متابعة – علي نجم:

فرض التعادل نفسه نجماً لقمة زعبيل الجماهيرية التي جمعت بين الوصل والوحدة، وحسمت 2-2 في المرحلة الأولى من دوري أدنوك للمحترفين.

رسم جمهور الوصل والوحدة أروع اللوحات داخل استاد الوصل في زعبيل وخارجه، وحضر عشاق الفريق الأصفر بكثافة، ليقدموا مشاهد من الانتماء والوفاء لقلعة تأبى أن تغيب عنها الأضواء على الرغم من كل ما تعرضت له من تحديات.

كان المشهد في ملعب الوصل «أسلوب حياة» بالفعل، حين امتلأت مدرجات الملعب، ولم يترك الوصلاوية موطىء قدم في المدرجات، بعدما أشعلوا الأجواء خارج الملعب قبل بداية المباراة بهتافاتهم، وأهازيجهم، وإعلامهم وصرخاتهم.

سيناريو التشويق الذي بدأ قبل أسبوع عبر حشد وصلاوي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ترجم التهافت المبدع إلى مدرجات الملعب، ليتحول المشهد إلى «تحفة»، قد يكون دورينا بأمس الحاجة إليها حتى تعود إليه الأضواء، ليضج بالحياة فوق مدرجات في الأغلب سكنها السكوت والهجران في المباريات.

هذا خارج الملعب، وفوق المدرجات، أما ما حصل فوق البساط الأخضر، فتلك قصة أخرى.

نجح البرازيلي جواو بيدرو هداف الوحدة في أن يكون نجم الليلة الكبيرة حين سجل أول ثنائية في دورينا هذا الموسم، ومنح «العنابي» أولى النقاط، وأبعد عن الفريق شبح الخسارة أمام المضيف الأصفر، ليترجم جهد الفريق الذي قاتل حتى الرمق الأخير.

لم يكن بيدرو صاحب الثنائية هو النجم الأوحد؛ بل أكدت دقائق المباراة ال90، أن هناك نجماً مبدعاً اسمه إسماعيل مطر، لا يشيخ، ويثبت بسن 39 عاماً أن العمر مجرد رقم، وأن من يراهن كل مرة على أنه انتهى يأتيه الرد سريعاً من لاعب يبذل العطاء والجهد فوق الملعب وكأنه ابن ال20، يمنح التمريرات الدقيقة وكأنها لمسة مهندس، يعرف حساسية التوقيت، لتشعر بقدمه وكأنها مرتبطة بالساعة السويسرية.

مكاسب الوحدة

نال الوحدة نقطة، خرج بالعديد من المكاسب، في مباراة غامر بها البرتغالي كارفهال في الوقت الصعب، وكسب الرهان بإبعاد شبح الهزيمة عن فريقه الذي خرج بنقطة قد لا تكون سهلة أو ممكنة لفرق أخرى ستزور زعبيل لاحقاً.

أما الوصل، الذي بدأ حقبة جديدة إدارياً، وفنياً، وجماهيرياً أيضاً، فقد أكد أن المكاسب قد تتعدى النقطة، وأن ضياع النقطتين، على الرغم من السيناريو المؤلم، فإن يبرهن أن القطار بدا، وكأنه وضع فوق السكة، وأن المزيد من الوقود الفني، قد يسهم في ضمان دخول الفريق دائرة المنافسة.

وخرج الوصل بمشاعر متناقضة ما بين الأسى على ضياع نقطتين، والفخر بالروح التي لعب بها الفريق وبالأداء الفني، وبعطاء ولمسات عمر عبد الرحمن الذي نثر من الإبداع في الملعب الأصفر ما أعاد سيرة «عموري» الأولى، بينما أبى فابيو ليما العائد بعد طول غياب من الإصابة إلا أن يضع بصمته بهدف رأسي، وبدموع انفجرت وكانت مرآة للحالة النفسية التي مر بها طوال فترة الإصابة التي كادت أن تبعده عن الملاعب نهائياً.

