروماني إيسايلا نجح في بلوغ بني ياس وصافة ترتيب الموسم قبل الماضي، كما حقق مع الفريق رقماً قياسياً على صعيد النقاط ( 54 نقطة).
الأوراق الرابحة
يمثل الحارس الدولي فهد الظنحاني إحدى أبرز الأوراق الرابحة في تشكيلة الفريق السماوي، حيث يمثل نقطة الثقل والرهان الكبير بالنسبة إلى أهل الشامخة.
ويأمل المدرب إيسايلا أن يظهر اللاعبون الشباب بأفضل صورة، وأن يكون حسن المحرمي بجاهزية عالية بعد شفائه من الإصابة، ليمثل مصدر قوة في خط الدفاع مع ساشا وخالد الهاشمي.