عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات مضنية من الاشتباكات المسلحة، وقعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول الجمعة وصباح أمس السبت، أوقعت قتيلاً و3 جرحى، كما ألحقت أضراراً بعدة منازل ومزارع في المنطقة، فيما عززت القوات المتحالفة مع حكومة الوحدة المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة سيطرتها على العاصمة، في حين عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس السنغالي عبد الله باتيلي ممثلاً خاصاً له في ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أونسميل»، وسط ترحيب محلي وأمريكي.
فقد توقفت أمس السبت الاشتباكات بمنطقة ورشفانة، المجاورة لطرابلس، بين مجموعات مسلحة مؤيدة لرئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، وأخرى داعمة للحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.
إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الطرفين مستمران في التحشيد العسكري.
كما أوضحت أن قوات يقودها عبدالسلام الزوبي المصراتي المتحالف مع الدبيبة وصلت لمساندة قوات رمزي اللفع.
في المقابل، وصلت مجموعات من قوات الدعم والاستقرار بالزاوية لمساندة قوات الضاوي المؤيدة لباشاغا.
قتيل وثلاثة جرحى
وكانت مصادر طبية أفادت مساء الجمعة أن الاشتباكات أوقعت قتيلاً و3 جرحى، كما ألحقت أضراراً بعدة منازل ومزارع في المنطقة.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان جميعَ الأطراف الليبية إلى الحفاظ على الهدوء السائد على الأرض، واحترام القانون الدولي، خاصةً في ما يتعلق بحماية المدنيين، حاثِّين جميع الأطراف على التيسير والسماح بالوصول الإنساني بشكل كامل وآمن دون عوائق.
يأتي ذلك في وقت، عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس السنغالي عبد الله باثيلي ممثلاً خاصاً له في ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «أونسميل».
وجاء هذا الإعلان في بيان صدر مساء أمس الأول الجمعة، وسيخلف باثيلي السلوفاكي يان كوبيش الذي شغل سابقاً منصب المبعوث الخاص ورئيس بعثة أونسميل واستقال في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويمتلك الممثل الخاص الجديد باثيلي خبرة تزيد على 40 عاماً شغل خلالها مناصب ضمن حكومته الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة.
وذكر البيان أن باثيلي شغل في أحدث مهامه مع الأمم المتحدة في عام 2021 منصب الخبير المستقل للمراجعة الاستراتيجية لبعثة أونسميل.
الرئاسي يرحب
من جانبه، رحب المجلس الرئاسي، بتعيين باثيلي، مبعوثاً أممياً إلى ليبيا.
وأشاد المجلس في بيان له، بخبرة الدبلوماسي السنغالي واطلاعه على الملف الليبي، مثنياً على الجهود المبذولة من قبله أثناء قيامه بتقييم ودراسة هيكلة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مؤكداً على دور الأمين العام للأمم المتحدة في دعم مساعي الليبيين للوصول إلى حلول سلمية، من خلال بعثتها في ليبيا، للذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال، آملاً أن يسهم باثيلي بخبرته الواسعه في مساعدة الليبيين في الانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وأكد الدبيبة، عبر تغريدة على تويتر، «الدعم الكامل لعمله والدفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية، لإجراء الانتخابات».
في الوقت ذاته، رحب رئيس حكومة الاستقرار المنبثقة عن البرلمان فتحي باشاغا بالقرار الأممي، وكتب على تويتر: «نرحب بقرار الأمم المتحدة بتعيين عبدالله باثيلي ممثلاً خاصاً للأمين العام ورئيساً لبعثة الدعم لليبيا ونتطلع للتعاون والعمل المشترك بما يسهم في استقرار ليبيا وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وإجراء الإنتخابات وفق خارطة طريق تضمن توافر معايير النزاهة والشفافية».
ولم يعلق ما يسمى ب «المجلس الأعلى للدولة»، إلى الآن على الأمر، لكن عضو المجلس نعيمة الحامي قالت إنها لا تظن أن تعيين باثيلي سيأتي بجديد.
نورلاند يعلن دعمه الكامل
بدوره، أعرب سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند عن دعمه الكامل لجهود باثيلي للتوسط في العملية السياسية التي يقودها الليبيون.
وهنأ نورلاند في سلسلة تغريدات له بموقع «تويتر» باثيلي على تعيينه ممثلاً خاصاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
(وكالات)