لعبة عقول

ونال كل فريق نقطة واحدة، في مباراة شكلت لعبة عقول خارج المستطيل الأخضر بين الأرجنتيني بيتزي والبرتغالي كارفهال، فلعب كل منهما بالأوراق الرابحة التي يمتلكها على الدكة، فآتت أُكلها من خلال تغيير مسار المباراة، وضخ الدماء التي رفعت من وتيرة المباراة وحرارتها التي تجاوزت نسبة حرارة ورطوبة الأجواء المناخية.

مباراة ممتعة

رأى المدير الفني لفريق الوصل الأرجنتيني بيتزي أن «المباراة كانت ممتعة، لكن متوازنة؛ حيث تأخرنا في بدايتها بهدف مع نهاية الشوط الأول، لكن الفريق استطاع أن يدخل أجواء المباراة؛ حيث سيطرنا على المجريات، بعدما تجاوزنا مشكلة الأخطاء التي وقعنا بها».

ومضى يقول: في الشوط الثاني قدمنا كل ما لدينا من أجل الفوز بالمباراة، لكن المنافس نجح في التسجيل مرتين من كرتين ثابتين، واعتقد أننا فرطنا بالفوز.

ورفض المدرب تقييم أو تأثير التغييرات الكبيرة على فريقه،مشيراً إلى أن سيناريو كل موسم يختلف، وهناك دائماً أحداث وتفاصيل في المباريات، تجعل شكل وسيناريو كل مباراة مختلفاً.

وعن أداء ومستوى الثنائي العائد من الإصابة عمر عبد الرحمن وفابيو ليما أوضح المدير الفني لفريق الوصل قائلاً: لقد عملا خلال فترة التحضيرات بشكل جيد، وقدما مستويات رائعة، وتمكن فابيو من تسجيل الهدف الثاني، والأهم بالنسبة لهما خوض المباريات الرسمية، لأنها الطريقة الأمثل من أجل رفع مستوى جاهزيتهما.

الارتياح، بدا أيضاً على معالم مدرب الوحدة البرتغالي كارفهال الذي تنفس الصعداء، بإبعاد شبح الخسارة الأول عن فريقه، وإن لم يخرج من الملعب الأصفر بالسعادة الكاملة.

واعترف المدير الفني البرتغالي أن المباراة كانت ممتعة للجماهير التي حضرتها في المدرجات أو تلك التي تابعت المباراة من خلف الشاشات.

وأشار المدرب إلى أن الفريقين كانا يستحقان الخروج بنتيجة إيجابية؛ لذا قد تكون نتيجة المباراة عادلة قياساً إلى السيناريو الذي سارت به.

وأوضح أن فريقه واجه بعض الصعوبات في بعض فترات المباراة، حين لم يحسن حسم المباراة بتسجيل الهدف الثاني بعد الفرص التي حصل عليها، فكان الثمن تغيير المباراة من دفة إلى أخرى، ليتقدم الوصل، لكن الوحدة قاتل حتى الرمق الأخير وسجل التعادل الذي قد يكون نتيجة عادلة.

الأجنبي الخامس

حرص أحمد الطنيجي عضو مجلس إدارة نادي الوصل على توجيه رسالة شكر وتقدير إلى جماهير الوصل؛ حيث قدمت أجمل اللوحات في التشجيع والمؤازرة وتحفيز الفريق حتى يخرج بالصورة التي بدا عليها. وقال: لا يوجد كلمة يمكن لها أن تكون كافية بحق هذه الجماهير.

وعن سيناريو المباراة أوضح قائلاً: كانت الأجواء صعبة على الفريقين، ولعبت الرطوبة العالية دورها في التأثير في عطاء اللاعبين، ومع ذلك قدم الطرفان مباراة ممتعة.

وحول اللاعب الأجنبي الخامس، وموعد الإعلان عن صفقة التعاقد معه، قال: نأمل قريباً حسم هذا الملف وهناك عمل من أجل إغلاق التعاقد في أقرب وقت.

وأنهى: نأمل أن نجعل من زعبيل معقلاًَ وقلعة قوية نعزز بها رصيدنا من النقاط بالمحافظة على سجلنا خالياً من الهزائم على أرضنا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version