بيروت: «الخليج»

يستمر الجمود مخيماً على الساحة السياسية في لبنان مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس. ولا تقدم يتحقق على كافة الصعد والاستحقاقات، فالانتخابات الرئاسية مؤجّلة ولا بوادر لعقد جلسة انتخابية قريبة، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي متوقّفة، وما من تحرّك يُشير إلى إمكان استئنافها في المدى المنظور، وحتى ملف ترسيم الحدود تجمّد.

وبينما الحكومة الجديدة غائبة والاستحقاق الرئاسي ينتظر دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس إلى جلسات للانتخاب، الوضع المعيشي يزداد سوءاً؛ حيث حلق سعر صرف الدولار، ليصل إلى حدود 36 ألف ليرة وليتراجع أمس إلى حدود 34 ألف ليرة، الأمر الذي أدى إلى خلل في السوق، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والمحروقات،

ومع تبقي 60 يوماً على مغادرة الرئيس اللبناني ميشال عون، القصر الجمهوري، بدأت كتل نيابية مستقلة تحركات مكثفة للبحث عن «رئيس توافقي» بعيداً عن فريق 8 آذار وحلفائه؛ لإنقاذ البلاد من شبح الفراغ الرئاسي.

وقبل يومين، أي عشية دخول لبنان المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، وبدء مرحلة العد العكسي لانتهاء ولاية عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يبدو المشهد ضبابياً على مستوى الترشيحات لهذا الاستحقاق. بيد أن كتلة «نواب التغيير» (15 نائباً) قررت إطلاق مبادرة رئاسية إنقاذية تهدف إلى إيجاد رئيس توافقي تقبل به معظم الأطراف؛ ويؤمن النصاب القانوني لانتخاب رئيس خلال المهلة الدستورية، وليس من فريق 8 آذار وحلفائه.

وتسعى دار الإفتاء إلى جمع النواب السنّة تحت مظلّتها، للاتفاق على رؤية واحدة بعيداً عن التشتت الحاصل في الوقت الحالي، في ظل غياب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن الساحة السياسية. وفي هذا السياق، توافرت معلومات عن عقد لقاء في دار الإفتاء هذا الشهر يجمع النواب السنّة.

وأكد النائب أحمد الخير، الذي أكد مشاركته في اللقاء، أن الهدف ليس إنشاء جبهة أو فريق، أو حتى تثبيت معادلة فريق بوجه آخر؛ بل سيكون الاجتماع فرصة للتباحث في كل الاستحقاق القادمة، منها سياسية كالانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وأخرى اقتصادية اجتماعية ومعيشية.

من جانب آخر، أطلق الجيش الإسرائيلي، قنبلتين صوتيتين باتجاه لبنانيين إثر اقترابهم من السياج الحدودي في منطقة حولا. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن الجيش الإسرائيلي أطلق قنبلتين صوتيتين باتجاه مجموعة من الشباب عند الجانب اللبناني إثر اقترابهم من السياج التقني عند موقع العباد في خراج بلدة حولا- قضاء مرجعيون.

وتلك ليست الحالة الأولى، فقبل أيام، أفادت هيئة البث الإسرائيلية «كان»، بأن الجيش أطلق النار باتجاه شبان لبنانيين تواجدوا على مقربة من المنطقة الحدودية جنوبي لبنان.

وذكرت الهيئة أن الجيش استخدم أدوات تفريق المتظاهرين وأطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين اللبنانيين الذين تجمعوا بالقرب من برج المراقبة تسيفرون.

ومن جانبها، أفادت الوكالة الرسمية اللبنانية للإعلام، بأن القوات الإسرائيلية، أطلقت نحو 5 طلقات فوق رؤوس بعض الشبان الذين كانوا على مقربة من موقع العباد المقابل لبلدة حولا – قضاء مرجعيون.

جاء ذلك في وقت، ينتظر لبنان عودة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى المنطقة لإبلاغ المسؤولين بالموقف الإسرائيلي من الطرح اللبناني، لترسيم الحدود البحرية.

وفيما يبدو الموقف الأمريكي ضبابياً، وسط تصميم على التوصل إلى اتفاقية ترضي الطرفين دون حصول أي توتير، يواصل اللبنانيون حملاتهم الوطنية للدفاع عن حق لبنان في ثروته البحرية.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version